من عالم الاقتصاد إلى دهاليز السياسة، ومروراً بالدفاع عن حقوق المرأة في التعليم والمساواة، واجهت المصرية –الأميركية دينا حبيب باول منعطفات عدة خلال سنواتها الـ43 ربيعاً، حتى تبوأت أخيراً منصب نائب مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة الرئيس دونالد ترمب. حياة حافلة مليئة بالإنجازات والطموحات رافقت باول، حتى أصحبت اليوم محل أنظار الإعلام الأميركي واهتمام المجتمع الدولي، بعد أن أعلن الرئيس ترمب تسميتها أخيراً نائبة الجنرال هيربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض. ويكاد يكون نادراً أن تتفق وسائل الإعلام الأميركية على مهارة إحدى الشخصيات التي تعمل ضمن فريق الرئيس ترمب، إلا أن دينا باول حازت تزكية الجميع بسيرتها الناجحة التي استمرت نحو 20 عاماً، تنقلت خلالها بين مساعدة السيناتورة كاي هيتشسون من ولاية تكساس، إلى عضو فريق البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، ثم وزارة الخارجية في القسم الثقافي الخارجي، لتصبح بعد ذلك رئيسة تنفيذية لمؤسسة «غولدمان ساكس» المالية العالمية في نيويورك، إضافة إلى مستشارة المبادرات المالية في مجموعة ترمب ومستشارة لابنته إيفانكا. وقال عنها ترمب: «تتمتع دينا بموهبة هائلة، وهي نموذج للمرأة التي عملت في المجالين الحكومي والخاص، وحققت الكثير من الإنجازات، ودعمها تمكين للمرأة في المجال الاستراتيجي والأعمال». تعود نشأة دينا إلى عام 1973 في العاصمة المصرية القاهرة، لتنتقل بعد ذلك مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأميركية بدالاس في ولاية تكساس وهي ذات الأربعة أعوام؛ إذ عمل والدها سائق حافلة وبعد ذلك بدأ عمله التجاري مع زوجته في مطعم عربي. وبدأت حياة دينا العملية فعلياً عندما درست البكالوريوس في السياسة والقانون بجامعة تكساس - أوستن، وانضمت إلى فريق السيناتور الجمهورية كاي هيتشسون متدربة في مكتبها بمجلس الشيوخ بواشنطن. وفي الـ29 من عمرها، انضمت دينا باول إلى فريق الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2005 لتكون بذلك أصغر موظفة في البيت الأبيض ذات أصول عربية، وتدرّجت في المناصب والعمل لتنتقل إلى العمل في وزارة الخارجية الأميركية في القسم التعليمي والثقافي الخارجي. وأخذت مسيرة دينا المهنية بعد 15 عاماً من العمل الحكومي منحى آخرا بالعمل في «وول ستريت» بنيويورك مقر المصارف الأميركية، وأحد أهم مواقع الأعمال العالمية. خلال فترة عملها في البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأميركية، وحتى بعد ذلك في مجموعة «غولدمان ساكس» المالية العالمية، تقول دينا إنها حرصت على تشجيع الكثير من النساء ليكنّ ناجحات ويدافعن عن حقوقهن. وأوضحت دينا، التي تعيش اليوم مع زوجها ريتشارد باول، رجل الأعمال، وطفليهما في واشنطن، في أحد اللقاءات الصحافية «عملت فترة سبعة أعوام في مجموعة (غولدمان ساكس) لتطوير مهاراتهم وبناء مشروعاتهم الخاصة، وقد استفاد من ذلك أكثر من 10 آلاف سيدة. وكان من نصيب نساء مصر التعاقد مع 300 قطاع عمل هناك».
مشاركة :