قطر قطعت شوطا كبيرا في بناء نظام تعليمي يستشرف المستقبل

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي، أن انعقاد مؤتمر التعليم تحت شعار "ريادة وإبداع" الذي بدأت فعالياته اليوم بالدوحة، ليس مجرد شعار، بل هو واقع حي في مسيرة قطر التربوية التعليمية.. لافتا إلى أن القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه" أدركت الدور الحيوي الذي يضطلع به التعليم في تنمية المجتمع وبناء الإنسان، والذي سيظل الأداة الرئيسة لبناء مجتمع المعرفة الذي اتخذته رؤية قطر 2030م محورا أساسيا لها من أجل بناء الفرد القادر على العطاء للارتقاء بوطنه. وقال سعادته، في الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر، إن دولة قطر قطعت شوطاً كبيرا في بناء نظام تعليمي يستشرف المستقبل، ويتماشى مع أرقى المقاييس العالمية ومتطلبات العصر، وذلك من خلال تبني التقنيات الحديثة وتطبيق المشاريع التربوية والبحثية في المناهج والتقييم والتدريب .. مشيرا إلى أنه نظام تعليمي يساهم في تنمية مواهب طلاب الدولة واكتشاف إمكاناتهم الإبداعية والابتكارية، ويعزز في نفس الوقت مهارات التفكير الإبداعي والناقد لديهم، ويعمل على توظيفها في حل المشكلات واتخاذ القرارات، ويمكنهم من مهارات وأساسيات البحث العلمي، ويعلمهم الحوار الهادف واحترام الآخر في ظل التنوع الفكري والثقافي. وأضاف إن تنظيم وزارة التعليم والتعليم العالي لهذا المؤتمر سنويا، بما يتضمنه من مشاركة كوكبة رائدة من الأساتذة والنخب التربوية والاختصاصيين في الشأن التعليمي والبحثي، يمثل فرصة طيبة لتبادل التجارب والخبرات العلمية والبحوث المتخصصة التي تساهم في تحسين جودة التعليم، وتعزيز نوعية الممارسات وجودتها في هذا القطاع، والارتقاء بدور المعلمين وقادة المدارس بوصفهم منتجين للمعرفة. واعتبر سعادة وزير التعليم والتعليم العالي المؤتمر، منتدى علميا رصينا لنشر الخبرات والتجارب الوطنية والدولية، وإنشاء شبكة تواصل مستدامة، توفر فرصا قيمة للتعاون البحثي في المستقبل بين العاملين في المجال التربوي. ونوه بالجهود الرائدة التي يقوم بها الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي في تعزيز مهارات البحث العلمي لدى الطلبة والمعلمين، وتشجيعهم وتقديم الدعم اللازم لتنفيذ مشاريعهم البحثية، من خلال الفعاليات والورش التي يتم تنظيمها في إطار تلك الجهود. وأعرب سعادته عن خالص الشكر والتقدير إلى معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، على رعايته وحضوره للمؤتمر. وتمنى أن تكلل فعاليات المؤتمر بالتوفيق والنجاح في تحقيق توجهاته الهادفة إلى دعم وتعزيز جودة التعليم ومواكبته للاحتياجات التنموية للدولة، في ضوء رؤيتها الوطنية وخططها الاستراتيجية. وافتتح سعادة الوزير كذلك فعاليات الأسبوع الوطني للبحث العلمي واطلع على أبحاث الطلبة بالمعرض المصاحب للمؤتمر في العديد من القطاعات البحثية المهمة. كما دشن سعادته تطبيق /تعليم/ الذي أنجزته إدارة تكنولوجيا المعلومات بوزارة التعليم والتعليم العالي ليوفر على مرحلتين، جملة من الخدمات الأساسية المهمة للمدارس والعاملين بالوزارة. من جانبه، نوه السيد فيصل محمد السويدي رئيس البحوث والتطوير بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون المثمر القائم بين وزارة التعليم والتعليم العالي والصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، لنشر ثقافة البحث العلمي وبناء قدرات الطلبة والمعلمين في هذا المجال والاستقصاء، وقال "إن ذلك هدفا وطنيا من أجل إنشاء قاعدة بحثية نواتها الأبناء الطلبة". وأشار السويدي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور حمد الإبراهيم النائب التنفيذي لرئيس البحوث والتطوير بمؤسسة قطر، إلى أن هذا القطاع يعمل على تحقيق أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبحوث لترسيخ مكانة الدولة كمركز رائد للتميّز والابتكار في مجال البحوث والتطوير. ونوه بأنه خلال السنوات الماضية تمكن قطاع البحوث والتطوير في المؤسسة، من تطوير بنية بحثية تحتية تُساهم في تحقيق تطلعاته، المواكبة لمسيرة دولة قطر الرامية لبناء اقتصاد معرفي مُستدام. وأوضح أن الدورة الجديدة من برنامج "الأولويات الوطنية للبحث العلمي" هدفها تحفيز الشراكات ما بين الأكاديميين والمستخدمين النهائيين