كفوف الحناء وقياس التغيير

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 63
  • 0
  • 0
news-picture

برامج وسائل التواصل الاجتماعي كما ذكرت في غير مقال عجلت بالتغيير الاجتماعي, بل إنها فتحت فجوات واسعة بين الأجيال, بل إنها بقوتها اكتسحت المتوقع ونتج عنها قفزات ثقافية واجتماعية واقتصادية كبيرة, فمعها تخلى بعض العلماء عن مشالحهم بل إن بعضهم تخلى عن الغترة والطاقية في آن واحد, وتوشح الشال.., ومعها بات صوت المرأة ثروة وليس عيباً أو عورة.. شخصياً لا أرى بأساً في ذلك بل أراه مهارة وسرعة استيعاب للتطورات العلمية وذكاء ومهارة في الاستفادة منها.., فقط أقف رفضاً لمن يحرم على الآخرين ما يحلله لنفسه, وأقف رفضا لمن يحرم على أبناء غيره ما يحلله لابنائه.., واقف رفضاً لمن يريد أن يلزمني بقناعاته مهما كانت.. حين تقوم داعية باستخدام برنامج سناب شات لتقديم فكرها, أو تقوم مدربة في تطوير الذات بتقديم دورات مدفوعة الثمن باستغلال تلك البرامج فإن هذه وتلك أيضاً استثمرن اقتصادياً في التقنية الحديثة, وحين يقوم شاب بتقديم دروس في فن الطهي فإنه يفعل ذلك ويبرهن مع غيره من نساء ورجال صغار وكبار أن المجتمع يتغير بسرعة تفوق التوقعات والتقديرات, ففي مثل مجتمعنا نتعلم من رجل فن الطهي ومن سيدة فن الإدارة إذن نحن نتغير بسرعة ترفض معها أي حجة تقول: إن المجتمع لا يريد هذا أو ذاك... وحين تستطيع شابة ومن خلال صوتها فقط أن تتحول لأيقونة إعلانات متحركة ورسوم إعلانها تتفوق على بعض الوسائل الإعلامية التقليدية فنحن أمام مشهد اقتصادي خريطته لا تخضع للنظريات العلمية بل لسرعة انتهاز الفرص في عالم سريع التقدم العلمي عالم تصبح فيه على ابتكار وتمسي فيه على آخر.., عالم مليء بالمخاوف لمن يرى بعين واحدة فقط.., ولمن يعتقد ان جميع ما في الكتب العلمية من نظريات اقتصادية قديمة تصلح ليومنا هذا.. سيدة سعودية لم تذهب لأبعد من مدرسة تعليم الكبيرات باتت جزءاً من السناب شات بل إنها تقدم نصائحها لبنات اليوم في كيفية الحفاظ على الزوج مؤكدة أن الزوج مثل الجريش..؟ الإشكال هنا أن أغلب المتلقيات لا يعرفن فن طبخ الجريش ليدركن فلسفتها مما جعل من فتاة تعضهن باحترام الزوج دون التخلي عن الاستقلالية والاعتماد على النفس تجد في نفوسهن قبولاً أكثر والنتيجة أن أغلبهن يسمعن أم حمود للتسلية ويقفن أمام بنت جيلهن فكرياً وقبولاً وعملًآ.., ومع ذلك أم حمود صامدة ومتطورة فقد كانت تكتفي بصوتها واليوم باتت تبرز كفيها وهما يزهوان بخطوط الحناء الأحمر وكأنها تؤكد أن للتجميل أدواته منذ القدم وأن مساحة الضوء تتسع للجميع..

مشاركة :