خمس جولات فقط تفصلنا عن نهاية "دوري جميل" بكل مبارياته وأحداثه وتفاصيله، الهلال يقترب من حسم اللقب، الأربعة الكبار معاً في مقدمة الترتيب للمرة الأولى منذ أعوام طويلة، صراع مثير على الهروب من الهبوط، في دائرة واسعة تضم نحو ثمانية أندية في ظاهرة لافتة، مستويات متأرجحة غير مقنعة، أطراف المنافسة في الدوري، بمن فيهم المتصدر بعيدون عن المستويات الفنية المتميزة وفق جماهيرهم، على الرغم من ثباته في قمة الترتيب، مفاجآت قوية حفلت بها مباريات الدوري، لم يشهدها أيضا ًمنذ مواسم بعيدة، كل تلك العناوين في كفة واحدة، وتراجع نجومية اللاعبين عموماً في كفة ثانية، زاد ذلك سوءاً الظهور الباهت للاعبين الأجانب، الذي صاحبه سوء اختيار الأندية هذا الموسم، حتى أن هداف الدوري مهاجم الأهلي عمر السومة، ليس في أفضل حالاته الفنية، وإذا ما تم استثناء بعض اللاعبين المحليين القلائل في ثبات مستوياتهم الفنية إلا أن البقية لم ينجح أحد. سيكون من الصعب على النقاد الرياضيين مع نهاية هذا الموسم، اختيار نجم واحد لفتت مستوياته الفنية أنظار الجميع، إذ لم يبرز لاعب واحد يستحق لقب نجم الموسم، في ظل التهاوي الفني الكبير في مستويات اللاعبين تحديداً من دون النظر للشكل الفني العام لأي فريق، وينسحب ذلك على الخطوط والمراكز كافة، خصوصاً على صعيد حراسة المرمى والهجوم، ثم الوسط، ما يهدد استكمال مشوار المنتخب المقبل، وهو بيت القصيد في هذا المشهد، ما يتطلب مراجعة الكثير من نجوم "الأخضر" لحساباتهم قبل المنافسات الحاسمة المقبلة. لاعبا الوسط الهجومي في الاتحاد فهد المولد، ومعه من الهلال نواف العابد، هما الأبرز على صعيد اللاعبين المحليين، وحتى على مستوى المنتخب الأول في بداية الموسم، إلا أن كلا اللاعبين الشابين لم يحافظ على ثبات أدائه الفني، فيما تبقى من موسمه، فضلاً عن بحثهما عن التطور المطلوب في المستوى، فكان التذبذب سيد الموقف في مسيرتهما، تأثراً بالبقية من اللاعبين المحليين، الغائبين تماماً عن مساري التألق والنجومية. وعلى صعيد اللاعبين الأجانب لاتزال الأندية تدور في حلقة مفرغة من الإخفاق المتواصل، في البحث عن العناصر المناسبة، وبأقل تكلفة مادية، وربما تصادق فترة الانتقالات الصيفية المقبلة على ذلك، مع توقعات كبيرة بتسريح أعداد كبيرة من اللاعبين الأجانب، في طريقهم إلى المغادرة، دونما أثر فني واضح، ليتواصل المسلسل ذاته في جلب البدلاء، قبيل انطلاقة الموسم المقبل.
مشاركة :