للبحوث، والتركيز على المشاريع البحثية التي تؤثر على تطور المجتمع والاقتصاد في دولة قطر.. مؤكدا في هذا الصدد دعم قطاع البحوث والتطوير للموضوعات الواعدة لجهة الإمكانات التجارية والتكنولوجية، وتشجيع التوجه نحو مشاريع أكثر تنوعا، وتعزيز الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص لأجل المساهمة في توفير بيئة تشجع على زيادة تطوير المنتجات محليا وتصديرها الى الخارج.. "كما أننا نأمل أن هذا التعاون بين القطاعين سيساهم في زيادة عدد الطلبة الملتحقين بالقطاع الصناعي مما يؤدي إلى تنويع مهارات القوى العاملة وبالتالي تنويع مصادر الدخل". وأشار إلى أن لقاءات قطاع البحوث والتطوير مع القطاع الخاص من أجل التواصل ومد جسور التعاون وبناء الشراكات، لما للقطاع الخاص من دور أساسي في بناء اقتصاد المعرفة.. مؤكدا أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام قطاع البحوث والتطوير الثابت بدعم ريادة دولة قطر في مجالي البحث والتطوير.. مبينا أن الصندوق يسهم بشكل فاعل في العمل وفق أولويات الدولة في مجال البحوث، وقام من هذا المنطلق بمواءمة رسالته مع استراتيجية قطر الوطنية للبحوث، من خلال دعم ركائزها الأربع المتمثلة في الطاقة والبيئة، وعلوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، والصحة، والعلوم الاجتماعية والفنون والعلوم الإنسانية. وشدد على أن هذا البرنامج يأتي تجسيدا للرؤية الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى, ولصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، لنشر ثقافة البحث العلمي في مراحل مبكرة وفي كافة المراحل الدراسية بالدولة، ليكون عاملا محفزا في إدخال ثقافة البحث العلمي في كل بيت بدولة قطر، ما يساهم على المدى البعيد في بناء مجتمع مزدهر قائم على المعرفة. من ناحيتها، تطرقت الدكتورة كاثرين ميرسيث، مؤسسة مبادرة الأطفال في جامعة /هارفارد/ البريطانية والخبيرة في مجال المناهج وطرق التدريس وتدريب المعلمين، للقيادة المثالية في التعليم لضمان تحقيق التعليم والتعلم الأفضل، وركزت لدى حديثها في الجلسة الافتتاحية على قيادة التغيير والابتكار وريادة الأعمال في مجتمعات التعلم. وطرحت العديد من الأسئلة حول ماهية الابتكار في مجتمعات التعلم ومدى النجاح الذي سيحققه الطلبة في هذا الخصوص. كما شرحت الدكتورة ميرسيث، المتحدثة الرسمية في جلسة الافتتاح، خصائص المدارس الناجحة والمحتوى التربوي وعلاقة ذلك بالتركيز في عملية التحصيل العلمي، مستعرضة خيارات تقييم المنهج العلمي وأهمية التفكير الناقد ومتطلبات تحسين أداء الطلبة مع بناء لغة تدريس مشتركة بين المعلمين والإداريين. وأكدت أهمية التواصل بوضوح مع جميع أصحاب المصلحة مثل الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين وغيرهم من الإداريين وأعضاء المجتمع، وكذا امتلاك ثقافة قوية تركز على التدريس وتحسينه. وختمت بقولها " يُمثل الأطفال نسبة قليلة من عدد السكان، لكنهم يمثلون نسبة 100 بالمائة من مستقبلنا". وتتضمن محاور المؤتمر من بين أمور أخرى، قضايا تعليمية وبحثية مهمة مثل التغيير والابتكار وريادة مجتمعات التعلم والبحث العلمي، فيما تشمل فعاليات الأسبوع الوطني للبحث العلمي المصاحب للمؤتمر، المعرض الوطني التاسع لأبحاث الطلبة والمعلمين، والمسابقة الوطنية للبحث العلمي، وتعد مبادرة مشتركة بين الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ووزارة التعليم والتعليم العالي، وتهدف إلى بناء معارف ومهارات البحث العلمي لدى طلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية، وتمكنهم من الاستعداد لتمثيل قطر في المحافل الدولية. كما تتضمن فعاليات الأسبوع مسابقة مختبر الشهرة، وهي مبادرة مشتركة بين الصندوق والمجلس الثقافي البريطاني، بالتعاون مع شركاء من بينهم وزارة التعليم والتعليم العالي، وهدفها بناء مهارات عرض وتقديم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إلى العامة بلغة بسيطة وسلسة، وبطرق جذابة، من أجل غرس حُب العلوم في قلوب الطلبة وصغار الباحثين، وبناء قاعدة عريضة من العلماء. وتهدف هذه المبادرة أيضا إلى إعداد المتسابقين لتمثيل دولة قطر في مسابقة مختبر الشهرة العالمية بالمملكة المتحدة، والتي حققت فيها قطر العام الماضي، المركز الثاني على المستوى العالمي.;

مشاركة :