طلب معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA)، الجمعية العالمية لخبراء الاستثمار، من القاعدة العالمية لأعضائه قياس تأثير الشكوك السياسية الحالية على صناعة إدارة الأصول. وقد كشف الاستطلاع الذي شمل نحو 1500 خبير استثمار من حول العالم، وتم في شهر فبراير/ شباط 2017، عن آراء المستثمرين عالميًا بخصوص الانعكاسات المحتملة للمناخ الجيوسياسي المتجه نحو التحول السريع. ويأتي هذا بعد استطلاع العضوية الذي تم في يوليو/ تموز 2016 بعد استفتاء المملكة المتحدة حول التأثير المحتمل لقرار المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي. وأظهرت الإجابات أن القلق من تأثير الخطر الجيوسياسي في مجال الاستثمار قد تنامى منذ تصويت يوليو 2016. فالتغيرات في البيئة الجيوسياسية متوقع على نطاق واسع أن تكون ذات تأثيرات طويلة المدى على الأسواق المالية. وتتوقع الغالبية العظمى ممن شملهم الاستطلاع (70 في المئة) أن تتضرر عوائد الاستثمار بالشكوك الجيوسياسية على مدى من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة. ومع هذا، بالرغم من المخاطر التي ذكرها الأعضاء في استطلاع الرأي، ذكر الغالبية العظمى من مديري المحافظ الاستثمارية (71 في المئة) أنهم لم يغيروا من إستراتيجيتهم كنتيجة لتصويت البريكسيت. خبراء الاستثمار البريطانيين قلقين على وجه التحديد من تأثيرات البريكسيت، إذ ذكر 70 في المئة أن البريكسيت تسبب في تدهور القدرة التنافسية لسوق المملكة المتحدة. وبالتساوي مع هذا، عند تقييم الجاذبية النسبية للمراكز المالية الدولية، حدد الغالبية الساحقة ممن شملهم الاستطلاع لندن باعتبارها أكبر خاسر من البريكسيت. وفي نفس الوقت، تم اعتبار فرانكفورت ودبلن ونيويورك وباريس أكبر الرابحين. وكشف الاستطلاع أيضًا أن قرابة ثلاثة أرباع من شملهم الاستطلاع من دول الاتحاد الأوروبي يتوقعون أن تقلل الشركات في أسواقهم من وجودها في المملكة المتحدة كنتيجة للبريكسيت. علاوة على هذا، تعكس النتائج اعتقاداً متنامياً بأن البريكسيت سوف تطلق شرارة مزيد من الخروج من الاتحاد الأوروبي. يرى 59 في المئة ممن شملهم الاستطلاع أن مزيدًا من الخروج من الاتحاد الأوروبي مرجح، وهو ما يمثل زيادة 10 في المئة عن استطلاع يوليو 2016. كما أن نسبة من يرون احتمالية تفسخ المبيعات الكبيرة للاتحاد الأوروبي قد ارتفعت من 21 في المئة لتصل إلى 36 في المئة. ويرى الغالبية (53 في المئة) أيضًا احتمالية تفكك المملكة المتحدة الناتج عن نجاح استفتاء الاستقلال الاسكتلندي. علاوة على تقييم تبعات البريكسيت، طُلِبَ ممن شملهم الاستطلاع تقييم المخاطر السياسية الدولية الأخرى. حدد سبعة وستين في المئة من خبراء الاستثمار انتخاب الرئيس ترامب باعتباره الخطر السياسي ذو التأثير الأكبر على إستراتيجية الاستثمار، وتلاه الانتخابات الفرنسية في 2017، حيث اعتبرها 10 في المئة ممن شملهم الاستطلاع الخطر السياسي الأهم. إلى ذلك، قال الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد CFA، باول سميث: «الحالة الحالية من الشك السياسي في أعقاب استفتاء المملكة المتحدة والانتخابات الرئاسية الأمريكية لها تأثير واضح على توقعات خبراء الاستثمار للسوق. ومع هذا، من المهم تذكُّر أن الخطر الجيوسياسي ليس بجديد على أي حال من الأحوال: فيما عدا السنوات العشرين التي تلت 1989 وسقوط حائط برلين، ظل الخطر الجيوسياسي في الحقيقة سمة دائمة للأسواق المالية. وأيضًا هو مجرد واحد من العديد من التحديات والمحركات المحتملة للتغيير في صناعة الاستثمار؛ فقلة الثقة في الصناعة المالية، وتصور أن الخبراء الماليين يحصلون على أكثر مما يستحقون، وتزايد القوانين، وظهور التكنولوجيا المالية، كلها أمور سوف تشكل أيضًا مستقبل الأسواق». وأردف «في هذا المناخ، من الضروري لخبراء الصناعة أن يقدموا قيمة واضحة من خلال الإدارة الماهرة للأصول وأن يكسبوا ثقة المستثمرين الحاليين والمحتملين. كمؤسسة، يساعد معهد CFA الخبراء على فهم التأثيرات المحتملة لهذه التحولات وضمان امتلاكهم للمعرفة والمهارات اللازمة لحماية مصالح المستثمرين». من جانبه، قال محلل مالي معتمد، المدير التنفيذي لمعهد CFA في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، غاري بيكر: «تُثبِت آراء خبراء الاستثمار التي تم الكشف عنها في هذا الاستطلاع أن المنطقة تواجه تحديات خطيرة في السنوات القادمة. والتوقعات بأن الكثير من الشركات ستقلل من وجودها في المنطقة سبب رئيسي للقلق، خصوصًا أمام خلفية الأسواق في باقي العالم التي تعاني بعض التدهور. إن دورنا كأكبر جمعية في العالم لممتهني الاستثمار هو ضمان تزويد أعضائنا من ذوي المهارات التعليمية للتكيف مع بدء نظام عالمي جديد، ومواصلة الدعوة لأعلى معايير الأخلاق والنزاهة والمهنية عبر هذه الصناعة «.
مشاركة :