القرني من عالم النسيان إلى ذاكرة التاريخ

  • 3/15/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يسير الاتحاد الموسم الحالي بشكل متعثر، فقوامه لا يستقيم إطلاقاً، لابد وأن يبقى أحد أركانه الفنية داخل المستطيل الأخضر معوّجاً أو ناقصاً، لم يشارك في قائمة متكاملة إلا في بعض جولات، كلما اشتد الصراع تراجع ترتيبه متأثراً بعثرة جديدة، في المرمى يقف المخضرم فواز القرني مكافحاً في كل جولة ليمنع الكرات عن شباكه، عساف يسقط متألماً بخلعٍ في كتفه، ثمة أخبار لا تسر الاتحاديين تلوح في الأفق، الخبر اليقين يصل بالتأكيد على غياب المخضرم عن حماية عرين الاتحاد حتى ختام الموسم، التشيلي سييرا يتفحص حرّاس مرماه في التدريبات، يقرر الدفع بالشباب علي العامري في الشباك الصفراء، الفريق يسقط في كأس الملك أمام الطائي، أصوات الغضب ترتفع تجاه الشاب لكن سييرا يجدد مرةً أخرى ثقته به ويدفعه لملاقاة هجوم الأهلي في «ديربي جدة»، شباك العامري تهتز أربع مرات وصوت غضب المدرجات يرتفع، «العميد» يخسر بطاقة تأهل وثلاث نقاط والمتسبب في أعين الجماهير هو الحارس الشاب. في التدريبات شابٌ نحيل الجسم ربعُ القامة، يتواجد بين حرّاس المرمى ويسكن ذاكرة الغياب عند الاتحاديين، فواز القرني الغائب لقطع في الرباط منذ نحوٍ من عام، لا يعرف عشاق «العميد» عنه أي جديد فربما ظنوا أن عودته بعد إصابته للمرة الثانية ضربٌ من خيال، اختاره سييرا كثاني اللاعبين دخولاً لملعب مباراة الفريق أمام التعاون بعد قائد الفريق عدنان فلاته، الاتحاد يتقدم بهدف ويعززه بهدف ثاني وبعد أربع دقائق تهتز شباكه بهدفٍ تعاوني، قبل النهاية بعشر دقائق ركلة جزاء تحتسب لـ»أصفر بريدة»، يتقدم لها لاعب الوسط الروماني سان مارتين يسددها على يمين القرني الذي ينقض عليها كانقضاض أسد على فريسته ليمسك بها ويمسك بنقاط المباراة للاتحاد، شيئاً من الفرح يختال قلب المدرب التشيلي بمستوى حارسه القادم من ذاكرة النسيان، الجولة التي تليها الاتحاد أمام الشباب يتقدم 2-صفر، قبل ربع ساعة من النهاية ركلة جزاء محتسبة لصالح «الليوث»، الجزائري محمد بن يطو يتقدم لتنفيذها والقرني من جديد يطير ورائها ممسكاً بها وبنقاط المباراة، في ظهوره الثالث دورياً سقط معه «العميد» بنتيجة 3-1 أمام الهلال. مباراته الرابعة خلال الموسم الحالي جاءت مختلفة عن الثلاث السابقات، الاتحاد والنصر وبينهما كأس ذهب، «العميد» متعطش للبطولات بعد غياب أربعة أعوام، القرني ورفاقه في واحدة من أهم مباريات الفريق الموسم الحالي، بعد نصف ساعة فريقه يتقدم على النصر 1-صفر، ليبدأ الهجوم المكثف من الجانب النصراوي تجاه شباكه لكن الطرق مغلقة تماماً، قبل ختام الوقت الأصلي بدقيقة المدافع حسين عبدالغني يرسل كرة عرضية إلى رأس المهاجم محمد السهلاوي الذي اختار لها زاوية صعبة لكن قفاز القرني مرةً أخرى ينجح في إبعادها عن ملامسة الشباك وإبقاء الاتحاد متقدماً، آخر ثواني المباراة تشهد ركلة زاوية للنصر يتقدم لها جميع النصراويين ويتراجع لها الاتحاديون، لاعب الوسط أحمد الفريدي يرسل كرةً عرضية يقفز القرني فوق رؤوس الجميع ويبعدها عن مرماه ليعلن معها مارك كلاتنبرغ صفّارة النهاية وتتويج الاتحاد بطلاً لكأس ولي العهد، وليخلد القرني نفسه ورفاقه في ذاكرة التاريخ الاتحادي بعد تحقيق اللقب الغالي.

مشاركة :