مواصلة لسياساتها الاستفزازية للمجتمع الدولي، أقدمت طهران على إرسال «المجموعة 45» من قوتها البحرية، التي تتكون من المدمرة «نقدي» وسفينة الإسناد «تنب»، إلى خليج عدن وباب المندب، في تحد جديد، يأتي في ظل تزايد احتكاك زوارقها الحربية مع القطع العسكرية الأميركية الموجودة في المياه الدولية، واستمرار محاولاتها مد حلفائها الحوثيين والميليشيات التابعة لهم بالسلاح. وقالت وكالة «تسنيم» المقربة من الحرس الثوري، إن القطع الحربية التي تم إرسالها ستتولى حماية السفن التجارية الإيرانية التي ترسو حاليا في الموانئ العمانية. فيما قالت مصادر إعلامية، إن هذا التحرك يعني رغبة طهران في تصعيد المواجهة مع واشنطن، مما يفتح الباب أمام الكونجرس لتوجيه رد عسكري صارم. استعدادات أميركية أجرت القوات البحرية والجوية الأميركية مناورات عسكرية بسواحل فلوريدا في الثالث من الشهر الجاري، لتدريب قواتها على مواجهة الزوارق الحربية الإيرانية التي تقوم بين الفينة والأخرى بتحركات تهدد سلامة الملاحة، ومواقع القوات الدولية في الخليج العربي وبحر عمان. وأطلق على المناورات اسم «هجوم المطرقة»، شارك فيها 35 زورقا حربيا سريعا، مجهزة برشاشات متطورة، تحت غطاء جوي وفرته مروحيات ومقاتلات حربية، لزيادة قدرتها على مواجهة التهديدات المحتملة من جانب ميليشيات الحرس الثوري وقوات البحرية الإيرانية في الخليج. وكانت البحرية الأميركية أرسلت في فبراير الماضي، المدمرة «يو إس إس كول» إلى خليج عدن، عقب استهداف الحوثيين الفرقاطة السعودية أواخر يناير الماضي، من ميليشيات الحوثي، وهو ما أشارت عدة دول إلى أنه يمثل تهديدا حقيقيا لأمن الملاحة البحرية. تهديد وابتزاز تهدف إيران من تحركاتها غير الشرعية في المياه الدولية وتهديد أمن المنافذ البحرية، إلى السيطرة على ممرات الملاحة الدولية، لضمان استمرار إرسالها الأسلحة لحلفائها في المنطقة، مثل الميليشيات الحوثية في اليمن، ونظام بشار الأسد في سورية، وميليشيات حزب الله في لبنان. كما تريد استخدام هذه الممرات الإستراتيجية التي تشكل أهمية قصوى للاقتصاد العالمي، إذ تعبر بواسطتها كميات كبيرة من النفط في طريقها إلى الغرب، كورقة ضغط لابتزاز أميركا والدول الكبرى، لتمرير أجندتها في المنطقة، واستمرار برنامجها النووي المثير للجدل. وازدادت في الفترة الأخيرة حوادث الاحتكاك بين سفن وزوارق الحرس الثوري بالقطع العسكرية الأميركية في الخليج العربي وبحر العرب، مما ينذر بخطر حدوث اشتباكات ومواجهات بين الطرفين.
مشاركة :