الدوحة - كشف فيديو مسرب للقاء جمع وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمن السويحلي، تدخل الدوحة في الشأن الليبي، في الوقت الذي تتجه فيه أصابع الاتهام إلى قطر حول تورطها في الأحداث التي شهدتها منطقة الهلال النفطى مؤخرا. وأظهر مقطع الفيديو وزير الدفاع القطري موجها حديثه إلى عبدالرحمن السويحلى "حفتر هذا مخلينا دائما على رؤوس الأقدام واقفـين". ولم يتضح ما الذي قصده العطية بهذا الوصف، لكنه كان بمثابة الشاهد على العلاقة الخاصة التي تربط قطر بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، وبمثابة الدليل الجديد على الأدوار التي تقوم بها الدوحة في هذا البلد المنهك بفعل الصراعات الداخلية المستمرة. وكان السويحلي المحسوب على التيار الإخواني في زيارة لدولة قطر على رأس وفد يمثل المجلس الأعلى للدولة لدى تسجيل الفيديو، والتقى الاثنين، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. وتأتي زيارة السويحلي للدوحة، وسط اتهامات وغضب ليبي خصوصا في الشرق من دور قطر الداعم للميليشيات المحسوبة على الإخوان، وتيارات متشددة. واتهم عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي الحكومة القطرية وتركيا بدعم القوات التي سيطرت مؤخرا على موانئ النفط في منطقة الهلال النفطي. كما اتهم العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي قطر وتركيا بتورطهما في الهجوم على منطقة الهلال النفطي. وأعلنت قيادة الأركان الجوية في الجيش الليبي، اليوم الثلاثاء، السيطرة على راس لانوف في منطقة الهلال النفطي، والتي كانت تسيطر عليها ميليشيات مسلحة إسلامية. وليست هذه المرة الاولى التي يتم فيها تسريب مقطع مصور يكشف الدعم القطري للجماعات الإسلامية في ليبيا، ففي أبريل نيسان نشرت صحيفة ليبية فيديو مسرب من داخل قاعدة معيتيقة بالعاصمة طرابلس يعود لسنة 2011، يتحدث من خلاله عبد الحكيم بلحاج ،عن وجود فريق قطري بالقاعدة يتكفل بتوفير طلبات ومستلزمات التشكيلات المسلحة في ذلك الوقت. و قالت الصحيفة إن تاريخ هذا المقطع بحسب مصدر إستخباراتي يعود لأواخر سنة 2011 بعد سقوط النظام السابق ويرجع سبب الاجتماع الذي يتحدث فيه بلحاج بصفته رئيساً لمجلس طرابلس العسكري في ذلك الوقت إلى احتجاج مجموعة مسلحة توجهت بأسلحتها إلى قاعدة معيتيقة احتجاجا على سرقة أسلحة تخصها على يد كتيبة أخرى تابعة لمجلس طرابلس العسكري في ذلك الوقت. وتحاول قطر في كل مرة التنصل من التهم الموجهة إليها بشأن التدخل في الشأن الليبي وتطالب بعدم الزج بها في هذا الصراع، ولكن الكثير من المسؤولين الليبيين ولا سيما في الشرق مازالوا منذ 2011 يوجهون التهم إلى الدوحة بإشعال فتيل الصراعات الداخلية في البلاد بسبب المنافسة التي تفرضها ليبيا فيما يتعلق بمخزون الغاز. و اتهم عضو مجلس النواب الليبي صالح إفحيمة دولة قطر بقيامها بعرقلة الحل في ليبيا للاستفادة من منع عودتها للتصدير من أجل مخزون الغاز الليبي الذي اعتبره سبب الحرب على البلاد عام 2011. وأوضح أن الغاز الليبي يعد منافسا أساسيا للغاز القطري إذا تم استخراجه لأنه يشكل حسب تعبيره ثروة ضخمة أكبر من الثروة النفطية لافتا لوجود مشروع إنشاء مؤسسة وطنية للغاز بتحريض من قطر لكي تتم السيطرة عليها عن طريق شركاتها.
مشاركة :