صحيفة وصف : ضرب المواطن عبدالله الإحيوي وابنه محمد أروع الأمثلة بالتضحية والشهامة وذلك حينما أنقذا أكثر من 10 نساء وأطفال من جيرانه المستأجرين بعمارته، بعد اندلاع حريق في إحدى الشقق بالدور الثاني في حي بطحاء قريش بمكة المكرمة مؤخرا قبل انتشار الأدخنة السامة إلى كامل العمارة، ووصولها إلى والدته المسنة وابنته، اللتين لقيتا مصرعهما اختناقاً في الدور الثالث المخصص لسكنهم. وروى عبدالله الإحيوي” تفاصيل الحادث المأساوي مع ابنه محمد في العقد الثاني من العمر، وقال: في صباح يوم الأحد الماضي عندما فرغت من مائدة الأفطار مع الفقيدتين والدتي السبعينية وابنتي عبير “23 سنة” خلدت إلى النوم ثم بعد ذلك أيقظتني المرحومة عبير حوالي الساعة 11 قبل الظهر وأفادت بتصاعد الدخان من الأدوار السفلى فنزلت على الفور وبعد لحظات نزل ابني محمد وشاهدنا دخانا كثيفا يخرج من إحدى الشقق وقمنا بإخراج وإنقاذ أكثر من 10 من بينهم نساء وأطفال من المستأجرين من الشقتين في العمارة حتى لا يتعرضوا للاختناق وأخرجناهم من قبل تفاقم وتوسع رقعه الحريق. وأضاف الإحيوي: بعد ذلك حاولنا الصعود للأعلى لإخراج والدتي وابنتي عبير وغدير ولكن حال بيننا وبينهم لهيب وأدخنة الحريق فحينما أردت أنا وابني محمد العودة إلى الدور الثالث بعد الفراغ من إنقاذ الجيران وإخراجهم خارج العمارة، لإخراج والدتي وابنتي لم نتمكن من الصعود إلى الدور الثالث نظرا لإغلاق المصعد وباب الدرج المؤدي إلى المنزل نتيجة سرعة اشتعال النيران ما ترتب عليه إعاقة سرعة الوصول إلى الفقيدتين، وكان اشتعال النار سريعاً وفي وقت قياسي ثم باشرت فرق الدفاع المدني الموقع وأخمدوا الحريق. وتابع: فرق الدفاع المدني حاولوا إخراج ابنتي عبير التي رفضت الهرب والصعود إلى أعلى العمارة وحدها، وتحاشي الأدخنة المتزايدة، وأصرت على البقاء محتضنة جدتها الطاعنة في السن في محاولة منها لمساعدتها حيث حاولت إنقاذها لكونها لا تقوى على الحركة بسرعة لتفارقا الحياة معا، ثم قامت فرق الدفاع المدني باستخراج والدتي وابنتي عبير من الموقع حيث كانت الأدخنة السامة تحيط بالمكان وكان ذلك في لحظات ودقائق معدودة. وأبان الإحيوي أن ابنته الأخرى غدير كانت نائمة في الدور الثالث حيث وجدتها فرق الدفاع المدني تصارع الموت داخل بطانية وقد تعرضت لحالة اختناق وتم إسعافها في حينه وظلت لعدة أيام تحت العناية الفائقة في المستشفى، والحمد لله حالتها مستقرة. وأكد الإحيوي إيمانه بقضاء الله وقدره، حامدا الله على ما أعطى وما أخذ، مشيرا إلى أن ما حدث مكتوب من رب العالمين بأن تكون هذه النهاية لحياة الأم والابنة. وتابع الإحيوي أن الفقيدة عبير كانت تحلم بتعيينها معلمة قرآن حيث تخرجت حديثاً بدرجة البكالوريوس تخصص شريعة وحافظة لكتاب الله. وذكر عبدالله الإحيوي ابن الفقيدة منيرة العلي الحمد الحديبي، والد الفقيدة عبير- يرحمهما الله والمصابة غدير، أنه سيظل في مسكنه بعد وفاتهما، حيث انتقل للإقامة المؤقتة حاليا في أحد فنادق مكة مع من تبقى من أفراد عائلته، للتخفيف على نفسه وذويه من ألم فراق أعز الأقارب. 1 (1)
مشاركة :