الدوحة - قنا: يصل فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف رئيس تركمانستان، إلى الدوحة اليوم الأربعاء في زيارة رسمية للبلاد. وسيجري حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع فخامة الرئيس التركماني بالديوان الأميري، مباحثات تتصل بالعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتنميتها. وترتبط دولة قطر وجمهورية تركمانستان بعلاقات متميزة قائمة على الاستقرار وروح التفاهم والاحترام المتبادل، والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها، وتمثل الزيارات المتبادلة بين كل من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس التركماني قربان قولي بيردي محمدوف، دعماً قوياً لتلك العلاقات وتأكيداً على التنسيق الدائم بين الدوحة وعشق أباد في كافة المستويات. وقد فتحت زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى تركمانستان في مارس من العام الماضي الباب نحو المضي قدماً في توقيع العديد من اتفاقات التعاون والشراكة بين البلدين في مجالات المالية، والتعاون الرياضي والسياحي وفي مجالات التعليم والمواصلات والثقافة والنقل الجوي. وتأتي زيارة فخامة الرئيس محمدوف إلى الدوحة تزامناً مع مرور 21 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، كما أنها أول زيارة له بعد فوزه في انتخابات الرئاسة التي شهدتها تركمانستان ونال فيها ثقة شعبه وفاز بنسبة 97.7%. اللجنة المشتركة وحققت اللجنة القطرية - التركمانية المشتركة تقدماً على مسار تعزيز التعاون بين البلدين، وفي اجتماعها الثاني الذي عقد بالدوحة في الثالث من نوفمبر الماضي برئاسة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، وسعادة السيد رشيد ميريدوف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بجمهورية تركمانستان جرى استعراض شامل لأوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في كافة المجالات، لاسيما في مجالات التجارة والاستثمار، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها بما يعكس طموحات وتوجيهات القيادة العليا في كلا البلدين. وكانت عشق أباد قد استضافت الاجتماع الأول للجنة المشتركة في نهاية يناير من عام 2013 وناقش التعاون بين البلدين في قطاعات التجارة والاقتصاد والصناعة وفي مجالات التعليم والصحة والسياحة والطاقة والنقل الجوي والرياضة والتبادل التجاري والاقتصادي. تطوير العلاقات كما وافق مجلس الوزراء في الرابع من يناير من العام الجاري على مشروع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال الطاقة بين حكومة دولة قطر وحكومة تركمانستان كأحد المجالات التي تتميز فيها الدولتان على الصعيدين الإقليمي والدولي. وشهد العام الماضي توقيع برنامج تنفيذي للتعاون بين وزارتي خارجية دولة قطر وجمهورية تركمانستان، وينص البرنامج على القيام بعدة نشاطات خلال العامين 2016-2017 تتمثل في عقد مشاورات تتعلق بالموضوعات الثنائية، وبحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين، والعمل في إطار المنظمات الدولية والأمم المتحدة والتعاون في مجال التجارة والاقتصاد والتشاور حول المسائل القنصلية، بالإضافة إلى العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. لاعب أساسي وتعتبر تركمانستان لاعباً أساسياً في الساحة الجيوسياسية لكونها واحدة من أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي "رابع أكبر احتياطيات الغاز بالعالم" ويبرز اسمها كأحد أعمدة صناعة الغاز في وسط وجنوب شرق آسيا من خلال مشروع أنابيب الغاز الذي يضم تركمانستان وأفغانستان والهند وباكستان.. كما تمتلك إمكانيات كبيرة لزيادة صادرات الغاز من خلال