وقعت السعودية والصين اليوم (الخميس)، ثمان مذكرات تفاهم واتفاقات شراكة وبرامج تعاون، منها مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة المملكة في رحلة الصين لاستكشاف القمر «تشانق إي ـ 4»، وكذلك اتفاق شراكة لتصنيع الطائرات من دون طيار. وجرى التوقيع بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ، في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين. وجرى توقيع مذكرة تفاهم للإطار العام لفرص الاستثمار الصناعي والبنى التحتية، وقعها رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك» الأمير سعود بن ثنيان، مع رئيس شركة شمال الصين الصناعية زهي يولين. ووقع بن ثنيان أيضاً مذكرة تفاهم بشأن تمويل وإنشاء محطات الحاويات والبنى التحتية لمركز الخدمات اللوجيستية المتعددة في مدينة ينبع الصناعية، ووقعها من الجانب الصيني رئيس الشركة الصينية للبناء والمواصلات لياو تشي تاو. وكذلك وقع اتفاق تعاون استراتيجي للاستثمار في مشروعات متعددة، ومن الجانب الصيني وقعها رئيس مجلس إدارة شركة «ساينويك» وانج يوبو. وأبرم رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير تركي بن سعود، ونائبة رئيس الهيئة الوطنية للفضاء ووي انهوا، مذكرة تفاهم للتعاون بشأن مشاركة المملكة في رحلة الصين لاستكشاف القمر «تشانق إي ـ 4». ووقع رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أيضاً، اتفاق شراكة لتصنيع الطائرات من دون طيار، ومن الجانب الصيني وقعها رئيس مجلس إدارة شركة «CASA» لي فانبي. وجرى توقيع مذكرة تفاهم في شأن قائمة مشروعات التعاون في الطاقة الإنتاجية، وقعها عضو مجلس الوزراء وزير الدولة الدكتور إبراهيم العساف مع رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح خه ليفنغ. ووقع العساف أيضاً على برنامج تعاون تنفيذي بين هيئة الإذاعة والتلفزيون في المملكة والهيئة الوطنية للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر الصينة، ووقعه من الجانب الصيني رئيس الهيئة الوطنية العامة للإذاعة والتلفزيون والإعلام والنشر نيه تشنشي. وكذلك التوقيع على برنامج تعاون في المجال التجاري والاستثماري، وقعه وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور عادل فقيه مع وزير التجارة تشونغ شان. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ عقدا اليوم، جلسة المباحثات الرسمية، وذلك في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين. وألقى خادم الحرمين خلال الجلسة كلمة نفلتها وكالة الأنباء السعودية (واس) قال فيها:«نعبر عن سعادتنا بما وصلت إليه العلاقات بين بلدينا الصديقين، وأستذكر بالتقدير زيارة فخامتكم لبلدكم الصديق المملكة العربية السعودية في شهر يناير 2016، تلك الزيارة التي عقدنا خلالها لقاءات مثمرة انعكست إيجاباً على التعاون المشترك في جميع المجالات»، مضيفاً أنه «كان من ثمار هذه اللقاءات قيام اللجنة السعودية - الصينية رفيعة المستوى والتي ستعمل بمثابة إطار للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية». وهنأ الملك، الرئيس الصيني على نجاح الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر نواب الشعب الصيني، مؤكداً على مكانة القيادة الصينية. وقال فيما يخص الإرهاب «إن العالم اليوم يشهد العديد من التحديات التي تهدد أمنه واستقراره، ويأتي في مقدمتها ظاهرة الإرهاب ، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسباق التسلح ، وصدام الثقافات، وهذا يحتم على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهد والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات ، وبما يعزز الأمن والسلم الدوليين». وختم قائلاً «ولا يفوتني أن أشيد بمواقف جمهورية الصين الشعبية الصديقة في هذا المجال، متطلعاً إلى المزيد من تنسيق المواقف والجهود بين بلدينا في هذا الشأن». فيما رحب الرئيس الصيني كلمة رحب فيها بخادم الحرمين في بلاده، عاداً هذه الزيارة بأنها تعكس مدى اهتمام خادم الحرمين البالغ في تطوير العلاقات بين البلدين. وتطرق إلى زيارته السابقة للمملكة، وما تم خلالها من توافق وشراكة بين البلدين، معرباً عن شكره على ما وجده من حسن استقبال وكرم الضيافة. كما شهد خادم الحرمين والرئيس الصيني اليوم حفل اختتام معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية: روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور»، وذلك في متحف الصين الوطني في بكين. وتجول الملك سلمان برفقة الرئيس الصيني في أرجاء المعرض الذي يحوي قطعاً أثرية قديمة ونادرة من شبه الجزيرة العربية في الفترة الممتدة من العصر الحجري القديم وحتى نشأة الدولة السعودية وعهد الملك عبد العزيز. وقال الملك سلمان في كلمته خلال الحفل إن «هذا المعرض الذي يروي التاريخ العريق للجزيرة العربية وما يمثله من تبادل في مجال المعرفة والتراث التاريخي يعزز من أسس العلاقات القائمة بين البلدين، ويسهم في تشكيل ثقافة مشتركة للشعبين عن دور المملكة والصين في بناء الحضارة العالمية». وأضاف: «لقد كانت المملكة ولا تزال معبر طرق بين الشرق والغرب وملتقى حضارات، وتأتي جهود الصين ومشاركة المملكة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري لتعزز من العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتزيد من التفاعل بين الحضارات». من جانبه، أشار الرئيس الصيني بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية مثل هذه المعارض في إبراز الحضارات والإرث الثقافي للشعوب، مبدياً إعجابه بما شاهده من آثار ومقتنيات عريقة ونادرة.
مشاركة :