سيئول - (أ ف ب): أكد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أمس الجمعة أن قيام بلاده بعمل عسكري يستهدف كوريا الشمالية هو «خيار وارد»، مشددا على أن سياسة الصبر التي تنتهجها واشنطن حيال بيونج يانج انتهت. وأشار الوزير إلى ضرورة وقف برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، في تصريحات قوية يبدو أنها تنذر بتغيير كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه الدولة الانعزالية. وقال تيلرسون للصحفيين «لا نرغب بالتأكيد في أن تصل الأمور إلى نزاع عسكري»، إلا أنه أضاف «إذا زادوا من خطورة برنامجهم للأسلحة إلى حد يحملنا على الاعتقاد أن الامر بات يتطلب تحركا، فسيصبح هذا الخيار واردا»، مشددا على ان «سياسة الصبر الاستراتيجي التي تنتهجها الولايات المتحدة انتهت». وأوضح خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونج-سي أن «سياسة الصبر التي تنتهجها الولايات المتحدة انتهت»، مضيفا «نبحث مجموعة جديدة من الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية. جميع الخيارات مطروحة». واستخدم مصطلح «الصبر الاستراتيجي» لوصف سياسة الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس السابق باراك أوباما عندما استبعدت واشنطن التعامل مع بيونج يانج حتى تقدم الأخيرة التزاما ملموسا لنزع السلاح النووي، على أمل بأن تحدث التوترات في الداخل تغييرا ما. وتعد زيارة تيلرسون لآسيا والتي تشكل كوريا الجنوبية المحطة الثانية فيها، أول محاولة له لإدارة أزمة. وتأتي تصريحاته الأخيرة بعدما أعلن من طوكيو أن الجهود المبذولة على مدى 20 عاما لنزع السلاح النووي في الدولة الشيوعية قد أخفقت. وتسعى الدولة الشيوعية منذ زمن طويل لتصبح قوة نووية، حيث أجرت أولى تجاربها عام 2006 رغم المعارضة الدولية. وأتبعت ذلك بأربعة تجارب أخرى، اثنتان منهما العام الماضي. وواصلت تحدي المجتمع الدولي حتى بعد فرض رزمتين من العقوبات الدولية عليها، حيث أجرت الأسبوع الماضي تجاربا أطلقت خلالها مجموعة من الصواريخ الباليستية سقطت ثلاث منها في المياه قبالة اليابان. وحذر تيلرسون من سيئول من أن السماح لكوريا الشمالية بالإبقاء على مستواها الحالي في تكنولوجيا السلاح سيمنحها «قدرات كبيرة ستمثل تهديدا حقيقيا». وسيتوجه الوزير الأمريكي اليوم السبت إلى بكين للضغط عليها لبذل المزيد من الجهود لكبح جماح بيونج يانج. وقال تيلرسون «لا أعتقد أننا وصلنا قط إلى أعلى درجة من التحرك الذي يمكن القيام به بناء على قرار مجلس الأمن الدولي بمساهمة جميع الدول.. نعرف أن باقي الدول قادرة على التحرك» بشكل أكبر. وكان رئيس الدبلوماسية الأمريكية قد زار في وقت سابق من يوم الجمعة المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. وتحت أنظار جنود كوريين شماليين يقفون على أهبة الاستعداد، زار تيلرسون منطقة بانمونجوم الأمنية المشتركة، المحمية من كوريا الشمالية وقوات تابعة للأمم المتحدة تقودها الولايات المتحدة منذ انتهاء الحرب الكورية بهدنة عام 1953. وراقب جنود الشمال تحركات تيلرسون من جانبهم من الخط الفاصل الذي تميزه كتل من الاسمنت مرصوفة على الأرض. وفي لحظة ما، لم يكونوا إلا على بعد بضعة أمتار عن تيلرسون حيث التقط أحدهم صورا للوزير. وكان تيلرسون قد وصل إلى قاعدة أوسان الجوية الواقعة في كوريا الجنوبية قادما من اليابان قبل أن يستقل طائرة مروحية من طراز «بلاك هوك» لرحلته إلى المنطقة المنزوعة السلاح، حيث التقى قائد القوات الأمريكية المتمركزة في الجنوب البالغ عددها 28 ألفا.
مشاركة :