ليس بالأمر الغريب، أن تحرص الأسر على احتواء أبنائها، حتى لا يقعوا فريسة سهلة بيد رفقاء السوء، وفخ الصداقات المشبوهة التي لا تأتي إلا بالشر والنوائب، ولا تؤدي إلا إلى المصائب والكوارث، ولا تنتهي إلا بخسائر فادحة، ونتائج لا يحمد عقباها. وهذا ما حدث فعلاً مع الشابين الصديقين «عامر» و«ليث»، اللذين سقطا في وحل الإدمان، بدءاً من حيازتهما وتعاطيهما لأقراص «الترامادول»، جراء الانسياق خلف رفقاء السوء، الذين أغروهم بالإدمان من باب التجربة فقط!، إذ قادهما استخدامهما لشبكات التواصل الاجتماعي، للتعرف إلى بعض الأشخاص الذين سرعان ما توطدت علاقتهما بهم ليصبحوا أصدقاء، ولم يكتفِ الشابين بذلك، إذ قررا زيارة هؤلاء الأصدقاء الذين يقطنون في إمارة أخرى غير إمارتهما، وكانت المفاجأة، تشجيعهما على حيازة وتعاطي مواد مخدرة. وغادر الشابان وبحوزتهما المواد المخدرة، وأوقفا المركبة في أحد أنحاء الإمارة، ثم البدء بالتعاطي، حيث دفعهما فضولهما الشديد لمعرفة تأثيرها، وكيف تفقد الإنسان سيطرته على تصرفاته!، ولأن وضعهما كان مراقباً، تم وضع كمين محكم من الشرطة، ليتم القبض عليهما بتهمة حيازة وتعاطي مواد مخدرة. كما تم تحويلهما إلى المختبر الجنائي، الذي أثبت تعاطيهما، وحُبسا احترازياً إلى حين صدور قرار من المحكمة، في ظل استياء ذويهما من الحال التي آل إليها كل من الشابين، اللذين لا يزالا في مقتبل العمر. رؤية قانونية أوضح المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي، أنه، وللأسف الشديد، فإن رفقاء السوء يعتبرون دافعاً للتورط في العديد من قضايا الإدمان، الأمر الذي يوجب على أولياء الأمور توعيتهم بالابتعاد عن أي رفيق سوء. وأضاف المرزوقي: «طبقاً للتعديل لقانون العقوبات رقم 7 لسنة 2016، ولأن تجربة الشابين مع الإدمان تعتبر المرة الأولى، فإنه سيتم إيداعهما في مركز صحي أو وحدة علاجية مناسبة لتلقي العلاج. مُنوهاً بنقطة مفادها أن تعاطي المواد والمؤثرات العقلية لأول مرة، يعتبر انحرافاً سلوكياً، من شأنه أن يُعاقب عليه القانون، لأنه سرعان ما يتحول إلى إدمان، الأمر الذي ينبغي تقديم العلاج الفوري». وأكد المرزوقي على ضرورة تكاتف جميع الجهود، وتنظيم الحملات التوعوية والتثقيفية، وبشكل دائم من شتى المؤسسات المجتمعية، وبالتعاون مع شتى وسائل الإعلام، وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، التي تلقى إقبالاً كبيراً من فئة المراهقين والشباب، وتكثيف تنظيم الورش التوعوية، خاصة في المدارس، وبيان تأثير رفقاء السوء، والتركيز أيضاً على أهمية تجنب الانسياق لهم.
مشاركة :