حملت «ليلة الفن»، التي أقيمت أول من أمس، في مركز دبي المالي، حوارية خاصة بين الأعمال التي تنتمي إلى أنواع متباينة من الفنون، وكذلك الوسائط الفنية، فكان المشهد الذي فرضه توزيع الأعمال بين صالات المركز المالي، حافلاً بالتنوع والجماليات التي تنقل المشاهد من النحت إلى فن الشوارع، ثم إلى جماليات الحرف العربي، والتركيب الفني، الذي يجمع بين الضوء والأشكال التي أتت على شكل فواكه وعقود وحروف عربية. «سوق الفاكهة اليومي» قدمت ميكيلا بومارو، «سوق الفاكهة اليومي»، الذي جمعت من خلاله أشكالاً عدة من الفاكهة، التي صممتها على شكل منصّة مضاءة بالألوان التي تعكس الأشكال العديدة للفاكهة. ليكون ختام الجولة مع العمل التركيبي للفنان الباكستاني أشكت أخميدياروف، الذي قدم عملاً يجسد فيه العقد الذي تهديه الجدة أو الأم لابنتها، بهدف حمايتها من الأخطار التي يمكن أن تواجهها في المستقبل. قدم «آرت سوا» مجموعة من المنحوتات للفنان المصري أحمد عسقلاني، وهي منحوتات مستوحاة من البيئة المحلية للفنان، التي عمل فيها على تجسيد الرجل المصري مع الملابس المأخوذة من الريف. بينما قدم «أفيش غاليري» مجموعة من الملصقات التي تحمل الرسومات والصورالمرتبطة بفن الشارع، والتي تجعل المقتني قادراً على شراء الأعمال الفنية وفق أسعار بسيطة. وشدد مدير الغاليري، بيتر غودين، على أنهم «قدموا أعمال تسعة فنانين، لكنهم يبنون لائحة كبيرة من الأسماء الفنية، من أجل تطويرها وتوسيعها»، مشيراً إلى أن «اللائحة تضم مجموعة كبيرة من الأسماء الفنية من الشرق الأوسط والمنطقة». في المقابل، كانت المحطة اللاحقة مع الفنانة الإيطالية فرانشيسكا ماتراتسو ديليكوزا، التي قدمت أعمالاً بعنوان «حديث الرمال»، من خلال تكوين ذكرياتها وكل ما يعتريها عبر لوحات تحمل العديد من الطبقات فوق بعضها بعضاً وتبنيها من خلال التعرّجات والمواد المختلفة. إلى جانب التشكيل، قدم النحات الفييرو رونالدي، أربع منحوتات ستبقى معروضة في المركز المالي حتى 21 الجاري، وقد حملت المنحوتات التشكيل البشري الذي يختزل الملامح البشرية بهدف تقديم الروح. ولفت رونالدي إلى أن «الثيمة التي يعمل عليها تكمن في العلاقة بين البشر، لاسيما الرجل والمرأة، وحالة الخلق، فهي ليست مسألة جسدية وإنما روحية»، منوهاً بأنه «اختزل كل أنواع الحركة بهدف التركيز على عمق الروح والمعاني الداخلية». أما الفنان السوري نداء إلياس، فقدم لنا عمله الذي يحمل عنوان «بحث عن أبجد»، مشيراً إلى أن «العمل عبارة عن مشروع أكاديمي خاص بالحروف العربية وانتقالها من صدر الإسلام إلى الصين وإفريقيا، وكيف غطت 170 لغة، بحيث بدأت الحروف تشكل هوية جديدة، من خلال الصوتيات الخاصة بكل لغة، ما أدى إلى تشكل 227 حرفاً». وشدد على أن «الفجوة في العمل تبرز التخلي عن الأبجدية العربية، بهدف الحفاظ على ما تبقى من اللغة، وتوثيق ما غاب». أما الفنانة الإماراتية روضة الغرير، فقدمت عملاً بعنوان «الفاكهة الآسرة»، وأشارت إلى أنها «سعت لاختبار تغيّر قطع الطعام والفاكهة، لاسيما من خلال العمل على قطع من الفاكهة التي تبرز كيفية بقاء الفاكهة بحالة جيدة لفترة من الزمن».
مشاركة :