سخر ريتشارد ليدجيت، نائب مدير وكالة الأمن القومي الأميركية، من مزاعم البيت الأبيض بتنصّت بريطانيا على الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، إذ اعتبرها «محض هراء». وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي نيوز) إن فكرة تورط لندن بالأمر «جنون»، وزاد: «إنها تدلّ على غياب كامل لفهم كيف تكون العلاقة بين وكالات الاستخبارات، وتتجاهل بالكامل واقعاً سياسياً مفاده: هل يمكن أن توافق الحكومة البريطانية على ذلك؟». وشدد ليدجيت الذي سيتقاعد قريباً، على أن الحكومة البريطانية لن تجني أي مكاسب من التنصت على ترامب، نظراً إلى التكلفة المحتملة، معتبراً أن ذلك «سيكون غباءً شديداً». وتمسك ترامب بمزاعم، لم تؤكدها أدلة، على «تنصّت» إدارة سلفه باراك أوباما على هواتفه خلال الحملة الانتخابية عام 2016. واستشهد الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر باتهام أندرو نابوليتانو، وهو محلل في شبكة «فوكس نيوز»، «مقرّ الاتصالات الحكومية» البريطاني، وهي نظيرة وكالة الأمن القومي الأميركية، بمساعدة أوباما في التنصّت على ترامب. ونفى «مقرّ الاتصالات الحكومية» هذه المزاعم، معتبراً أنها «مثيرة للسخرية ويجب تجاهلها». لكن ترامب رفض التراجع في هذا الصدد، إذ أحال سائليه إلى «فوكس نيوز»، ووصف نابوليتانو، وهو قاض سابق كان التقى الرئيس الأميركي، بأنه «عقل قانوني موهوب». وفاجأ ترامب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل التي التقاها في البيت الأبيض أمس، إذ علّق على مسألة نابوليتانو قائلاً: «لدينا على الأقل أمر مشترك». ويشير بذلك إلى تجسّس إدارة أوباما على ألمانيا، ما أغضب مركل. إلى ذلك، رفض زعماء الجمهوريين في الكونغرس طلب الديموقراطيين تشكيل ادعاء خاص أو اختيار لجنة للتحقيق في صلات محتملة بين الحملة الانتخابية لترامب وروسيا، معتبرين أن تحقيقات تجريها لجان الكونغرس كافية في هذا الصدد، هي لجنتا الاستخبارات في مجلسَي النواب والشيوخ، ولجنة القضاء في المجلسين، ولجنة المراقبة التابعة لمجلس النواب. في السيـــاق ذاته، صادق مجلس الدوما (البرلمان) الروسي على اقتراح لفتح تحقيق في مؤسسات إعلامية أميركية تعمل في روسيا. التحقيق الذي ستجــريه لجنة سياسة المعلومات والتكنولوجيا والاتصـالات في المجلس، ستحقّق في مدى تطبيق شبكة «سي أن أن» و«صوت أميركا» و«راديو ليبرتي» و«وسائل إعلام أميركية أخرى»، القانون الروسي. يأتي ذلك بعدما اقترح قسطنطين زاتولين، وهو نائب عن حزب «روسيا المتحدة» الموالي للكرملين، فتح تحقيق للردّ على تحرّك أميركي «قمعي» يستهدف شبكة «روسيا اليوم» التي تموّلها موسكو. وقال إنه كان يشير إلى تقديم السناتور الأميركية جين شاهين مشروع قانون لتمكين وزارة العدل من التحقيق في احتمال انتهاك «روسيا اليوم» قانون تسجيل العملاء الأجانب في الولايات المتحدة. واستشهدت بتقويم أعدته أجهزة الاستخبارات الأميركية، أفاد بأن «روسيا اليوم» كانت جزءاً من حملة روسية لمساعدة ترامب في الفوز في انتخابات الرئاسة. يأتي ذلك بعد نشر النائب الديموقراطي إيليجا كامينغز وثائق تفيد بأن مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض، تلقّى أكثر من 67 ألف دولار من شركات روسية قبل الانتخابات، بينها 33750 دولاراً من «روسيا اليوم»، ليشارك في احتفال في موسكو في كانون الأول (ديسمبر) 2015، إضافة إلى آلاف الدولارات في مصاريف أخرى غطّتها الشبكة. وكان فلين جلس إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال الذي نظمته «روسيا اليوم». وطرد ترامب فلين الشهر الماضي، بعدما أقرّ بتضليله نائب الرئيس مايك بنس في شأن اتصالاته بالسفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك. في غضون ذلك، وسّع ممثلون للادعاء الاتحادي في مدينة الإسكندرية بولاية فيرجينيا الأميركية، تحقيقاً تجريه هيئة محلفين كبرى منذ فترة طويلة في شأن موقع «ويكيليكس»، ليشمل تسريب وثائق إلى الموقع عن أساليب تنصّت تعتمدها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي). وقال مصدر إن التحقيق يركّز على مسرّب الوثائق لـ «ويكيليكس»، والذي يُعتقد بأنه متعاقد مع الوكالة، مستبعدين تورط روسيا أو حكومة أجنبية أخرى. ترحيل مهاجرين على صعيد آخر، قال مسؤولان في الإدارة الأميركية إن وزارة العدل تضع خططاً للقيام بانتداب موقت لقضاة مختصين بالهجرة من كل أنحاء الولايات المتحدة، إلى 12 مدينة للتعجيل بترحيل مهاجرين غير شرعيين متهمين بارتكاب جرائم. وأشارا إلى أن الوزارة بدأت في اختيار متطوعين لهذه العملية، علماً أن المدن المستهدفة هي نيويورك ولوس أنجليس وميامي ونيوأورليانز وسان فرانسيسكو وبالتيمور وبلومنغتون في ولاية مينيسوتا وألباسو في ولاية تكساس وهارلينغن في تكساس وإمبريـال في ولاية كاليفورنيا وأوماها في ولاية نبراسكا وفينكس في ولاية أريزونا. واختيرت هذه المدن لأنها تستضيف عدداً ضخماً من المهاجرين غير الشرعيين المتهمين في قضايا جنائية. وكان ترامب أصدر مرسوماً يمنح أولوية في الترحيل للمهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم قضايا جنائية ينظر فيها القضاء، سواء دينوا أم لا، علماً أن إدارة أوباما كانت لا تعطى أولوية للترحيل إلا للمدانين بارتكاب جرائم خطرة. وقدّم أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، وهو مرشح محتمل لانتخابات الرئاسة في المكسيك، شكوى إلى لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان، ضد جدار يعتزم الرئيس الأميركي تشييده على الحدود مع المكسيك، وتعامل إدارته مع المهاجرين. في السياق ذاته، اعتقلت سلطات الحدود الكندية 444 مكسيكياً بين أول كانون الثاني (يناير) و8 الشهر الجاري، في مقابل 410 أشخاص لعام 2016 و351 لعام 2015 و399 لعام 2014. من جهة أخرى، طلب ترامب من الكونغرس منح وزارة الدفاع بليونَي دولار من أجل تمويل «مرن» لاستخدامه ضد تنظيم «داعش» في الأشهر الستة المقبلة.
مشاركة :