رسالة روائية من الملكة بلقيس إلى الشعوب العربية

  • 3/16/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحداث رواية عودة الملكة بلقيس تدور حول شخصية بلقيس ملكة سبأ، تلك الشخصية التاريخية الشهيرة، التي خلدت ذكراها الكتب التاريخية والسماوية.العرب  [نُشر في 2017/03/16، العدد: 10573، ص(14)]أمل سعيد تعيد بلقيس من أعماق التاريخ مسقط- في روايتها الأولى “عودة الملكة بلقيس” تقدم الكاتبة العمانية أمل سعيد ملحمة مسرحية تنقل إلينا أحداثها بلغة شعرية حماسية تجعل القارئ أمام مشاهد متنوعة، مقتطعة من التاريخ. تدور أحداث الرواية، الصادرة عن مكتبة الأنجلو المصرية، حول شخصية بلقيس ملكة سبأ، تلك الشخصية التاريخية الشهيرة، التي خلدت ذكراها الكتب التاريخية والسماوية. تعود بلقيس عبر رواية أمل سعيد من أعماق التاريخ، حيث تستعيدها الكاتبة لتعيش الزمن الراهن، وتطلع على أحوال الشعوب العربية في وقتنا الحاضر، وما فعله الأبناء والأحفاد ببلادهم التي كانت يوما منارة للحضارات ومنبعا للآداب والعلوم والثقافة على مر التاريخ. في رحلة عودتها إلى الحاضر تلتقي بلقيس مع مجموعة من النسوة اللاتي جلسن للسمر على أحد شواطئ الجزيرة العربية، وحين يرسو قاربها الملكي المزركش على الشاطئ في رحلتها المتخيلة إلى عصرنا الحالي، تخاطب هؤلاء النسوة قائلة “لقد رأيت في مرقدي ما أرقني وقوض مضجعي، فأتيت لعل همومي في بحاركم تغتسل”. ولكنها حين تصطدم بالمحنة التي يعيشها أحفادها بين تناحر وشتات في الأرض وتدمير لمجد وحضارة الأجداد، تتعجب كيف وصلوا إلى هذا المآل، فصاروا يخربون بأيديهم أرضا رواها الأجداد بدمائهم. بين ثنايا الرواية، الأشبه بمسرحية كما أسلفنا، نجد العديد من الرسائل التي تحملها إلينا هذه الملكة الحكيمة، وفي مقدمتها أن المرأة في المجتمعات المتحضرة هي أساس المجتمع الصالح، فهي المعلم الأول في حياة الأبناء، والمرأة الحكيمة الواعية ينشأ على يديها القادة والعظماء الذين يحققون لشعوبهم الأمن والأمان والاستقرار، وتعبر بلقيس عن هذه الأهمية التي ينبغي أن تحظى بها المرأة بقولها “لن تكون هناك عزة ولا أنفة لأمة هانت حرائرها من النسوة”. وتشير سعيد في روايتها على لسان بلقيس، إلى أن حب أهل سبأ لوطنهم جعلهم يتخطون كل الصعاب، ويحلقون في سماء الخلود بما شيدوه من حضارة عريقة وامتداد تجارتهم وحضارتهم التي وصلت آفاقها إلى مصر وبلاد الرافدين والهند وأفريقيا. ونصيحة بلقيس أن يكون الإخلاص للأوطان والسمو بالأخلاق والتسامح وتقبل الآخر والجرأة في قول الحق، منهاج الشعوب الطامحة إلى الرقي.

مشاركة :