من تسنت له زيارة محافظة فيفاء، لا يحتاج إلى كثير من الفراسة ليكتشف مدى سوء الخدمات في هذه المحافظة السياحية الجميلة، ولعل الطرق تتصدر المرتبة الأولى من معاناتهم كزائرين فضلا عن أبنائها. وفي هذه الأيام يشهد جبل فيفاء حملة مكثفة لإزالة شجرة «القات»، والكل مرحب بذلك، بل ومستبشر بإزالة هذه الشجرة. وما دعاني لكتابة هذه الأسطر، هو ما تشهده محافظة جبال فيفاء من حملة تسعى إلى تشويه صورة بعض المسؤولين لدى الكثير من أبناء فيفاء، بسبب أوامر إزالة «القات»، والتي تحمل بين طياتها على ألسنة من نقلوها، طابع التشويه. وسأنتهز الفرصة لأوجه مناشدة للأمير محمد بن ناصر: أملنا بعد الله فيكم كبير فما عهدناه منكم من الإنصاف والعدل ورحابة الصدر يجعلنا نطمع في كرمكم، وذلك بطلب تشكيل لجان لزيارة فيفاء والتحقق من تلك المشاريع، التي نسمع عنها ولا نلمسها واقعا. للأسف فيفاء تعاني من سوء تنفيذ المشاريع وتوقفها وتعثرها، إذ لم يتم تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي، أما الطرق فأصبحت مقبرة لأهالي فيفاء وزوارها، وعقبات (طرق) فيفاء التي لم تتسلمها وزارة النقل حتى الأن! لا بد أن يعرف الجميع ويتأكد تماما بأننا في محافظة فيفاء نؤيد قرار إزالة أشجار «القات» من المزارع، ونشد على أيدي المسؤولين. فجبال فيفاء معظمها ولله الحمد بلا قات، ومع ذلك وللأسف الشديد، لن تجد مزرعة واحدة نُفذت من قبل أي جهة حكومية، كي تكون أنموذجا للمزارعين تشجعهم على الاستثمار في المحاصيل الزراعية. وخلاصة القول: أين البدائل الزراعية التي رصدت لها الميزانيات؟ فضلا عن عدد الأشجار التي تم توزيعها رقميا، أما الواقع فلا نرى تلك الأشجار الزراعية المثمرة، وهل عندما نزيل شجرة، ألا يصلح أن توضع مكانها شجرة أخرى بديلة في ذات الوقت؟ وأين الطرق؟ وأين شبكة الصرف الصحي؟ وأين شبكة المياه؟ ولماذا معظم مشاريع فيفاء لا يتعدى نسبة الإنجاز فيها 20%، ثم بعد ذلك يتم سحب المشروع دون أن يستكمل؟ ولماذا المدارس الحكومية منذ سنوات وهي قائمة ولم تستكمل؟ ولماذا لا يتوفر نقل لطلاب وطالبات فيفاء؟ أكثروا من الاستفهامات «لماذا - أين - متى - ومن – وكيف» علنا يوما ما، نجد الإجابة عنها.
مشاركة :