اقتربت القوات العراقية أمس، من الجامع النوري الكبير في غرب الموصل، الذي كان زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، أعلن من على منبره السيطرة على المدينة قبل نحو ثلاث سنوات. وقال قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته «يفصلها عن الجامع الكبير ومنارته الحدباء نحو 700 متر»، في إشارة إلى الجامع النوري. وأضاف أن «طائراتنا المسيّرة (الدرون) قصفت عشرات الأهداف الثابتة والمتحركة لـ(داعش) في محيط منارة الحدباء» أمس. وأشار إلى أن القوات «حررت مستشفى نينوى الأهلي، وسيطرت على الجسر الحديدي وشارع الكورنيش بمحاذاة نهر دجلة شرقاً، ووصلت إلى مشارف باب البيض غرب المدينة القديمة». وشدد على أن «الشرطة الاتحادية ماضية في تقدمها وإنجاز أهدافها وتحقيق الانتصارات المتلاحقة»، معتبرا أن التنظيم «لن يتمكن بعد الآن من الاحتفاظ بشبر واحد من أرض الموصل». لكن هجمات مكثفة شنها تنظيم داعش بسيارات مفخخة وقذائف وسوء الأحوال الجوية، أبطأت تقدم القوات في غرب الموصل، أمس. وشهدت أحياء المدينة القديمة في الموصل أمس معارك ضارية بين قوات الشرطة الاتحادية والتدخل السريع ومسلحي «داعش» الذين تحصنوا في البيوت والأزقة الضيقة، واستخدموا نيران القناصة والهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة، وأحرقوا منازل، فيما كثفت القوات استخدامها للطائرات من دون طيار في استهداف المسلحين. ونقلت وكالة «رويترز» عن ضابط من الشرطة الاتحادية، أن القادة مجتمعون «لتعديل خططهم». وقال الضابط إن «خطط الهجوم الجديدة يجب أن تتلاءم مع التضاريس المعقدة والأزقة الضيقة». وأوضح أن «الشوارع الضيقة تمنعنا من استخدام العجلات المدرعة، وهذا الأمر بالتأكيد سيجعل من جنودنا عرضة لنيران العدو. الخطط الجديدة تحت الدراسة ستكون كفيلة بمعالجة هذا الأمر». وإلى جانب خوض المعارك ضد مسلحي التنظيم، تمكنت الشرطة الاتحادية أمس من إجلاء عشرات الأسر النازحة من منطقتي باب الطوب ومحطة القطار في وسط الموصل، ونقلتها بسياراتها إلى جنوب المدينة. وتزامنا مع معارك تحرير المدينة القديمة، دارت أمس معارك بين قوات جهاز مكافحة الإرهاب في أحياء العروبة والآبار ونابلس في غرب الموصل، ووصلت القوات إلى مشارف حي اليرموك ومداخل حي الثورة. وارتفعت أعداد النازحين من غرب الموصل منذ انطلاق عمليات تحريره في 19 فبراير (شباط) الماضي إلى نحو 152 ألف مدني. وقال وزير الهجرة والمهجرين، جاسم محمد الجاف، في بيان أمس، إن «فرق الوزارة آوت نحو 98 ألفا من النازحين في المخيمات، نُقل 25 ألفا منهم إلى مخيم حمام العليل ونحو 18 ألفا آخرين إلى مخيم مدرج مطار القيارة، ونحو 10 آلاف إلى مخيم الحاج علي، فضلا عن نقل 12 ألف نازح إلى مخيمات الجدعة جنوب الموصل». أما بالنسبة إلى مخيمات شرق الموصل، فنُقل 12 ألف نازح إلى مخيم جمكور، و13 ألفا إلى مخيمي حسن شام الأول والثاني، ونحو 8 آلاف إلى مخيم الخازر. وأشار إلى أن فرق الوزارة نقلت 54 ألف نازح إلى المناطق المحررة «للسكن مع أقاربهم» في شرق الموصل وجنوبها.
مشاركة :