قالت السيدة الإيرانية التي أنقذت قاتل ابنها من الإعدام إنها لم تعد تشعر برغبة الانتقام، وإنها تشعر الآن بالراحة والسلام، في إشارة إلى أنها غير نادمة على قرارها، بالعفو عن القاتل. وخلال حوارها عبر الهاتف مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، ذكرت الأم الإيرانية، التي تُدعى سميرة نجاد أنها لم تكن تنوي العفو عن قاتل ابنها، بل كانت تصر على تنفيذ حكم الإعدام فيه، حتى قررت في لحظة أن يزال حبل المشنقة من رقبته، بعد أن صفعته على وجهه وهو معصوب العينين ينتظر توقيع العقوبة عليه. كان بلال قد قتل الضحية عبد الله حسين زاده منذ سبعة أعوام في إحدى المشاجرات بالشارع بعد أن سدد له عدة طعنات، وكان بلال يبلغ من العمر آنذاك 19 عاما، بينما كان عبد الله يبلغ 17 عاما. و رأت أم الضحية ابنها عبد الله في المنام ضمن سلسلة أحلام يطلب منها عدم أخذ القصاص من قاتله، الذي طالما لعبا كرة قدم معا، واعتبرتها رسالة للعفو عن القاتل. وكان عبد الله هو ثاني ابن تفقده نجاد، بعد أن توفي ابنها الأصغر في حادث دراجة نارية وهو صبي عمره 11 عامًا. وفي إيران، يكون لعائلة المقتول الحق في إصدار العفو عن القاتل المحكوم بالإعدام مقابل ديّة، وكان هذا الحق في يد عبد الغني والد الضحية، ولكنه تخلى عن هذا الحق لزوجته. وطبقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، كان عدد من الشخصيات المعروفة في إيران قد شاركوا لشهور في حملة للعفو عن بلال، وبدأوا عملية جمع المال الذي سيدفع من أجل تعويض أقارب المقتول. وتطرق عادل فردوسي بور، أحد مقدمي البرامج الرياضية التليفزيونية، إلى هذا الأمر في برنامجه قبل أيام من تنفيذ حكم الإعدام على بلال، داعيا الإيرانيين ليطلبوا من والدي عبد الله أن يعفوا عن قاتل ابنهما، وسرعان ما استقبل البرنامج ما يقرب من مليون رسالة دعما لتلك الحملة. وبما أن عبد الغني حسين زادة، والد عبد الله، كان لاعب كرة قدم سابقا، فقد تلقى اتصالات على المستوى الشخصي من بعض لاعبي كرة القدم الإيرانيين فيما يخص ذلك. لذا، فقد وافق هو وزوجته في النهاية على العفو، وقالا إنهما سيستفيدان من مال "الدية" في إنشاء مدرسة لتعليم كرة القدم تحمل اسم ابنهما. طالع أيضا: سيدة تنقذ قاتل ولدها قبل لحظات من إعدامه بسبب "رؤيا"
مشاركة :