واصلت القوات العراقية تقدُّمَها وسط الموصل القديمة (وسط الجانب الأيمن)، وتمكَّنَت، أمس، من استعادة عدة مواقع وأماكن مهمة، من بينها الجسر القديم، واتجهت إلى رأس الخور، لتصل نسبة المناطق المحرَّرَة حتى الآن إلى 70 في المائة، في حين كشفت مصادر ميدانية، أن تنظيم داعش أجبر كثيراً من العائلات الموصلية في المناطق الخاضعة لسيطرته على ترك مناطقهم بالقوة والتوجه إلى تلعفر مع مسلحيه، عبر الطرق الصحراوية المفتوحة بين المدينتين. وقال قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد شاكر جودت لـ«الشرق الأوسط» إن قواته مدعومة بقوات الرد السريع التابعة لها، فرضت سيطرتها على الجسر القديم، واندفعت باتجاه أهدافها في راس الخور. واستمر تقدُّم القوات الأمنية في منطقة باب الجديد باتجاه باب البيض وسط الموصل، في حين بيَّنَت قيادة الشرطة الاتحادية أن قطعاتها حررت دائرة الجوازات في باب الجديد. وكشف الفريق جودت عن مساحة الأراضي التي حررتها قواته منذ انطلاقة عملية تحرير الجانب الأيمن من الموصل في 19 فبراير (شباط) وحتى الآن، قائلا إنها بلغت 57 هدفاً من القرى والأحياء والمؤسسات، واستعادت السيطرة على 246 كيلومتراً مربعاً من أراضي الجانب الأيمن. بدوره، أعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن قوات خاصة عبد الأمير رشيد أن القوات الأمنية العراقية حررت، أمس، ناحية بادوش وقرية تل الريس غرب الموصل بالكامل، وفرضت سيطرتها على الضفة الغربية لنهر دجلة، قاطعة جميع الطرق والإمدادات عن «داعش». في غضون ذلك، قال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني لـ«الشرق الأوسط»: إن تنظيم داعش أجبر العشرات من العائلات الموصلية في الأحياء التي ما زالت تحت سيطرته على ترك منازلها والتوجه إلى تلعفر عبر الطرق الصحراوية برفقة مجموعات من مسلحيه كي تكون هذه العائلات غطاء للمسلحين يستطيعون الفرار من خلالها إلى تلعفر. ويشير مموزيني إلى أن مسلحي «داعش» مقسَّمون إلى ثلاثة أقسام، قسم يهرب يومياً إلى خارج الموصل، وقسم يخوض المعارك حتى الموت، وآخرون اختاروا الاختباء ليكونوا خلايا نائمة ينفذون فيما بعد العمليات الإرهابية. وكشف مموزيني أن القوات الأمنية العراقية تمكَّنَت من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى الآن من استعادة أكثر من 70 في المائة من مساحة الموصل. وسلَّط مموزيني الضوء على الأوضاع الإنسانية داخل المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم قائلاً إن المواطنين المحاصَرِين يعانون من المجاعة، وانعدام الغذاء والدواء وحليب الأطفال، وانقطاع التيار الكهرباء ومياه الشرب عنهم تماماً. وأضاف: «يموت يومياً العشرات من الأطفال وكبار السن بسبب هذا النقص، والقصف العشوائي لمسلحي التنظيم حيث تتساقط قذائف (داعش) على منازل الموطنين وتهدمها، مخلِّفَةً كثيراً من القتلى والجرحى».
مشاركة :