شهد معرض الأسبوع الوطني للبحث العلمي مشاركة واسعة من قبل الطلاب والطالبات على مستوى مدارس الدولة حيث قدمت المدارس العديد من الأبحاث المتميزة والتي تهدف إلى تحقيق رؤية قطر 2030م وشاركت بعض المدارس بأكثر من بحث مما يوضح الاهتمام الكبير بمعرض البحوث السنوي المصاحب لمؤتمر التعليم، واستقطبت الأفكار الإبداعية عددا كبيرا من الأكاديميين والمهتمين بثقافة البحث العملي والذين دخلوا في نقاشات معمقة مع طلاب المدارس الذين أوضحوا مدى تمكنهم وإلمامهم بمشاريعهم البحثية التي بذلوا فيها جهدا كبيرا امتد لعدة أشهر. وتناولت الأبحاث المعروضة العديد من الأمور الهامة والتي تتعلق بالحياة اليومية والمستقبلية للمواطنين حيث اشتملت الأبحاث على مواضيع الصحة العامة، والبيئة، السلامة المرورية، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة وتطوير السياحة بدولة قطر بالإضافة إلى موضوعات الطاقة وغيرها من الاختيارات التي توضح تجذر ثقافة البحث العلمي في المؤسسات التعليمية بدولة قطر. ويهدف مؤتمر التعليم إلى توفير منصة لتبادل الأفكار ومشاركة نتائج وتوصيات البحوث التربوية الحديثة كما يطرح قضايا واتجاهات تربوية بما يعزز دور قادة المدارس والمعلمين كمنتجين للمعرفة. بحث لطالبات «صفية الابتدائية» عن استخدام الطحالب لتوليد الكهرباء عرضت روضة ومدرسة صفية بنت عبدالمطلب الابتدائية المستقلة للبنات البحث المقدم من الطالبتين بالمدرسة العنود المري وبدرية شحات، الذي جاء بعنوان «مقترح تصميم عمارة طحلبية صديقة للبيئة لتوليد الكهرباء تحقيقاً لرؤية قطر 2030م في حماية البيئة وتنمية مواردها» المسار العلمي وإشراف المعلمة رنا أبوبكر والمعلمة أمل عزب منسقة البحث بالمدرسة. ومن جانبها قالت المعلمة رنا أبوبكر، مشرفة البحث: «إن فكرة البحث تكونت بسبب تلوث الهواء بسبب وجود كميات كبيرة من الغازات الناتجة عن محطات توليد الكهرباء بسبب استخدام مواد النفط الخام وكذلك التكلفة العالية، ومن ثم جاءت الفكرة للبحث عن بديل آمن من بيئتنا القطرية لتوليد الكهرباء بدون آثار سلبية على الهواء وتكون تكلفته المادية أقل». وأضافت أنه تم التواصل مع العديد من الجهات والمؤسسات، منها الصندوق القطري للبحث العلمي وجامعة قطر، حيث تم عمل جميع التحاليل بمعامل جامعة قطر. وفي السياق ذاته قالت الطالبة العنود المري إنهما قامتا بالعديد من الزيارات واللقاءات، منها جامعة قطر ومقابلة المسؤولين في قسم تطبيقات الطحالب للتعرف على أنواع وأهمية الطحالب المنتشرة في قطر، ثم جاءت مرحلة جمع عينات من الطحالب من مستنقع أبونخلة وعمل تجارب عملية باستخدام بكتيريا تتغذى علي الطحالب لإنتاج غاز الميثان. أما الطالبة بدرية شحات فقالت إنه تم تصميم نموذج لعمارة طحلبية تستخدم الطحالب لتوليد الكهرباء، مشيرة إلى أنه بعد إجراء التجربة توصلنا إلي أنه يمكن استخدام الطحالب لتوليد الكهرباء من خلال إنتاج غاز الميثان بطريقة صديقة للبئية وغير مكلفة مادياً. أبحاث متنوعة ومتميزة للمدارس الفلسطينية قدمت الطالبة آلاء الرشافي، من المدارس الفلسطينية، بحثاً بعنوان «هواء بارد من شمس حارة»، تحت إشراف الأستاذ أحمد جبر، كما قدمت الطالبتان رندا الأغا وأسماء إبراهيم، من المدارس ذاتها، بحثاً بعنوان حرارة مهدورة لطاقة محفوظة بإشراف الأستاذة نورية كريم. وتتلخص أهداف بحث الرشافي في خفض درجات حرارة الهواء الجوي، دون الحاجة إلى وحدات التبريد التي تستخدم غاز الفريون الضار