وكيل الأزهر الشريف: ليس لدينا ما نخجل منه في مناهجنا

  • 3/15/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عقدت كلية الدرسات الدرسات الإسلامية والعربية بالأزهر الشريف مؤتمرا دوليا لتجديد الخطاب الديني، تحت عنوان “تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم”، بقاعة المؤتمرات بالأزهر، في حضور عدد من الباحثين والمتخصصين من العالم العربي والإسلامي. قال الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق، إن كلية الدراسات الإسلامية والعربية مكون أساسي في الأزهر الشريف للحفاظ على دين الأمة، وتجديد العلوم والتقدم بها نحو الغاية المقصودة، وإن الأمة العربية والإسلامية تمر بمرحلة حرجة ولا بد من المحافظة على تراث الأمة وإدارك الواقع وتجديد العلوم، والتقدم بها نحو الغاية، وعلينا أن نفرق بين تجديد الخطاب الديني والإصلاح، ويجب أن ندرك دقة فهم النص، وفهم عميق للواقع، وملكة للتطبيق، فالأزهر يؤدى دورا دائما في الريادة عبر مئات السنين. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، “علينا أن نتمسك بالفهم الصحيح بين النص المقدس، يجب علينا إدارك واقعنا وأن نعرف شدة حاله وكيف نصل إلى المقاصد دون خروج عن إجماع الأمة وقانون العربية، كل ذلك يراعيه الأزهر ويؤدي دورا في الريادة. قال الدكتورعباس شومان، وكيل الأزهر، التجديد لازم في الشريعة ومن لوازمها، وبدأ مع بداية الإسلام وأول مجدد فيه رسول الله، بناء الإسلام وأركانه تم بطريقة التجديد، والإسلام لم ينزل دفعة واحدة، وإنما على فترات وأزمان على حسب طبيعة الأحداث. وأضاف شومان، أن الأزهر قام بعقد العديد من المؤتمرات والملتقيات الفكرية والحوارات المجتمعية لتجديد الخطاب الديني وتبادل الرؤي بين علماء الأمة للخروج بحلول وتوصيات تعالج وتواجه التحديات الراهنة والقضاء علي الإرهاب. وأشار إلى أن التغيير والتحديث سنة تواكب العصر، والمناهج الأزهرية تم تطوير جزء كبير منها في التعليم قبل الجامعي وما بعد الجامعي، وتم إضافة مادة الثقافة الإسلامية التي تعالج المشاكل المعاصرة وتحاول إعادة القيم والأخلاق، إن أزمة الخطاب ليست في مناهج الأزهر أو قلة جهوده، وإنما تكمن في الأداء المنفرد والتطفل على المجال الدعوي من غير المتخصصين ودون ضبط لتفلت الفتاوي الشاذة، وإنما هي أقوال لغير المتخصصين. وقال الدكتور زهران جبر، رئيس المؤتمر، إن المؤتمر يناقش 44 بحثا و92 ملخصا في جلساته الثماني، بواقع أربع جلسات في اليوم، ويصب تجمع العلماء من مختلف الدول زمامه على توضيح الخطاب الديني بتحديد المفاهيم، وما يدور حول المفاهيم من اللغط حتي يكون مفيدا ومهيأ للعقول، فالتجديد قضية ملحة علي المستوي المحلي والعالمي والعربي وتعمق فهمه. وأضاف جبر، أن مسألة التنوير تقع على عاتق المتخصصين في العلوم الإسلامية، والبحوث التي تناقش اليوم هي علاج نابع وتقويم لرسم إطار التصحيح للقضية. ومن جهته، قال الدكتور جاد الرب، أمين عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن الكلية تجمع بين علوم الشرية وأصول الدين وتمثل أصل قطاع الدرسات الإسلامية والعربية بالأزهر. وأضاف  “أن المرحلة التي نعيشها تحتاج إلى توافر الجهود لترجمة عملية وتأصل للفكرة التي أقيم من أجلها هذا التجمع الكبير، فالفكرة حبيسة الصور ما لم تتحول إلى إعادة لبعث تعاليم الإسلام السمحه الصادرة عن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حتى نمحو عن وجه الإسلام اتهامات الإرهاب والتطرف التي نتجت عن بعض الفرق والجماعات التي شوهت الإسلام باسمه وهي منه برئية، وصدرت صورة مخالفه لصحيح