تبدو مهمة تشكيل حكومة ائتلافية في هولندا أمرا صعبا في ظل وجود اليمين المتطرف.العرب [نُشر في 2017/03/17، العدد: 10574، ص(5)]مهمة مثقلة بالتحديات لاهاي (هولندا) - سادت أجواء ارتياح لدى القادة الأوروبيين الخميس، غداة تصدر حزب رئيس الوزراء الليبرالي مارك روتي الانتخابات التشريعية الهولندية رغم تصاعد قوة اليمين المتطرف الذي حل ثانيا. واعتبر روتي، الذي فاز حزبه بـ33 مقعدا من أصل 150 مقعدا برلمانيا، أن الهولنديين أوقفوا بتصويتهم هذا المد الشعبوي الذي بدأ مع قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي ثم مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال روتي إن بلاده قالت “لا للشعبوية الخاطئة”، وذلك بعدما أظهرت استطلاعات الرأي الأولية تصدر حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الذي ينتمي إليه نتائج الانتخابات. وكتب الناطق باسم رئيس المفوضية الأوروبية مارغاريتيس سكيناس يقول إنه “تصويت من أجل أوروبا ضد المتطرفين”. وكانت نتيجة الانتخابات الهولندية موضع ترقب شديد لقياس مدى تصاعد حركة الشعبويين في أوروبا، في سنة انتخابية تشهدها عدة دول أوروبية. وفشل اليمين المتطرف في هولندا في إقناع عدد كاف من الناخبين بدعم مواقفه المتشددة تجاه هجرة المسلمين ومغادرة الاتحاد الأوروبي، إذ حصل حزب من أجل الحرية بزعامة خيرت فيلدرز على عدد من المقاعد أقل مما كانت تشير إليه التوقعات. ولم يتمكن فيلدرز من الحصول على المقاعد الـ36 التي كانت تتوقعها استطلاعات الرأي أو من بلوغ الرقم القياسي الذي حققه في 2010 حين فاز حزبه بـ24 مقعدا، واكتفى هذه المرة بعشرين مقعدا فقط. وتبدو مهمة تشكيل حكومة ائتلافية أمرا صعبا في ظل وجود اليمين المتطرف، حيث كتب فيلدرز في تغريدة يقول “يا ناخبي حزب الحرية، شكرا! النجاح الأول تم إحرازه”، مؤكدا أن “روتي لم يتخلص مني بعد”. وأعلن النائب اليميني المتطرف أنه مستعد للمشاركة في ائتلاف حكومي رغم رفض سائر الأحزاب مسبقا التعاون معه، لكن من غير المرجح أن يتحالف روتي مع فيلدرز. ويقول المحلل غيرتن فالينغ، الباحث في التاريخ في جامعة لايدن، إنه في ظل هذه الخارطة السياسية المشتتة سيكون من الصعب على العديد من الأحزاب الفائزة التفاوض حول العديد من التحديات وأن تجد تفاهما مشتركا. وأضاف “لكن اعتقد أنه في خلال بضعة أشهر، سنرى تشكيل حكومة يمين وسط على أساس هذه النتائج”.
مشاركة :