حفلت الساحة السورية بمتغيرات كبيرة مع سقوط مئات آلاف القتلى ومثلهم من الجرحى، ونزوح ولجوء الملايين داخل البلاد وخارجها، فضلا عن تهدم ملايين المباني. وشهد كل عام في الثورة السورية مجموعة من المتغيرات الميدانية، من تبادل للسيطرة وتقدم وتراجع للأطراف الفاعلة، مع استمرار سقوط القتلى والجرحى، وتواصل القصف الجوي من قبل النظام وروسيا لمناطق المعارضة، واستمرار المعارك في جبهات أخرى. وتشير خريطة السيطرة الميدانية حاليا في سوريا، بحسب ما رصدته الأناضول، إلى سيطرة قوات النظام وحلفائه على 22% من مساحة الأراضي ما يقابل 41 ألف كم2، في حين تسيطر المعارضة على مساحات متفرقة شمالا وجنوبا، 14 منطقة منها محاصرة، على نسبة تصل إلى 15% وبمساحة تبلغ 26 ألف كم2. أما القوى الأخرى المسيطرة مثل تنظيم داعش الإرهابي الذي خسر مساحات كبيرة في العام 2016، فإنه يسيطر على أكبر مساحة في سوريا، في منطقة معظمها صحراوية وعدد سكانها قليل، وهي 43% بمساحة 79 ألف كم2، أما تنظيم "ب ي د" الإرهابي وذراعه العسكري "ي ب ك" الإرهابي امتداد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، فيسيطر على مساحة تبلغ 20%، بما تعادل 38 ألف كم2، بدعم أمريكي مباشر، ودعم من روسيا والنظام بشكل غير مباشر. ومع اختلاط الأوضاع كثيرا ميدانيا، وإعلان أممي سابق عن ارتفاع حجم القتلى في سوريا إلى أكثر من 400 ألف، إلا أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تمكنت من توثيق الضحايا المدنيين فقط في مناطق سيطرة المعارضة، نظرا لصعوبة التوثيق في جانب النظام، وصعوبة التوثيق في مناطق سيطرة داعش و"ب ي د". وأفادت الشبكة في تقرير حصاد السنوات، وصل الأناضول نسخة منه، أن حصيلة ست سنوات من الضحايا المدنيين فقط هي مقتل 206 ألفا و923 على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة، منذ آذار/مارس2011، حتى آذار/مارس 2017، حيث قتلت قوات النظام والميليشيات الإيرانية لوحدها 190 ألفا، و723 مدنيا بنسبة 92.17%. وقتلت القوات الروسية بحسب الشبكة أيضا 4102 مدنيا بنسبة 1.98%، فيما قتلت قوات (ب ي د) 529 مدنيا بنسبة 0.25%، والتنظيمات المتشددة 3731 مدنيا بنسبة 1.8% معظمهم من قبل تنظيم داعش. وتسببت فصائل المعارضة المسلحة بقتل 3819 مدنيا بنسبة 1.85%، وقتلت قوات التحالف الدولي 945 شخصا بنسبة 0.46%، فيما وثقت مقتل 3074 شخصا عبر جهات أخرى لم تتمكن من تحديدها بنسبة 1.49%. الشبكة وثقت كذلك مقتل 24 ألفا و799 طفلا على يد الأطراف الرئيسة في نفس الفترة، قتل النظام والميليشيات الإيرانية 21123 بنسبة 85.18%، وقتلت القوات الروسية 1154 طفلا بنسبة 4.65%، فيما قتلت قوات ب ي د 82 طفلا بنسبة 0.33%. أما التنظيمات المتشددة فقتلت 618 طفلا بنسبة 2.49%، وقتلت فصائل المعارضة المسلحة 886 بنسبة 3.57%. وقوات التحالف الدولي قتلت 356 طفلا بنسبة 1.44%، وتسببت جهات أخرى لم تحدد بمقتل 580 طفلا بنسبة 2.34%. كذلك قتل 23 ألفا و502 امرأة على يد الأطراف الرئيسة، قتل قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية 20627 منهن بنسبة 87.77%، فيما قتل القوات الروسية 768 امرأة بنسبة 3.27%، وتسببت قوات ب ي د بقتل 62 