الإدارة الذاتية الكردية تغلق مقرات معارضيها شمال سوريا

  • 3/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أغلقت الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرقي سوريا مكاتب تابعة لأحزاب سياسية معارضة لها، متهمة إياها بعدم الحصول على تراخيص، وفق ما قال قيادي لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس. وأثارت هذه الخطوة امتعاض الأحزاب السياسية غير المنضوية في إطار الإدارة الذاتية وأبرزها المجلس الوطني الكردي، وهو تحالف من أحزاب كردية عدة ينضوي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ومقره إسطنبول. وقال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي في مقاطعة الجزيرة (الحسكة)، حكم خلو: «نحن نطبق قانون ترخيص الأحزاب السياسية الصادر منذ ثلاث سنوات (عن الإدارة الذاتية) والأحزاب التي لم ترخص مكاتبها سوف يتم إغلاقها بشكل قانوني». وأعلن الأكراد، وعلى رأسهم حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الحزب الكردي الأبرز في سوريا، في عام 2013 إقامة إدارة ذاتية مؤقتة في مقاطعات الجزيرة (الحسكة) وعفرين (ريف حلب) وكوباني (عين العرب). وفي العام اللاحق، أصدرت الإدارة الذاتية قانونا ينظم عملية منح التراخيص للأحزاب السياسية في مناطق سيطرتها. وأوضح خلو أن عملية الإقفال «لا تشمل فقط مكاتب المجلس الوطني الكردي»، لافتا إلى أنه «تم توجيه إنذارات عدة إلى تلك الأحزاب، لكنها لم تقدم الأوراق المطلوبة لنيل الترخيص». ويأتي بدء إقفال مكاتب حزبية في الحسكة بعدما انتهت الأربعاء مهلة 24 ساعة حددتها الإدارة الذاتية للأحزاب السياسية التي لم تتقدم لنيل ترخيص منها. ويختلف المجلس الوطني الكردي مع حزب الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب الكردية)، في مقاربته للقضية الكردية. وعارض إقامة الإدارة الذاتية وإعلان النظام الفيدرالي في شمال سوريا في مارس (آذار) 2016. ورأى القيادي في المجلس الوطني الكردي، محسن طاهر، في تصريح للوكالة، أن «ما قام به حزب الاتحاد الديمقراطي في الآونة الأخيرة من إغلاق للمكاتب (...) لا يخدم الصف الكردي والموقف الكردي في هذه المرحلة». ودعا حزب الاتحاد الديمقراطي إلى «قراءة الواقع السياسي والميداني»، موضحا أن «هذه الأعمال لن تفيدهم، بل على العكس ستساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة وزيادة الشرخ في الشارع». وقال عضو المجلس الوطني الكردي فؤاد عليكو، لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف من بيروت: «هذه الممارسات تأتي في إطار التطهير السياسي لكل من هو معارض (...) والتضييق على نشطاء وقيادات المجلس الوطني الكردي بعد مهاجمة مقرات المجلس وأحزابها واعتقال قيادات منها». وأقفلت الإدارة الذاتية أول من أمس (الأربعاء) مقرّ المنظمة الآشورية الديمقراطية، أحد أقدم الأحزاب الآشورية، في مدينة الحسكة وختمته بالشمع الأحمر، وفق ما أعلن المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، مدينا ما وصفه بـ«الممارسات التعسفية». وينضوي هذا الحزب أيضا في الائتلاف السوري المعارض. وتعليقا على الانتقادات التي طالت الإدارة الذاتية بهذا الصدد، توجه خلو إلى من يعتبرون أن «الإدارة الذاتية غير قانونية» بالقول: «فليتفضلوا ويملأوا الفراغ الذي خلفه خروج النظام السوري من المؤسسات»، مضيفا: «نحن موجودون حتى لو كان ذلك بشكل مؤقت حتى الوصول إلى صيغة مشتركة بين جميع الأطراف». وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردية دعما من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي ترى أن الأكراد هم الأكثر فعالية في قتال تنظيم داعش. ويريد الأكراد تحقيق حلم طال انتظاره بربط مقاطعاتهم الثلاث، من أجل إنشاء حكم ذاتي فيها على غرار كردستان العراق.

مشاركة :