إعداد: يسرى عادل - خالد عبد الرحمن خلافات كبيرة وتحالفات متعددة بين دول عظمى تتنافس على «تقاسم الكعكة السورية» من خلال دعم طرف ضد الآخر؛ بهدف تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية على الأرض. فيما ظهرت قوى مسلحة في سوريا تسترت بعباءة الديمقراطية والحرية لتحقيق أهدافها الانفصالية في كانتونات وصفت بـ «وكر العنصرية». وعلى وقع يوميات الثورة السورية التي تدخل عامها السابع اليوم، مرت العلاقات بين تركيا «المؤيدة للمعارضة» وروسيا «الداعمة لنظام الأسد» بمسارات عدة وصلت إلى حد التهديد بالمواجهة العسكرية المباشرة، لاسيما بعد إسقاط أنقرة طائرة روسية اخترقت حدودها مئات الأمتار من الجانب السوري، لكن لهجة الوعيد والتهديد عادت وانقلبت إلى علاقات استراتيجية، خصوصاً بعد أن شاحت تركيا بوجهها عن الولايات المتحدة التي عمدت إلى دعم مليشيات كردية بالأسلحة لمواجهة «داعش»، وهو ما تراه أنقرة أنه تمهيد لإعلان الأكراد الانفصال في مناطقهم، وتشكيل «كانتون روج أفا». وبين تركيا وروسيا، اتهمت إيران أيضاً «الداعم الأكبر للأسد» باللعب بالوتر الطائفي والتغيير الديموغرافي لمناطق السّنة في سوريا إما بالتهجير أو التدمير، وإما بنشر مليشياتها الإرهابية الطائفية في محاولة منها لإعادة ما يوصف بـ«إمبراطورية كسرى» تحت تسميات وذرائع طائفية بحتة. أرتيوم كابشوك: موسكو «تفهم» أنقرة وتجيد لعب الورقة الكردية وسيناريوهات التقسيم «واردة» اعتبر الخبير الإعلامي الروسي أرتيوم كابشوك أن العلاقة بين موسكو وأنقرة هي علاقة بين طرفين يفهم كل منهما أهمية الحفاظ على قنوات اتصال مع الطرف الآخر حتى عندما تتأزم هذه العلاقات بشدة. واعتبر أن موسكو الآن تسعى إلى تعزيز العلاقات مع أنقرة، وما الزيارة الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو وحجم المشاريع المشتركة الطموحة بين الدولتين خير دليل على ذلك. أما فيما يخص سوريا، فاعتبر كابشوك أن هذه العلاقة تمثل حالة نادرة نسبياً، يوصف فيها الموقف الروسي بنوع من الثبات منذ بداية الأزمة، بينما يتسم الموقف التركي بالتقلب متأثرا تارة بمحاولة الانقلاب الفاشل بالداخل أو بالمستجدات في الشمال السوري والخيبة من الأميركيين، أو تصاعد التوتر مع إيران تارة أخرى. وقال «أعتقد أن روسيا تهتم اليوم ببقاء التنسيق الأمني والعسكري مع تركيا نظراً لتشابكات الميدان السوري واقتراب لحظته الحاسمة، مما سيلقي بظلاله على صعيد الحل السياسي». واعتبر أن علاقة موسكو بالأكراد بشكل عام جيدة، وهي كشفت عن أنها تجيد لعب الورقة الكردية في سوريا سياسياً وعسكرياً. ولكن روسيا تعي حساسية الملف الكردي جيداً، وهي تراقب الترتيبات الدستورية والسياسية التي يقوم بها أكراد سوريا. وقال إن «طبيعة العلاقة بين موسكو والأكراد محكومة اليوم إلى درجة كبيرة بتذبذبات الموقف بين الأكراد وتركيا، تؤمن روسيا بأن للكرد كبقية مكونات الشعب السوري حقوق، ولهم في نظر موسكو دور مهم في التسوية السياسية في سوريا، وهنا نقطة الخلاف مع أنقرة». ... المزيد
مشاركة :