بروكسل - قالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي ملتزم باتفاق الهجرة المبرم مع تركيا ويتوقع أن تلتزم به أنقرة كذلك، تزامنا مع إعلان أنقرة التي تواجه حملة إعلامية في ألمانيا ضرورة إعادة تقييم الاتفاق. وأضافت المتحدثة "مازلنا ملتزمين بتطبيق الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا". وأضافت "هذا اتفاق مبني على الثقة المتبادلة والالتزام بالتنفيذ ونتوقع أن يفي الجانبان بالتزاماتهما". وكان الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر جليك قد صرح الثلاثاء إنه يعتقد أن الوقت حان لكي تعيد تركيا تقييم اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي اتضح فيه أن التكتل لن يتخذ موقفا عادلا بشأن تعهده إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول. وأضاف جليك أن الاستثمارات الهولندية في تركيا ليست في خطر جراء الخلاف الدبلوماسي الأخير بين البلدين. وفي حين قال نائب لرئيس الوزراء التركي إن أنقرة تعكف على فرض عقوبات اقتصادية على هولندا إلا أن جليك قال أن بلاده توجه دعوة للشركات من مختلف أنحاء العالم بأنها مقصد آمن للاستثمار. وقال جليك "رجال الأعمال الهولنديون الذين يستثمرون ولديهم شركات ويوفرون وظائف في تركيا تشملهم هذه الدعوة. فهم قطعا ليسوا جزءا من الأزمة". وأضاف ردا على سؤال حول ما إذا كانت الشركات الهولندية العاملة في تركيا يمكن أن تتأثر بالخلاف قائلا "القطاع الخاص وعالم الأعمال والسياح ومواطنو هولندا ليسوا جزءا من الأزمة". وعلقت تركيا العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى مع هولندا يوم الاثنين حيث منعت السفير الهولندي من العودة إلى تركيا ومنعت الرحلات الدبلوماسية من الهبوط ردا على منع هولندا وزيرين تركيين من التحدث في تجمعات حاشدة للأتراك في هولندا. "جنون إردوغان" يتصدر المشهد وفي أوج الأزمة الدبلوماسية بين ألمانيا وتركيا من جهة وأنقرة وأوروبا من جهة أخرى على خلفية الاستفتاء المرتقب في 16 نيسان/ابريل حول توسيع صلاحيات إرودغان هاجمت أكبر صحيفة ألمانية "بيلد" الأربعاء الرئيس التركي في افتتاحية على صفحتها الأولى واعتبرته شخصا غير مرغوب فيه في ألمانيا، متهمة إياه "بتعريض استقرار أوروبا للخطر عبر جنون السلطة لديه". وكتبت الصحيفة الألمانية التي تبيع مليون نسخة يوميا متوجهة إلى إردوغان "أنت لست ديموقراطيا وأنت تسيء لبلادك! وليس مرحبا بك هنا!". وأضافت "في ظل جنونه بالسلطة يؤلب إردوغان المصاب بجنون العظمة الأتراك ضد أوروبا" متهمة الرئيس التركي الذي وصفته بأنه "رجل البوسفور الصغير" بتدمير بلاده. وتخوض أنقرة مواجهة مع عدة دول أوروبية في مقدمها ألمانيا وهولندا بعد منع وزراء أتراك من المشاركة في تجمعات تأييد لإردوغان قبل الاستفتاء المرتقب في 16 نيسان/ابريل حول توسيع سلطاته الرئاسة. واتهم إردوغان برلين باللجوء إلى ممارسات "نازية" ودعم "الإرهابيين" عبر استقبالها ناشطين من الأكراد الى جانب أشخاص يشتبه بضلوعهم في محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في منتصف تموز/يوليو الماضي. ويحظر القانون التركي تنظيم حملات انتخابية بالخارج وفي البعثات الدبلوماسية ويقوم الوزراء بالالتفاف على الحظر بتنظيم ما يقولون إنها أحداث ثقافية مع الرعايا الأتراك. ويقضي اتفاق الهجرة الأوروبي التركي بقبول أنقرة استعادة اللاجئين السوريين "غير الشرعيين" من أوروبا إلى أراضيها مقابل المزيد من التمويل والمحفزات الاقتصادية والسياسية التي تعهد بها الأوروبيون لفائدة أنقرة.
مشاركة :