الأمم المتحدة تتهم النظام بارتكاب «جريمة حرب» قرب دمشق

  • 3/15/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

اتهمت لجنة التحقيق حول سوريا، التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، سلاح الجو السوري، بأنه قصف عمدا عين الفيجة، خزان المياه الرئيسي الذي يغذي العاصمة في أواخر 2016؛ ما يشكل «جريمة حرب»، نافية أن تكون فصائل المعارضة قامت بتسميم المياه. وأعلنت اللجنة في وثيقة عرضتها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن «المعلومات التي فحصتها اللجنة تؤكد أن قصف نبع عين الفيجة - خزان المياه الواقع في وادي بردى، البلدة التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة على بعد 15 كلم من العاصمة السورية - تم من قبل سلاح الطيران السوري». وأكدت اللجنة أنه، خلافا لما أكده النظام السوري آنذاك، «لم تقدم فصائل المعارضة على تسميم خزان المياه هذا». وأدى قصف الخزان إلى حرمان نحو 5.5 مليون شخص في دمشق وضواحيها من المياه عند اشتداد القتال في وادي بردى قرب العاصمة السورية في أواخر ديسمبر (كانون الأول). وقالت اللجنة الدولية، التي لم يسمح لها مطلقا بدخول سوريا وتستند في تقاريرها إلى مقابلات ووثائق، إنها لم تعثر على «أي مؤشرات على أن المياه قد تم تلويثها» قبل قصف الخزان في 23 ديسمبر. وأضافت: «على العكس، قال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إن سكان وادي بردى استخدموا المياه حتى وقت القصف، ولم يعان أي منهم من أعراض التلوث». وأضافت اللجنة أنه عقب القصف تلوثت المياه بعد أن أدت شظية إلى تضرر مرافق للوقود والكلورين. وأشارت اللجنة التي يرأسها الأكاديمي البرازيلي، بول سيرغيو بينهيرو، إلى أن القصف يشير إلى أن «النبع استهدف عمدا». خلص المحققون إلى أن «الهجوم يرقى إلى مستوى جريمة حرب لأنه هاجم مرافق لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، كما انتهك مبدأ عدم التكافؤ في الهجمات». وفي نهاية يناير (كانون الثاني)، استعاد الجيش السوري منطقة وادي بردى التي كانت خارجة عن سيطرته منذ 2012، وهي منطقة أساسية لإمداد العاصمة بالمياه. وردا على التقرير، اتهم حسان علاء الدين، ممثل سوريا في مجلس حقوق الإنسان اللجنة، الثلاثاء، بأنها مسيسة، منتقدا «أسلوب الهواة» الذي تتبعه و«استنتاجاتها الساذجة». وتحدث تقرير أمس، كذلك، عن جرائم حرب أخرى ارتكبت في سوريا منذ يوليو (تموز) الماضي، ومن بينها سلسلة من الهجمات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على مدارس في بلدة حاس في إدلب أدت إلى مقتل 36 مدنيا من بينهم 21 طفلا. وقبل أسبوعين نشرت اللجنة تقريراً حول حصار النظام السوري شرق حلب لمدة خمسة أشهر، ووصفت ارتكابات جميع الأطراف المتحاربة بجرائم حرب، ومن بينها شن هجمات بأسلحة كيماوية، وإعدام مدنيين، وعمليات تهجير قسري بعد هزيمة مسلحي المعارضة. وقال بينهيرو أمام المجلس: «أساليب الحصار التي اتبعتها الحكومة (السورية) أثبتت نجاحها رغم أنها تثير الاشمئزاز؛ إذ تحول شرق حلب إلى أنقاض، وأجبر الناجون على ترك منازلهم ويواجهون مستقبلا غير معروف في مناطق أخرى». وفي وقت سابق من الثلاثاء، وصف رئيس المجلس، زيد رعد الحسين، النزاع السوري بأنه «أسوأ كارثة من صنع الإنسان شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية». كما تحدثت لجنة التحقيق الأممية عن الهجوم على الهلال الأحمر السوري في إدلب العام الماضي، وأنه كان على الأرجح غارة جوية سورية أو روسية متعمدة، وبالتالي فهو جريمة حرب.

مشاركة :