بدء خروج مقاتلين سوريين وعائلاتهم من حي الوعر بموجب اتفاق مع الحكومة

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وسائل إعلام رسمية وشاهد من رويترز إن مقاتلي معارضة وعائلاتهم بدأوا يخرجون من آخر معقل لهم بمدينة حمص السورية يوم السبت بموجب اتفاق مع الحكومة تدعمه روسيا ويتوقع أن يكون أحد أكبر عمليات الإجلاء من هذا النوع. ويسلط الاتفاق الضوء على اليد العليا للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب مع اختيار المزيد من مقاتلي المعارضة مغادرة المناطق التي دافعوا عنها لسنوات بمقتضى اتفاقات تعتبر انسحابا جرى التفاوض عليه إلى مناطق أخرى من البلاد. وغادرت حافلات حي الوعر في حمص الذي كان مركزا مبكرا للانتفاضة الشعبية ضد الأسد. وقال نشطاء من المعارضة في الوعر والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن ما بين 10 آلاف و15 ألفا من المقاتلين والمدنيين سيغادرون على دفعات خلال الأسابيع المقبلة بموجب الاتفاق. وقال طلال البرازي محافظ حمص لرويترز إنه يتوقع مغادرة 1500 شخص إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة شمال شرقي حلب يوم السبت بينهم 400 مقاتل على الأقل وأن معظم سكان الوعر سيبقون في الحي. وتابع أن الترتيبات والواقع على الأرض يشير إلى أن الأمور ستسير على ما يرام. ووصفت الحكومة السورية هذه الاتفاقات بأنها وسيلة جيدة لكي تقترب البلاد بشكل أكبر من السلام بعد صراع دائر منذ ست سنوات. ولكن المعارضة تصف هذه الاتفاقات بأنها وسيلة لإرغام المعارضين للأسد على النزوح بعد سنوات من القصف والحصار. وقال البرازي إنه إضافة إلى الهلال الأحمر العربي السوري فإن قوات روسية وسورية تشرف على الإجلاء الذي أضاف أنه سيستغرق نحو ستة أسابيع. وأبدى تفاؤله من أن يمهد خروج مقاتلي المعارضة بالكامل من هذا الحي الطريق أمام اتفاقات وتسويات أخرى. وتابع أن هناك اتصالات قائمة مع مناطق أخرى تحت سيطرة المعارضة شمالي حمص للتوصل لاتفاقات مماثلة ومن بينها بلدتا الرستن وتلبيسة. وتزداد مساعي حكومة الرئيس بشار الأسد للضغط على المناطق المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة للاستسلام وقبول ما تطلق عليه اتفاقات المصالحة. وكان الأسد قال في مقابلة مع قناة فينيكس التلفزيونية الصينية الأسبوع الماضي "الحل الوحيد تمثل في تلك المصالحات بين الحكومة ومختلف المسلحين في سوريا" مضيفا أنه لم يتوقع أي شيء من محادثات جنيف حيث اختتمت محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة الشهر الجاري دون انفراجة. وفي بث مباشر من حي الوعر أجرى التلفزيون السوري لقاء مع ضابط روسي برتبة كولونيل قال عبر مترجم إن الأمن سيعود قريبا إلى الحي. وقال إن هذا الاتفاق تم التوصل إليه تحت رعاية الجانب الروسي وسينفذ بضمانات روسية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحافلات ستتوجه إلى منطقة جرابلس التي يسيطر عليها مقاتلو معارضة مدعومون من تركيا وتقع في ريف حلب الشمالي. وأضاف أن العملية ستكون بعد استكمالها أكبر عملية إجلاء منذ اندلاع الحرب من حي واحد في سوريا يقطنه نحو 40 ألف مدني وأكثر من 2500 مقاتل. وقال شاهد من رويترز إن عشرات الحافلات تقف عند معبر في انتظار التحرك من الوعر برفقة سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري. ونقل التلفزيون السوري عن قائد شرطة حمص قوله إن رجال الشرطة فتشوا الناس قبل أن تتحرك الحافلات. وذكر التلفزيون أن أكثر من 150 مقاتلا غادروا حتى الآن مسلحين بأسلحة خفيفة. وقال التلفزيون إن من الممكن نقل من تم إجلاؤهم في الأسابيع المقبلة إلى مناطق أخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في شمال سوريا بما في ذلك محافظة إدلب. وتابع أنه بمقتضى الاتفاق يمكن أن يبقى المقاتلون في الوعر إذا قاموا بتسوية أوضاعهم مع الحكومة. ونقلت قناة الإخبارية السورية الرسمية عن محافظ حمص قوله إن طريقا آخر سيفتح غدا الأحد لخروج ودخول المدنيين. وقال البرازي إن الحكومة ستبدأ في إعادة الخدمات للحي مع رحيل آخر دفعة من المقاتلين. ونقلت القناة عنه قوله إن مزاعم إجلاء سكان الوعر غير حقيقية. ويأتي الاتفاق بعد اتفاقات أخرى لم تنفذ بالكامل بين الحكومة وجماعات المعارضة في الوعر الذي تعرض لضربات جوية في الأسابيع الأخيرة. وكانت الحكومة سمحت في وقت سابق لمئات المقاتلين من المنطقة بالمرور في سلام إلى إدلب بشمال غرب البلاد. وتدفق مقاتلون ومدنيون على إدلب بمعدل سريع خلال العام المنصرم في حافلات من مناطق أخرى في غرب سوريا انتزعت الحكومة والقوات المتحالفة معها السيطرة عليها من مقاتلي المعارضة.

مشاركة :