لندن - قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الثلاثاء إن مخزونات النفط تواصل الارتفاع رغم بدء سريان اتفاق عالمي لخفض الإمدادات ورفعت توقعاتها للإنتاج من خارج المنظمة في 2017 بما يشير إلى تعقيدات تواجه جهود التخلص من تخمة المعروض. لكن أوبك قالت في تقريرها الشهري إن مخزونات النفط في الدول الصناعية زادت في يناير/كانون الثاني لتبلغ 278 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات، وبلغ فائض الخام 209 ملايين برميل والباقي من المنتجات المكررة. وقالت أوبك في التقرير "بالرغم من تخفيض الإنتاج، تواصل المخزونات الارتفاع ليس في الولايات المتحدة فحسب لكن أيضا في أوروبا، إلا أن الأسعار حصلت بدون شك على دعم من اتفاقيات الإنتاج". وهبطت أسعار النفط بعد صدور التقرير إلى ما يقرب من 50 دولارا للبرميل وهو أدني مستوياتها منذ نوفمبر/تشرين الثاني. وما زال الخام مرتفعا من نحو 40 دولارا للبرميل في نفس الفترة قبل عام ومن 27 دولارا للبرميل وهو أدني مستوى في 12 عاما الذي سجله في يناير/كانون الثاني 2016. وأشارت أوبك في التقرير إلى زيادة في امتثال أعضاء المنظمة باتفاقهم لخفض الإنتاج. وهبط إنتاج أعضاء أوبك الأحد عشر بموجب الاتفاق إلى 29 مليونا و681 برميل يوميا الشهر الماضي وفقا لبيانات من مصادر ثانوية اعتادت أوبك على استخدامها لرصد الإنتاج. ويعني هذا أن التزام أوبك بخطتها تجاوز 100 في المئة لينخفض إنتاج تلك الدول إلى 29 مليونا و804 براميل يوميا، ولم تذكر أوبك رقما لمستوى الالتزام في التقرير. لكن التقرير رفع توقعاته لإمدادات المنتجين غير الأعضاء في أوبك هذا العام حيث ساهم ارتفاع أسعار النفط عقب اتفاق أوبك والمنتجين من خارجها على خفض الإنتاج في إنعاش أنشطة الحفر لاستخراج النفط الصخري الأميركي. ومن المتوقع الآن أن يرتفع الإنتاج من خارج أوبك بواقع 400 ألف برميل يوميا بزيادة 160 ألف برميل يوميا عن التقدير السابق، وعدلت أوبك توقعاتها لنمو إنتاج النفط الأمريكي في 2017 بالزيادة إلى 100 ألف برميل يوميا. السعودية تبلغ عن زيادة في الإنتاج تقول أوبك إن إنتاجها متضمنا نيجيريا وليبيا اللتين جرى استثناؤهما من الخفض هبط 140 ألف برميل يوميا في فبراير/شباط إلى 31.96 مليون برميل يوميا مدفوعا بخفض كبير نفذته السعودية أكبر مُصدري الخام في العالم. وفي الوقت الذي قالت فيه مصادر أوبك الثانوية إن إنتاج النفط السعودي هبط في فبراير/شباط إلى 9.797 برميل يوميا أبلغت السعودية أوبك أن إنتاجها زاد إلى 10.011 مليون برميل يوميا وهو ما سيخفض مستوى الالتزام. وتستخدم أوبك مجموعتين من البيانات لرصد الإنتاج وهي الأرقام التي تقدمها كل دولة وتلك التي تقدمها المصادر الثانوية والتي تتضمن وسائل إعلام مهتمة بالقطاع، ويرجع ذلك إلى إرث من الخلافات القديمة بشأن مستويات الإنتاج الحقيقية. وتزيد مستويات الإنتاج التي أبلغ بها أعضاء آخرون في أوبك في فبراير/شباط بما في ذلك الجزائر والعراق والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا على تقديرات المصادر الثانوية. وأبقت أوبك على توقعاتها بأن مخزونات النفط ستبدأ في الهبوط بفضل خفض الإنتاج قائلة إن "من المتوقع أن تبدأ السوق في استعادة توازنها أو أن تشهد حتى انخفاضا للمخزونات" في النصف الثاني من العام. ورفعت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2017 وقالت إن الطلب على خامها سيبلغ في المتوسط 32.35 مليون برميل يوميا بما يفوق الإنتاج حاليا، مما يشير إلى هبوط المخزونات إذا لم يزد الإنتاج. وتخفض أوبك إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني وهو أول خفض في ثماني سنوات، ووافقت روسيا وعشرة منتجين آخرين على خفض إنتاجهم بما يصل إلى نصف تلك الكمية.
مشاركة :