تنويع طرق الإمدادات والتعاون مع الدول الأخرى في مجال الطاقة. تطوير التعاون ولأنها تحتل موقعاً مرموقاً في نظام الطاقة العالمي بصفتها إحدى الدول الرئيسية المنتجة للنفط والغاز، فإن عشق أباد تعمل على تطوير التعاون الدولي على أساس خدمة مصالحها الوطنية وتلبية احتياجات شركائها العالميين.. وفي هذا الصدد وبناء على اقتراح رئيس تركمانستان على الجلسة الـ 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد تم اعتماد قرار الأمم المتحدة بشأن أمن نقل الطاقة ودورها في ضمان استقرار التنمية الاقتصادية والتعاون الدولي. مبدأ الحياد واختارت تركمانستان الحياد مبدأ سياسياً لها، وتم الاعتراف بالوضع القانوني الدولي "الحياد الدائم" لتركمانستان على مستوى الأمم المتحدة التي اعتمدته بالإجماع يوم 12 ديسمبر 1995؛ ليكون قراراً خاصاً في الدورة الخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة.. فيما اعتمدت تركمانستان في نفس الوقت في ديسمبر عام 1995 القانون الدستوري لها الذي أقر مبدأ السياسة الخارجية كدولة محايدة. الثقافة الإسلامية وتلعب الثقافة الإسلامية دوراً هاماً في تأصيل العلاقات القطرية - التركمانية، حيث تعد جمهورية تركمانستان حجر زاوية في التاريخ والحضارة الإسلامية وتشهد مدنها العريقة "مرو" ، و"نسا" على مدى ما قدمته هذه الدولة من إسهامات للحضارة من خلال علمائها الأفذاذ من أمثال المروزي، والنسائي وغيرهما، حيث تمثل تركمانستان متحفاً تاريخياً يحوي بين جنباته كنوزاً معرفية وعلمية. الحدود المعاصرة وتبلغ مساحة جمهورية تركمانستان في حدودها المعاصرة بعد استقلالها عن اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية نحو 491.200 كيلومتر مربع، ويقطنها نحو ستة ملايين نسمة، تحدّها من الشرق وجزء من الشمال أوزبكستان، وفي شمالها كازاخستان، وفي جنوبها أفغانستان وإيران، وفي غربها بحر قزوين، وتقطنها أغلبية من التركمان تشكّل نسبة تقترب من 85% من السكان، بينما تشكل النسبة الباقية قوميات مختلفة من الأوزبك والروس والقازاق والفرس والأرمن والأذاريين، وتدين أغلبية السكان بالإسلام. طفرة اقتصادية وتشهد تركمانستان طفرة اقتصادية ومعمارية بفضل الاستقرار السياسي وعلاقتها الجيدة مع دول الجوار، وتسعى لجذب مزيد من الحركة السياحية إلى البلاد عبر تدشين مجموعة مشاريع جديدة من المنتجعات والفنادق ومراكز الترفيه، واستغلال إطلالتها على بحر قزوين للترويج للسياحة العائلية بمناطق "افازا وتولكون" وغيرها. والعاصمة التركمانية "عشق آباد" هي أكبر مدن البلاد، وتقع بين صحراء "قراقم" وسلسلة جبال "كوكبت داغ"، ويرجع أصل تسمية المدينة بعشق آباد إلى اللغة الفارسية وتعني مدينة الحب أو مدينة التفاني. وتحمل عاصمة تركمانستان الرقم القياسي في وجود المباني البيضاء المكسوة بالرخام مقارنة بأي مكان في العالم، إذ يُغطى أكثر من 4.5 مليون متر مربع من الحجر الأبيض 543 مبنى حول المدينة وتُصنف من بين العجائب المعمارية الكبرى في العالم. ومن المعالم السياحية التي تفخر بها عشق آباد أطول سارية في العالم يبلغ طولها 133 متراً، ويرفرف عليها علم تركمانستان.. وإلى جوار النصب التذكاري الذي يرمز إلى استقلال البلاد يقع "متحف الاستقلال" وهو تحفة معمارية رائعة، حيث تحيط به تماثيل ضخمة لأبطال تركمانستان على مر العصور ويتوسط مبنى المتحف حديقة واسعة تزدحم بأشجار الصنوبر دائمة الخضرة. ومن أشهر مدن تركمانستان مدينة "تركمانباشي" وكانت تسمى من قبل "كراسنوفودسك" أثناء عهد الاتحاد السوفيتي، وهي تطل على الساحل الشرقي لبحر قزوين وكذلك مدينة "بلقان" وهي ميناء يضم أكبر مصفاة نفط وتعد أغنى محافظات جمهورية تركمانستان.
مشاركة :