من الصعوبة بمكان نسيان وليس تناسي المشاكل التي تمر على الإنسان سواء في وقته الحاضر أو في ماضيه .وقد أظهرت الدراسات الحديثة خاصة في علم الأعصاب أن الذكريات السلبية والتي ترهق الإنسان جسمانياً تسبب له مشاكل كثيرة من أهمها محاولته تناسي الذكريات الحزينة غير المرغوب في تذكرها وخاصة وهو مستلقي على السرير استعداداً للنوم ليلاً أو نهاراً .وقد أظهرت وبينت الدراسات في المعاهد البحثية والمراكز التخصصية بشأن دماغ الإنسان أن التحكم بالقدرات الإدراكية أظهرت أن الناس قادرون على إزالة ذكرياتهم الحزينة بطريقة طوعية من أنفسهم ولكن تأثير النوم في هذه القدرة لم يكن معلوماً .وهناك فروق بين الجنسين الذكر والأنثى على صعيد التحكم في المشاعر والقدرات الإدراكية والتي تدفع إلى الاعتقاد بأن للحكمة القديمة الداعية إلى عدم النوم في حالة الحزن أساساً من الصحة .لذلك نقول وبعيداً عن الدراسات والبحوث التي تحاول دائماً أن تجد الحلول لأي مشاكل للإنسان بأن تجد الحل لها التي تواجه الإنسان في حياته اليومية والحديث عنها يطول .ونتركه للعلماء والمفكرين والباحثين والمعاهد البحثية والجامعات التخصصية للوصول إلى حلول تخفف على الأقل من معاناة الإنسان في مشاكله الجسمانية بالأمراض أو مشاكل الحياة العصرية بالاكتئاب وسرعة التعصب والتهور في اتخاذ القرارات التي يندم عليها لاحقاً مع أن المثل يقول إذا فات الفوت ما ينفع الصوت في حالة الغضب والتعصب والنرفزة وهذه كلها حالات يتحكم فيها الإنسان بنفسه .ما علينا قبل أن تنام حاول أن تنام وأنت غير حزين بأمور مرت عليك سواء طوال يومك أو ذكريات حزينة ومؤلمة أو مشاكل تعاني منها وتحاول أن تجد الحلول لها وأنت في سرير نومك لأن ذلك يجلب لك الحزن والقلق ويطير النوم من عينيك ويجعلك ساهراً طوال الليل .ولذلك حاول أن تكيف حياتك وتجعلها سهلة وميسرة خاصة قبل النوم لأن نعمة النوم نعمة من الله سبحانه وتعالى أنعمها على عباده ليرتاحوا من العناء والتعب والمشقة طوال النهار والتفكير بالأفكار التي تجلب له الحزن طوال يومه .ولا يوجد إنسان في هذا الكون الفسيح ليس عنده مشاكل وظروف قاسية مرت بحياته تجعله حزين وقلق يفكر فيها ليلاً ونهاراً ولذلك عليه عند ذهابه للنوم أن يحاول أن يتناساها ليصحو من النوم ليجد على الأقل الراحة التي تجعله يواصل مسيرة حياته اليومية .والمثل اللبناني الدارج يقول (نام بكير واصحى بكير شوف الدنيا اشلون تصير) وفعلاً مثل صحيح وواقعي بس بشرط أن تنام وأنت غير حزين .ولكن في زماننا الرمادي المحمل بالمشاكل والمصائب والصعوبات قليلون منا من يطبق هذا المثل الرائع والمعبر بالنوم وهو غير حزين ولنحاول النوم الهادئ المريح . آخر الكلام :إن الاختراعات الحديثة في التكنولوجيا والتقدم العلمي مثل الهواتف الذكية والآي باد والتواصل الاجتماعي من خلالهم تجعل النوم يطير من البعض من الناس وحتى عندما يستلقي على سريره بالليل للنوم ماسك بيده الهاتف الذكي وواضع في أذنيه السماعات ليستمع ويشاهد ما يدور في هذا العالم من إيجابيات وسلبيات تؤثر على طريقة نومه وتجعله مستيقظا إلى ما بعد منتصف الليل وخاصة من الشباب الذي تشغله هذه التكنولوجيا الحديثة عن نومه المبكر وعن الاستيقاظ مبكراً للذهاب إلى مدارسه وجامعاته والموظفون تؤخرهم عن الذهاب إلى أعمالهم .لذلك نقول أن من أسباب النوم وأنت حزين سماعك للأخبار المحزنة قبل نومك من الهواتف الذكية والمسجات التي تصلك واللي تطير النوم من عينيك وتجعلك دائماً فاتح عيونك وأنت تسمع وتشاهد الأخبار الحزينة .إذاً العلماء والباحثون يحاولون جاهدين أن يجدوا لك مخرجاً بأن تنام وأنت مستقر البال بدون تفكير بالحزن الذي يلازمك في ترسيخ السلبيات في ذاكرتك خلال النوم.وأما الأحلام الحزينة التي تراودك أثناء النوم ما هي إلا ردة فعل بالتفكير الحزين قبل النوم لذلك حاول أن تبعد التفكير فيها .مع تمنياتنا لكم بنوم هادئ مريح وحاولوا قدر المستطاع أن تناموا وأنتم غير حزينين لتسعدوا بنوم مريح .وسلامتكم . بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com
مشاركة :