أفاقت إسرائيل أمس على فضيحة فساد كبيرة طاولت شركة الصناعات الجوية، أهم الصناعات في إسرائيل، مع الكشف عن اعتقال 13 شخصاً، بينهم شخصية عسكرية رفيعة سابقاً - عضو في مجلس الإدارة - هي اللواء الاحتياط أمل أسعد من بلدة عسفيا، وذلك في أعقاب تحقيقات سرية متواصلة أجرتها في الأشهر الأخيرة وحدة التحقيقات الخاصة «لاهف 443». والمعتقلون هم مسؤولون كبار وعمال في الصناعات الجوية وموظفو شركات خاصة تزود خدمات مختلفة للصناعات، وعليه فإن التحقيق تناول العلاقات بين جهات في الصناعات الجوية ومسؤولين كبار في شركات خاصة. وطبقاً للقليل الذي سُمح بنشره، فإن مسؤولين كباراً في الصناعات «اهتموا بإعداد مناقصات لشركات خاصة في مقابل تلقي مبالغ مالية كرشوة، وتم تبييض الأموال من خلال جهة مصرفية شريكة في الملف كله. وتم أمس في محكمة في منطقة تل أبيب تمديد اعتقال عدد من المعتقلين، وسط توقعات باعتقالات جديدة في الأيام الوشيكة، ليس قبل التحقيق مع أرفع الشخصيات في الصناعات الجوية أو الاستماع إلى إفاداتهم. وجاء في بيان الشرطة أن التحقيقات السرية في هذه القضية تشير إلى «سلوك جنائي منهجي وشبهات فساد كبير متبعة في الصناعات الجوية». وأضاف أن الشبهات تشمل الرشوة، والاحتيال في ظروف خطيرة، وتبييض أموال، والسرقة من جانب موظف دولة، وخيانة الثقة». وجاء في تعقيب الصناعات الجوية أن إدارتها علمت بالأمر فقط مع إصدار الشرطة بيانها أمس، وأنه لا تتوافر لدى الإدارة تفاصيل وافية. وأضاف البيان أن المدير العام للشركة أعطى تعليماته لجميع الجهات ذات الشأن في الشركة، بالتعاون مع الشرطة قدر المستطاع بهدف استنفاد التحقيق ومعاقبة كل من ارتكب جناية. وشركة الصناعات الجوية هي شركة حكومية تنتج وتطور منتجات طيران ومنظومات فضائية وأخرى أمنية وعسكرية والكترونية. وتعتبر الشركة الأكبر في إسرائيل في مجال صناعة الطائرات والفضاء. ويعمل في الشركة أكثر من 20 ألف عامل، معظمهم من المهندسين، بعضهم تابع لشركات خاصة إسرائيلية وأجنبية تعمل مع الصناعات الجوية على أساس عطاءات وعقود عمل. وتقدر مدخولات الشركة سنوياً بنحو 4 بلايين دولار.
مشاركة :