امرأة بنسبة 0.26%، وقتلت التنظيمات المتشددة 536 امرأة، وقتلت فصائل المعارضة المسلحة 827، وقتلت قوات التحالف الدولي 207 امرأة، وجهات أخرى لم تحدد 475 امرأة. وفيما يخص القتلى جراء التعذيب، وثقت الشبكة مقتل 12987 شخصاً، النظام لوحده تسبب بمقتل 12882 بنسبة 99.2%، وقتلت قوات ب ي د 24 شخصا، والتنظيمات المتشددة 47، وفصائل المعارضة المسلحة 30، وجهات أخرى 4. الكوادر الطبية نالت نصيبها من القتل، حيث تسببت الحرب بمقتل 743 من الكوادر الطبية، تسبب النظام السوري، والميليشيات الإيرانية بقتل 595 شخصا من الكوادر بنسبة 80.08%، وتسببت القوات الروسية بقتل 41 بنسبة 5.52%، وقتل كل من "قوات ب ي د" 5، والتنظيمات المتشددة 40، وفصائل المعارضة المسلحة 27، وجهات أخرى 35 من الكوادر الطبية. آلة الموت لم توفر العاملين في الحقل الإعلامي، فوثقت الشبكة مقتل 615 من الكوادر الإعلامية في السنوات الست السابقة، قتل النظام السوري والميليشيات الإيرانية 519 منهم بنسبة 84.39%، فيما قتلت القوات الروسية 13 إعلاميا، وقتل كل من "ب ي د" 3، والتنظيمات المتشددة 47، وفصائل المعارضة المسلحة 19، وجهات أخرى 14 من الإعلاميين. ووثقت الشبكة استهداف مراكز حيوية خلال السنوات الست منها تسجيل 612 حادثة اعتداء على منشآت طبية، على يد النظام وروسيا، بالإضافة إلى تسجيل 3939 حادثة اعتداء على المدارس خلال الفترة ذاتها. وفي ذات الإطار، ألقى طيران النظام خلال هذه السنوات ما لا يقل عن 47 ألفا و336 برميلا متفجراً، على مختلف المناطق السورية التابعة للمعارضة، أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف مدني. ونتيجة لما سبق من تطورات وتصاعد لأعمال العنف في البلاد، وتعدد الأطراف المختلفة، اضطر ملايين من المواطنين للنزوح واللجوء داخل البلاد وخارجها، إلى مناطق أكثر أمنا، وبعضهم عبر البحار للوصول إلى أوروبا. وتقدر أرقام النازحين داخل البلاد بأكثر من 7 ملايين نارح، متوزعين في مناطق سيطرة النظام، والتي لا تشهد قصفا جويا، وبعض مناطق المعارضة، فيما يبلغ عدد اللاجئين خارج البلاد أكثر من 7 مليون لاجئ أيضا، ويشكل الأطفال أكثر من 50% منهم، بينما تبلغ نسبة النساء 35%، و15% رجال. وبحسب الشبكة فقد احتلت تركيا صدارة الدول التي استقبلت لاجئين، حيث بلغ عددهم نحو 3 ملايين لاجئ، وتؤكد معطيات حكومية هذا الرقم، فيما بلغ عدد اللاجئين في لبنان أقل من مليونين، ونحو مليون ونصف المليون آخرين في الأردن، فيما يبلغ عددهم في العراق أكثر من 500 ألف، وما لا يقل عن 270 ألف في مصر، فضلا عن لجوء قرابة 40 ألف لاجئ إلى تونس والجزائر وليبيا. وهناك لاجئون وصلوا إلى أوروبا أرقامهم غير واضحة، إلا أنها تقدر بمئات الآلاف. وقدرت الشبكة أعداد النازحين بقرابة 7.4 مليون شخص، وقد ارتفع عددهم بعد تهجير الناس من أحياء حلب الشرقية، وداريا، والمعضمية، والزبداني بريف دمشق. وتؤكد الشبكة أن الاطفال النازحين والمشردين من منازلهم عددهم لايقل عن 2.7 مليون طفل، والاطفال خارج العملية التعليمية داخل سوريا 2.4 مليون طفل، والاطفال خارج العملية التعليمية خارج سوريا 1.3 مليون طفل. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :