قالت وزارة الخارجية السودانية إن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج سيزور الخرطوم، على رأس وفد رفيع، لإجراء مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، وعدد من المسؤولين السودانيين. وذكَرَت الخارجية في نشرة صحافية حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن رئيس الحكومة الليبية فائز السراج المتوقَّع وصوله إلى البلاد، اليوم، سيجري جولة مباحثات رسمية مع الرئيس عمر البشير، ونائبه الأول رئيس الوزراء بكري حسن صالح، في الخرطوم. ونقلت النشرة عن الوزير إبراهيم غندور أن البلدين سيوقعان اتفاقية لإنشاء لجنة للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، وأن حكومته تؤكد دعمها لوحدة وسيادة التراب الليبي. ودعا غندور إلى اتباع الحوار للوصول إلى وفاق شامل، مشيراً إلى ما سماه «الجهود التي يقوم بها المجلس الرئاسي الليبي لإنهاء الأزمة والنزاع في ليبيا». وكان السودان قد اقترح، العام الماضي، إنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود بين البلدين، للحد من نشاطات جماعة «بوكو حرام» النيجيرية، ومن تحرُّكات المتمردين في دارفور، وأعلنت أن السلام والاستقرار في ليبيا يؤثران عليها بشكل خاص، وتؤكد الخرطوم على الدوام أنها تدعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وأنها تدعو لدعم المجتمع الدولي للحكومة الليبية الشرعية. وتتخذ عصابات تهريب البشر الحدود المشتركة بين الدولتين نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية، وتبعاً لذلك نشرت الدولتان، في عام 2013، قوات مشتركة لتأمين الحدود، وإيقاف تسلُّل المهاجرين غير الشرعيين ومكافحة الإرهاب وتأمين القوافل التجارية. ووقَّعَت كل من ليبيا والسودان على بروتوكول تعاون عسكري بين قيادتي الجيشين الليبي والسوداني يتضمَّن نَشْر قوات مشتركة لتأمين الحدود بين البلدين، لكن نشرها لم يُوقِف سيل الاتهامات المتبادلة بين البلدين. ويلقي كلٌّ من البلدين باللائمة على الآخر، فالخرطوم ترى أن ليبيا تحولت لمسرح للحركات الدارفورية المسلحة ضدها، فيما ترى أطراف ليبية أن الخرطوم تدعم الإسلاميين الليبيين والجماعات الموالية لهم، لا سيما أن الخرطوم كانت قد أعلنت من قبلُ دَعمَها للثوار الليبيين ضد العقيد معمر القذافي.
مشاركة :