أمسية طربية بامتياز أهداها «فنان العرب» محمد عبده، الليلة قبل الماضية، إلى عشاقه الذين توافدوا مبكراً على مسرح قصر الإمارات في العاصمة الإماراتية، لحضور أولى أمسيات البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي 2017، الذي يحتفي هذا العام بالمملكة العربية السعودية، ضيفة شرف المهرجان في دورته الـ14، وحظيت الأمسية بحضور كثيف من الجمهور السعودي من الجنسين. تكريم مبدعات سبق الحفل، الذي حضره وزير الموارد البشرية والتوطين، صقر بن غباش سعيد غباش، ووزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، نورة الكعبي، ومؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس، تكريم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الشاعرة الإماراتية عفراء عتيق، الفائزة بجائزة الإبداع من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون 2017 - جلف كابيتال، التي تأسست عام 1996، وتمنح سنوياً للمبدعين الإماراتيين المتميزين في مجالات الفنون التشكيلية والفنون التعبيرية أو الأدب أو الرسوم المتحركة أو الأفلام، إذ فازت عتيق بالجائزة عن عملها «رسالة مفتوحة إلى مرضى السرطان»، الذي حمل تعبيراً قوياً عن الهوية من منظور شخصي بحت. كما كرّم الشيخ نهيان بن مبارك، الفنانة سارة الأحبابي، من جامعة نيويورك أبوظبي، الفائزة بجائزة «جلف كابيتال - الفنون التشكيلية عن مهرجان أبوظبي 2016»، عن معرضها «هذا رأيهم بي» المستوحى من معرض «إمارات الرؤى» الذي أقيم عام 2016، ويتكون العمل من سلسلة من الصور الفوتوغرافية التي تتحدى الأفكار النمطية في المجتمع الإماراتي، التي واجهتها الفنانة في حياتها، وتهدف السيناريوهات المبالغ فيها التي تطرحها الصور إلى تحفيز الحوار بشأن وجهات النظر المختلفة للهوية الإماراتية. 6 عقود هي مسيرة محمد عبده مع الطرب، التي قدم خلالها روائع غنائية، وأسهم في الحفاظ على الموروث الغنائي العربي لمنطقة الخليج.ختم (فنان العرب) الحفل بأغنية (الأماكن) التي ترددت أصوات الحضور طوال الحفل طلباً لها. وشهدت الأمسية، التي حملت عنوان «البدر»، احتفاء بالأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود، تقديم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، راعي مهرجان أبوظبي، جائزة مهرجان أبوظبي 2017 إلى الفنان محمد عبده، تكريماً لمسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من ستة عقود، أسهم خلالها في الحفاظ على الموروث الغنائي العربي لمنطقة الخليج، وقدم روائع غنائية وألحاناً كانت ولاتزال مصدر إلهام للكثير من الملحنين والشعراء العرب. وعقب التكريم توجه عبده بالشكر إلى الشيخ نهيان بن مبارك، وإلى مهرجان أبوظبي، مؤكداً أن الأمير بدر بن عبدالمحسن يقف شامخاً وراء كل عمل فني مكتمل. كما توجّه الفنان الدكتور حبيب غلوم، خلال تقديمه الحفل، بالتحية إلى «مهندس الكلمة والأغنية» الأمير بدر، صاحب الحضور المؤثر على الساحة الفنية العربية عبر العديد من القصائد التي ستظل باقية في وجدان الأمة العربية. وشدد غلوم على حجم المسؤولية التي تقع على أهل الثقافة والفن من أجل نشر مفاهيم التسامح والتعايش ونبذ العنف في المجتمعات العربية، التي يتخذ منها المهرجان عنواناً له هذا العام، لافتاً إلى أن المملكة العربية السعودية تقدم كل عام نموذجاً فريداً للتسامح من خلال شعائر الحج التي تجمع جنسيات من مختلف أنحاء العالم. تفاعل مع الطرب لما يقرب من ساعتين؛ قدم المطرب، محمد عبده، مجموعة من أغنياته التي طالما ارتبط بها جمهوره، مركّزاً على أغنيات من أشعار الأمير بدر، ومنها «مجنونها» و«الرسايل» و«أبعتذر»، إلى جانب «ريانة العود» وأغنية «أيوه» التي تفاعل معها جمهور المسرح تفاعلاً كبيراً، بينما ختم «فنان العرب» الحفل بأغنية «الأماكن» التي ترددت أصوات الحضور طوال الحفل طلباً لها. من جانبها؛ أشارت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، هدى إبراهيم الخميس، إلى أن المهرجان، ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، يضعان على قائمة أولوياتهما تحفيز أشكال التعبير الفني والإبداع، وتعزيز التبادل الثقافي والانفتاح والتسامح، وهذا ما يعكسه شعار المهرجان لهذا العام «الثقافة والتسامح»، الذي يستلهم معانيه من إرث المغفور له الأب المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورؤية دولة الإمارات ورسالتها الإنسانية. وأضافت: «شكّلت أمسية البدر أمسية سعودية بامتياز، جسدت هويتها مفردات شعرية رائعة للأمير بدر بن عبدالمحسن، أداها بإحساس عميق وصوت أصيل فنان العرب محمد عبده، الذي أطرب مسامعنا بألحانه التي أَسَرتْ قلوب محبي الطرب العربي طوال ستة عقود هي عمر مسيرته الفنية الحافلة بالإسهام البنّاء والملهم في إثراء الساحة الفنية العربية والسعودية بروائع اللحن والصوت والأداء». كوكبة فنانين تمثل أمسية البدر انطلاقة فعاليات البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي، التي تستمر حتى 31 الجاري، بمشاركة كوكبة من الفنانين العالميين، من بينهم أسطورة الجاز وينتن مارساليس، والمغنية البرتغالية ماريزا، الشهيرة عالمياً بلقب «ملكة الفادو»، ويختتم البرنامج الرئيس لمهرجان أبوظبي، بعرض لفرقة «طريق الحرير» مع «يو - يو ما»، في 31 الجاري. وتقام ضمن فعاليات المهرجان كذلك العديد من البرامج والمعارض وعروض الأداء وورش العمل، منها فعاليات «المهرجان في الحديقة»، التي تقام تحت رعاية الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، و«رواق الأدب والكتاب» الذي يحتفي بالإبداع العربي عبر ستة إصدارات للكُتّاب الإماراتيين بالتعاون مع اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ودور النشر الإماراتية. إلى جانب افتتاح المعرض التشكيلي «الطبيعة: خلق وإبداع»، في حديقة «أم الإمارات» من 21 الجاري إلى 21 أبريل المقبل، احتفاءً بالذكرى السنوية الـ20 لتأسيس «هيئة البيئة - أبوظبي»، الشريك الاستراتيجي لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون. ويضم المعرض العديد من أعمال التكليف الجديدة، وأعمال كبار الفنانين الإماراتيين والعرب، ضمن مقتنيات الأعمال الفنية لمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.
مشاركة :