الدين ووجهه المشرق الذي ملأ الدنيا سماحة وعدلا. وأشار الى أن السبب الرئيسي مما تعانيه الأمة من ويلات العنف والإرهاب يرجع إلى أمور منها سوء الفهم وتفاهة التأويل لآيات القرآن وسنة رسول الله، موضحا أن التعرض للدين أمر قديم ابتغاء تأويل الدين وأضلوا بعدما ضلو ومن ثم نشأة الفرق الضاله المغاليه وكان من أخطرها الخوارج التي انحرفت عن الفهم واراقة الدماء، لافتا إلى أن مؤخرا عادت ظاهرة فهم مغلوط لنصوص الشريعه وتصدى للأمر الرويبضة ونببت الدواعش وغيرها من الجماعات المتطرفة. ومن جانبه، قال أحمد حسني القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر، إن مسألة تجديد الخطاب بما يتقف ومتطلبات العصر مع الحفاظ على الثوابت أمر مهم، ونحن بحاجة إلى ثورة دينية، ولا بد أن نتوقف أمام الحالة الموجودة وضرورة تصحيح هذا الفكر فالمشكلة ليست في الدين وإنما في الفكر وفي ظل الأجواء التشدد وحمل الناس على المغالاة والخرووج بهم من روح الشريعة التي تسع الجميع إلى نفق التشدد الذي يضيق على الناس سبل حياتهم، وينفور منه وينتهي الأمر إلى تكفيره وإخراجه عن الملة واستباحة دمه. وأضاف “أن في ظل الغيوم المتراكمة تتعالى الأصوات مطالبة بتجديد الخطاب الذي شوه صورة المسلمين، فضلا عن تشوية صورة الإسلام، وأشار إلى أن االمشكلة في الفكر المغلوط الذي تحمله الجماعات المتطرفة الخارجة عن الوسطية والاعتدال ومروجة إلى أنها الرسالة التي جاء بها جبريل لرسول الله، أن تجديد الخطاب يحتاج الي توضيح الأمور عودة الخطاب إلى ما كان عليه الأمر في عصر البنوة المتسم بالمرونة والسعة دون تضييق على الناس. وأوضح أن ما تتبناه بعض الجماعات على أنه الحق المطلق ومن يخالف يتصف بالفسق والزندقة، وربما وصل بهم الأمر إلى التكفير، كل هذه الأنواع والألوان من الفهم المغلوط يجب أن تصحح ويعاد صياغة أصحابها من تجدد حتى لا يشوش على العامة وتوضيح صورة الإسلام للعالم، وعودة الخطاب الواسع الرحب بتعدداته الفكرية الذي يعمل على قبول الآخر، وإن اختلف في الرأي لا سيما يبعد عن ثوابت الدين. وأكد أن التجديد لا يعني إلغاء الثوابت، فهناك قسم لا يمكن إلغاؤه يسمى الثوابت، وهناك قسم قابل للتغيير يبني على حسب تغير الزمان والمكان، وهذا النوع المرجع فيه إلى الفقهاء والاجتهاد بما يناسب حال الناس وظروفهم، وهو ما يمكن أن يناله التجديد بما يلائم حال الناس، وتجديد الخطاب يعني مخاطبة الناس باللغة التي يفهمونها وتصل إلى عقولهم بسهولة ويسر. وقالت الدكتورة يوهانسن، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، إن العالم الإسلامي يواجه تيارات متباينة وجماعات متطرفة تثير بعضها ضبابا يشوش على الناس فهم دينهم الصحيح، ويجب علينا التحرك لمواجهة التحديات وإنشاء خطاب ديني يتسم بالتعديدة والمواطنة، وينبغي ضرورة الارتقاء بالتعليم الأزهري. وأضافت أنه لا بد من الاهتمام بالكليات الشرعية التي تخرج الوعاظ والأئمة وتأهليهم حتى يحملوا الدعوة وتم التعاون مع الكليات الشرعية للحصول على الجودة، فالأزهر عليه دور كبير للنهوض بالعمل الدعوي خلال الفترة المقبلة وننتظر منه المزيد.أخبار ذات صلةأمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي: مصر رائدة في تفتيت الخطاب…مفتي الكاميرون: «بوكو حرام» تستخدم أحدث وسائل الاتصال«الأوقاف الكويتية»: الهجوم على الأزهر في غير محله«الأعلى للشؤون الإسلامية» بالسعودية: المملكة تمتلك الخبرة الكافية لمواجهة الإرهاب«الأوقاف الأردنية» التوافق بين رجال الدين ورجال السياسة ينقذ الأمة…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :