الرئيس الأميركي دونالد ترمب و المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي أقيم في البيت الأبيض. (غيتي) القاهرة: «المجلة» دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الحلفاء الأوروبيين للقيام بدورهم لدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقال إنه سيسعى إلى اتفاقات تجارية «عادلة»، وذلك خلال اجتماعه، أمس الجمعة في واشنطن، للمرة الأولى مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية، فقد اتخذت ميركل مواقف مختلفة تماما عن ترمب في قضايا تتراوح من أزمة اللاجئين مرورا بالتجارة وحتى دور المنظمات الدولية، ولكن كلا الجانبين سعى إلى تجاوز الخلافات بينما يقومان بتهيئة الأجواء للعلاقات عبر الأطلسي كي تمضي قدما. وبدا ترمب في وقت ما كمن يهدف إلى التمهيد للحديث عبر نكتة حول كون الزعيمين ضحيتين للتنصت. ومع ذلك، بدا تفاعلهما يفتقر إلى دفء سنوات الصداقة الطويلة بين ميركل وسلف ترمب، باراك أوباما. وقال ترمب فيما يتعلق بالإدارة السابقة: «على الأقل لدينا شيء مشترك، ربما»، في إشارة إلى تنصت وكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إيه) على الهاتف المحمول لميركل خلال إدارة أوباما، قبل ما يقرب من أربع سنوات. وأعقب النكتة ضحك متقطع متأخر، بينما ظهرت ميركل مرتبكة، تعيد ضبط الأوراق التي تحملها على منصة المؤتمر الصحافي وتظهر عدم رغبتها في إعادة التطرق إلى موضوع وكالة الأمن القومي. وقالت ميركل ردا على سؤال حول تفاعلها مع ترمب، الذي لم يكن له تاريخ سياسي مهني، إن الأشخاص يدخلون إلى عالم السياسة بطرق مختلفة، وهذا يحقق التنوع «وهو أمر جيد». واعترفت أنه في بعض الأحيان يكون من الصعب الوصول لتفاهم، لكنها اعتبرت ذلك أمرا طبيعيا. ولو لم يكن هذا موجودا، كما قالت، فلن تكون هناك حاجة للسياسيين. وعلى سبيل المثال، بدا ترمب يهاجم موقف ميركل المرحب تجاه اللاجئين، معلنا أن على الحكومات أن تضع سلامة المواطنين في المقام الأول. وكان أحد أكثر الأعمال البارزة لترمب سعيه لتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة. وقال ترمب: «يجب علينا أن نحمي مواطنينا من أولئك الذين يسعون لنشر العنف.. الهجرة امتياز وليست حقا، وسلامة مواطنينا يجب أن تأتي دائما في المقام الأول». وبشأن التجارة، شدد ترمب على أنه ليس انعزاليا – وإنما مجرد شخص يريد صفقات تجارية عادلة – واعتبر أن المفاوضين التجاريين لألمانيا «أدوا بشكل أفضل» من نظرائهم الأميركيين. وفي حديثه للصحافيين قبل أن يجلس الزعيمان لغداء من أجل مناقشة القضايا الاقتصادية، بما في ذلك الميزان التجاري الألماني مع الولايات المتحدة، قال: «كل ما أريده هو الإنصاف». وذكرت ميركل أنها لا تزال ترغب في رؤية السعي لتحقيق اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي تعتقد أنه يمكن اعتباره اتفاقا ثنائيا من النوع الذي يفضله ترمب. وسعى الزعيمان لإيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا الاقتصادية في وقت سابق من اليوم خلال اجتماع نقاشي لقادة أعمال أميركيين وألمان بشأن أهمية التدريب المهني. وقالت ميركل إنها وترمب ناقشا مساهمة ألمانيا في حلف شمال الأطلسي، ومشاركتها العسكرية في أفغانستان، التي تقول إن ألمانيا ستواصلها. لكن ترمب وصف الحلفاء الأوروبيين بأنهم ينتفعون بالإنفاق الدفاعي الولايات المتحدة، وهو أمر «ظالم جدا للولايات المتحدة.. ينبغي على هذه الدول دفع ما عليها»، ومع ذلك، شكر ميركل على التزام ألمانيا بزيادة مساهمتها في حلف الناتو إلى 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وذكرت الزعيمة الألمانية أيضا أنها «ممتنة جدا» أن إدارة ترمب ملتزمة تجاه عملية مينسك. وقالت: «يجب أن يكون هناك حل آمن ومضمون لأوكرانيا». وكان الاجتماع بين الزعيمين تم تأجيله من يوم الثلاثاء الماضي بسبب عاصفة شتوية في وقت لاحق على ساحل الولايات المتحدة الشرقي.
مشاركة :