بطبقة الأوزون، وذلك من خلال الاستفادة من درجات الحرارة المرتفعة والشمس الساطعة في تشغيل مراوح دفع الهواء الجوي، مشيرة إلى أن البحث سيسهم في خفض تكاليف الكهرباء على الأسرة، كما سينعكس إيجابياً على قدرات محطات توليد الكهرباء. وفكرة البحث تتلخص في اجتذاب الهواء من خلال فتحات كبيرة، ومن ثم العمل على انسيابه عبر أنابيب ضيقة، مما يخفض درجة الحرارة بصورة واضحة، قد تصل أحيانا إلى النصف تحت شروط محددة، وفي كل الأحوال تنخفض درجة الحرارة بصورة كبيرة وفقاً لقوانين رياضية محددة. أما بحث رندا الأغا وأسماء إبراهيم، الذي جاء بعنوان حرارة مهدورة لطاقة محفوظة، فقد سعى للاستفادة من الحرارة الناتجة من احتراق البنزين، الناتج من حركة السيارة، عن طريق تحويلها إلى طاقة كهربائية، باستخدام المزدوج الحراري، على أن تُخزن هذه الطاقة في وحدات داخل السيارة تعمل على توفير الطاقة في حال نفاد البطارية، ويهدف البحث إلى معالجة مشكلة البطارية التي تعتبر المصدر الأساسي للطاقة داخل السيارة، التي يصيب توقفها السيارة بالشلل الكامل. وتقوم فرضية البحث على إنتاج طاقة كهربائية عن طريق استخدام المزدوج الحراري في السيارة، حيث إن الحرارة الناتجة عن احتراق البنزين تكون النقطة الساخنة، والهواء الخارجي يكون النقطة الباردة، والفرق بين درجات الحرارة عند النقطتين ينتج مقداراً لا بأس به من الطاقة الكهربائية، التي قد تساعد السائق في الحصول على حل مؤقت لحين إيجاد البديل أو تعبئة البطارية بطريقة أو بأخرى. «الفلاح الابتدائية»: تحويل الرطوبة لمياه صالحة للشرب قدمت الطالبات أبرار ميرزا وفاطمة الكندي وفاطمة إبراهيم من مدرسة الفلاح الابتدائية المستقلة للبنات خلال معرض الأسبوع الوطني للأبحاث بحث بعنوان «الاستعاضة عن المساه بأنظمة التقاط الرطوبة وتحويلها لمياه شرب نقية في دولة قطر (المسار العلمي) تحت إشراف كل من المعلمة سمر عبدالمنعم مشرفة البحث والمعلمة بسنت هشام منسقة البحث». وعرضت الطالبات فكرة البحث قائلات: «وجدنا أن مصادر المياه في قطر متعددة وهناك العديد من المقترحات لتوفير مصادر مختلفة منها تحلية مياه البحر، تجميع مياه الأمطار، المياه الجوفية، وتكثيف الرطوبة، حيث إن دولتنا ساحلية تحيط بها المياه من ثلاث جهات ترتفع بها نسبة الرطوبة على مدار العام وهدفنا هو توفير مصدر دائم لمياه الشرب، قررنا تصميم جهاز لتكثيف الرطوبة. افترضنا في بحثنا أنه كلما تزداد نسبة الرطوبة في الجو ستزداد كمية المياه الناتجة». وأضافوا: «قمنا بتخيل الجهاز وبدأنا برسم أجزاءه المختلفة. تم تجميع أجزاء الجهاز وتركيبه. تم الاستعانة بالفلين لعزل الحرارة، وأيضا استعنا بمياه التكييفات وتجميدها للمساعدة على التبريد وتوفير الطاقة من خلال استخدام مبرد صغير». وأشاروا إلى أنه تم تشغيل الجهاز بنجاح، ولاحظنا تكثيف كمية من المياه وتسجيل كمية الماء مقارنة بنسبة الرطوبة في الجو يوميا. كما قمنا بعمل اختبار على المياه في مختبرات كهرماء لإثبات صلاحية الماء للشرب. ومن جانبهما قال كل من المعلمة المشرفة على البحث سمر عبدالمنعم ومنسقة البحث بسنت هشام: «قمنا بعمل مجموعة من الجلسات النقاشية لتصميم الجهاز وتخيله وتحديد مكوناته. وكانت الفكرة الأساسية للجهاز هي تعريض الهواء إلى سطح بارد لتكثيف البخار إلى ماء ففي البداية قمنا برسم مكونات الجهاز وتعديل التصميم أكثر من مرة حتى أصبحت الفكرة مكتملة أمامنا والتالي يبين مكوناته تفصيل».;
مشاركة :