أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، أهمية الفنون في التعريف بثقافات الشعوب، وتقريب المسافات في ما بينها، ورفع الحواجز التي تحول دون تلاقي هذه الثقافات وتناغمها وإسهامها في ترسيخ ثقافة ومفهوم العلاقات الإنسانية بين الشعوب، بعيداً عن التمييز أو الفوقية والأنا. ولي عهد دبي: - «الفنون تقرّب المسافات التي تحول دون تلاقي الثقافات وتعايشها.. وترفع الحواجز بينها». - «الإسهامات الثقافية ترسّخ العلاقات الإنسانية بعيداً عن التمييز والفوقية». محطات لا تغيب لا تغيب عن المعرض المحطات الثابتة،التي تشمل برنامج الفنان المقيم، والتي تهدف إلى دعم المجتمع الفني، إذ يتاح للفنانين ترك بصمتهم في دبي، وكذلك برنامج الشيخة منال للرسّامين الصغار، الذي تقدمه الفنانة سوزان درومان، إضافة إلى انطلاق ندوة مودرن، التي تتضمن سلسلة من النقاشات حول الأثر الذي تركه عمالقة وروّاد الفن في القرن 20 في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا. واعتبر سموه أن الإبداع، في الفن بجميع أشكاله وصوره، موهبة من عند الله، عز وجل، فالشاعر يبدع في شعره، والموسيقي يبدع موسيقاه، والنحات والمهندس والمصور والراقص والمغني وفارس الخيل، كل يبدع في مجاله، ويطبّق معارفه وموهبته على ما يتناوله في صور الطبيعة، أو اللغة، أو الجمال، أو الرقص، أو التمثيل، أو النحت، وما إلى ذلك، ويتلذذ عند مزاولته لموهبته، ويأتي بعجائب الأمور. جاء ذلك خلال زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد، أمس، «آرت دبي» الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي، بالتعاون مع شركة الشرق الأوسط للمعارض، ومقرها دبي في مدينة جميرا، للسنة الـ11 على التوالي. ووصف سموه «آرت دبي» بالأيقونة الفكرية والثقافية والإبداعية والإنسانية التي تشع نوراً وجمالاً وتوهجاً، ورحيقاً يغطي برائحته أجواء دولة الإمارات التي تؤمن، قيادةً وحكومةً وشعباً، بالتنوع الثقافي، والتعددية، والتعايش، والمحبة والسلام بين الجميع. وتوقف سموه في قاعة الجوهرة، صالة العرض (1)، واطلع فيها على الأعمال الفنية المتنوعة والفريدة في تصاميمها وأشكالها الفنية المتنوعة والفريدة في تصاميمها وأشكالها وأفكارها، من تحف وخزفيات ومنحوتات ولوحات، عكست إبداعات الفنانين وخيالهم الواسع، وإلهاماتهم المستمدة في معظمها من الطبيعة والتراث والحياة العصرية، وما إلى ذلك، وتضم أعمالاً فنية لدور الفن الغاليري، من بينها دبي وبرلين وهامبورغ وطهران ولندن، وغيرها من دور العرض الشهيرة. كما توقف سموه عند جناح المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة المرأة في دبي، واستمع من القائمات على الجناح إلى شرح حول فن التبسيط الذي يتلخص في صياغة العناصر المركبة في أبسط صورها بطريقة مختزلة لتعريف الحرية بمفهوم مبسط، وقد تم تطوير هذا التصميم الإبداعي من خلال استخدام فن التبسيط في عمل تركيبي تم تنفيذه بمواد صديقة للبيئة. واستمع سموه إلى شرح من الفنانة الإماراتية، لطيفة سعيد، حول العمل الفني المحلي، الذي تعرضه أمام زوار «آرت دبي» والذي يجسد «نبضات الأرض»، وهو عمل استخلصت فيه مادة الصلصال، وأبدعت الفنانة مع زميلتها تالين في تكوين هذا العمل الجديد في مكوناته وفكرته. وتتميز فعاليات الدورة 11 من «آرت دبي» التي انطلقت أمس، في مدينة جميرا، بكونها النسخة الأكبر والأكثر عالمية، والتي تجمع أعمالاً لـ94 صالة من 43 دولة. ويقام المعرض تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ويستمر حتى 17 الجاري. ويصل عدد الصالات التي تقدم الفن المعاصر إلى 79 صالة، بينما الصالات المتبقية تقدم الفن الحديث، فيما يصل عدد الصالات التي تشارك للمرة الأولى إلى 27 صالة. وتحدثت خلال المؤتمر الصحافي الذي سبق الافتتاح، مديرة المعرض، ميرنا عياد، التي أشارت إلى أن «دبي مدينة عالمية متنوّعة تعدّ منزلاً للعديد من الجنسيات»، موضحة أنهم «يسعون إلى جعل المعرض يعكس هذه الصورة من خلال ومحتوياته»، منوّهة بمشاركات من مختلف أنحاء العالم ومن الشرق الأوسط. وشددت على أن «المعرض يحمل كثيراً من الأقسام التي تسهم في زيادة الوعي البصري والثقافة الفنية، ومنها المنتدى الذي يقام، والذي يشمل محادثات لمجموعة من الأسماء البارزة في عالم الفن وتاريخه». وأكد المدير الدولي للمعرض، بابلو ديل بال، أن «المعرض في دورته الحالية يحمل العديد من الأعمال العالمية، ما يجعل النسخة الحالية الأكثر عالمية منذ انطلاقه»، مشيراً إلى أن «طبيعة الحياة في دبي تجعل المشاركين في المعرض مدركين لأهمية المشاركة والوجود فيه». وشدد على أن «المعايير التي تم اعتمادها في اختيار الصالات كانت دقيقة، ما يعني أن الأعمال الموجودة على قدر من الأهمية، وقد قسمت إلى نوعين: فردية وثنائية في الصالة الواحدة، ما يتيح للزوّار التركيز أكثر على الأعمال الموجودة». وأضاف أن «عدد الصالات التي تشارك للمرة الأولى في المعرض يصل إلى 27 صالة، معظمها من أميركا اللاتينية، إضافة إلى الجزائر وبيرو والأوروغواي». وأوضح مدير إدارة مجموعة أبراج، فريدريك سيكر، أن «السبب الرئيس للنجاح الذي حققته الجائزة يكمن في كونها تقدم في دبي منذ أكثر من 10 سنوات»، مشدداً على الدور الذي توليه دبي للفن في حراكها وتطوّرها، وهو الأمر الأساسي للازدهار. من جهته، أعلن القيّم على معرض جائزة أبراج، عمر برادة، عن فوز عمل رنا بغم، بالمركز الأول، موضحاً أن «العمل حمل الأشكال الهندسية التي تتقاطع وفق الألوان، بحيث أدرجت المثلثات التي وضعتها بشكل متراصف وبالوان عدة، إلى ابتكار تماوجات متباينة من الألوان المندمجة، التي تتغير مع الوقت ونسبة الضوء في النهار». فيما قدم معرض أبراج أعمال ثلاثة فنانين مشاركين، وهم: دعاء علي، وسارة أبوعبدالله، وراحة ريسنيا.
مشاركة :