الرواية العراقية بين حرائق الداخل والخارج بقلم: علي حسن الفواز

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

المنفى لم يقدم للكتاب العراقيين أفكارا جديدة وأسلوب كتابة جديدا في المقابل يرى الربيعي أنه ليس لدينا حركة نقدية مواكبة ومتطورة تستوعب كل ما يكتب في السرد، أو تستطيع تصنيف ورسم ملامح التجربة التي وصلت إليها الرواية العراقية، فنحن أصلا لم نكن ساحة نقدية، بمعنى التأصيل والتنظير، بقدر ما كانت كتابات الأوائل تشير إلى ما تنتجه هذه الساحة من إبداعات. ويحاول الجيل الحالي تأطير مساحته النقدية باتجاه العمق وقراءة المنتج، بيد أنها في مراحلها الأولى. ويحاول الروائي والناقد علي لفتة سعيد أن يضعنا أمام تصوّر نظري عن هذه الإشكالية قائلا “لا يمكن لأحد أن ينكر تأثير عملية الاغتراب عن البلد بالنسبة إلى الروائي المغترب عن الحركة الإنتاجية وإبداعها، لأنه أمام مساحات أوسع من المعرفة واكتسابها، ومن التأمل والاغتراف منه، ومن الاحتكاك وصقل الموهبة. هذا الأمر لا مفر من التأكيد عليه، لأنه حقيقة مُسلّم بها من ناحية الاطلاع على تجارب العالم من خلال اللغة الأم، إذا ما عرفنا أن الترجمة قد تكون خائنة في إيصال أهداف العمل إلى الأديب الذي ظل في بلده ولم يغترب”. ويتساءل علي لفته “هل يمكن لنا القول إن النتاج الروائي للأديب العراقي المغترب سيكون محليا بالدرجة ذاتها في ما يتعلق بالأديب في الداخل؟ وهل يمكن أن يحقق الأديب المغترب تلك الهوية التي تميز هذه الرواية عن تلك بمجرد أنه تمكّن من الاطلاع والاحتكاك والمعرفة والمران؟ في رأيي الأديب المغترب ربما يكون نتاجه أكثر جودة ومهارة من نتاج الأديب في الداخل العراقي، وأقرب إلى المدارس الأوروبية، لكنه لن يحقق الهوية العراقية التي يمكن أن تشير إليه خارج التسمية التعريفية.

مشاركة :