القدس - التقى جيسون غرينبلات الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط الخميس مع قادة عن المستوطنين في خطوة غير عادية، وستثير على الأرجح مخاوف حول مستقبل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكدت السفارة الأميركية أن غرينبلات أجرى محادثات مع قادة من المستوطنين في القدس في إطار لقاءات مبعوث ترامب هذا الأسبوع في زيارته لإجراء محادثات حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأعلن مجلس "يشع" الاستيطاني أن الاجتماع الذي شارك فيه زعيمان من الحركة الاستيطانية قد يكون أعلى اجتماع رسمي يجريه. وقال متحدث باسم المجلس إن "ممثلين عنه التقوا مع جون كيري وغيره على هامش الأحداث، ولكن لم يكن لدينا اجتماعات رسمية مثل هذا". وأضاف "لم تجتمع الإدارة السابقة هكذا" مع المستوطنين. اللقاء الثاني من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنه يبحث المضي قدما في البناء في المستوطنات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أن يجري المزيد من المباحثات مع غرينبلات. وقال نتانياهو في بدء اجتماع حكومته"سألتقي بعد ظهر اليوم مرة أخرى مع مبعوث الرئيس ترامب، جيسون غرينبلات". وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحات نشرها مكتبه "ننوي التوصل إلى سياسة متفق عليها حول البناء في المستوطنات (...) سياسة تحظى بموافقتنا وليس فقط بموافقة الطرف الأميركي". وهذه المرة الثانية التي سيلتقي فيها نتانياهو غرينبلات بعد لقاء بينهما الاثنين. ويواصل غرينبلات وهو الممثل الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط، محادثاته حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. والتقى غرينبلات الثلاثاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس. ومنذ تنصيب ترامب أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لبناء أكثر من ستة آلاف وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين، قبل أن يعلق البيت الأبيض على الموضوع. ويعكس تسريع وتيرة الاستيطان رغبة الحكومة في اغتنام فترة حكم ترامب بعد ثماني سنوات من إدارة باراك أوباما التي كانت تعارض الاستيطان. وتعد الحكومة التي يتزعمها نتانياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولي ترامب الرئاسة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة. وكرر نتانياهو مرة أخرى انه يرغب ببناء "تجمع" سكاني جديد لسكان بؤرة عمونا الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية المحتلة التي أخليت الشهر الماضي بموجب أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية. وستكون هذه أول مستوطنة جديدة رسمية برعاية الحكومة الإسرائيلية منذ عشرين عاما، ومن المتوقع أن تثير انتقادات دولية حادة. وقال نتانياهو " أكرر وأقول لسكان عمونا: أعطيتكم التزاما ببناء بلدة جديدة وسأفي بهذا الالتزام". ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات غير قانونية سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية ام لا، وأنها تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق السلام. وتثار شكوك حول نوايا ترامب إزاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في حين عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الأميركية في نيسان/أبريل 2014. وكان نتانياهو قد اجتمع الاثنين مع مستشار ترامب في إطار محاولات الإدارة الأميركية الجديدة الرامية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية فإن نتنياهو وغرينبلات بصدد صياغة تفاهمات بكل ما يتعلق بالمشروع الاستيطاني، حيث بحثا بالعمق سبل إطلاق المفاوضات الفلسطينيين من خلال قمة إقليمية والتي من شأنها أن تحرك المفاوضات . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر للصحافيين الاثنين إن غرينبلات "سيستمع كثيرا ويناقش وجهات نظر القادة في المنطقة، وجمع آرائهم حول الوضع الراهن وكيف يمكن إحراز تقدم نحو السلام في نهاية المطاف". وقال إنه سيتم بحث قضية المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة رغم إنه لا يتوقع تحركا فوريا حيال هذه المسألة. وكان ترامب سجل الشهر الماضي تمايزا جديدا عن عقود من السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط، إذ أكد خلال لقائه نتانياهو في واشنطن أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، لافتا إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام.
مشاركة :