"الدماغ أكثر نشاطا 10 مرات مما يعتقد العلماء سابقا"، هذا ما توصل إليه بحث علمي جديد. الاكتشاف الذي توصل إليه البحث قد يغير رؤية وفهم العلماء لكيفية عمل هذا الجهاز المعقد، ما يعني أيضا إتباع طرق جديدة لعلاج أمراض الجهاز العصبي. ويركز البحث الذي أجراه خبراء في جامعة كاليفورنيا ونشرت نتائجه مجلة العلوم في التاسع من آذار/مارس على بنية ووظائف الخلايا العصبية التي تشكل الدماغ. وتشبه الخلية العصبية في بنيتها الأشجار وهي تتكون من جسد يدعى "سوما" وأغصان متشعبة أو "تغصنات" حسب اللغة الطبية. وفي السابق كان الاعتقاد السائد عند العلماء أن أجساد الخلايا تولد نبضات كهربائية بين بعضها البعض، وأن أغصانها توجد كمركبات سلبية، وظيفتها الأساسية نقل هذه النبضات الكهربائية بين الأجساد، حيث تؤدي هذه العملية إلى تشكل الذكريات وكيفية حفظها، وهي مسؤولة عن إدراك الواقع وتصوره، وأمور أخرى كثيرة. والجدير ذكره أن الدماغ يحتوي على أكثر من 100 مليار خلية عصبية. ولكن الدراسة تكشف عن دور أكبر بكثير للتغضنات أو الأغصان التي تحيط بجسد الخلية في مجالي التفكير والذاكرة. اقرأ أيضا.. قدراته قد لا تتخيلها.. حقائق قد تجهلها عن المخ وكان فريق الباحثين قد ترك فئرانا تتجول بحرية، ليتم قياس نشاطات تغصنات الخلايا العصبية مع الأقطاب الكهربائية، مستخدمين تقنيات متطورة حديثة حيث وضعت هذه الأقطاب بالقرب من تغصنات الخلايا وليس داخلها. وتوصل الباحثون عبر هذا الاختبار إلى أن التغصنات كانت في قمة النشاط خلال حركة الفئران، وأنها لا تنتج نبضاتها الكهربائية الخاصة بها فحسب، بل تنتج كمية أكبر بـ10 مرات من التي تنتجها "سوما". واكتشف الباحثون أيضا أنه بدلا من أن تتحول التغصنات إلى مركبات نقل سلبية بين الخلايا العصبية فقط، فإنها تتخذ قرارات خاصة حول النبضات الكهربائية التي تنتجها أجساد هذه الخلايا. ويؤكد الباحثون أن التغصنات هي أكثر أهمية في نشاطاتها من أن تكون مجرد لاعب ثانوي. وقد نشرت جامعة كاليفورنيا مقطع فيديو توضيحي لتوليد التغصنات نبضات كهربائية. المصدر: سي بي أس
مشاركة :