جنيف (الاتحاد) حقق دعاة أنصار إعطاء الأولوية «لأمن الإنسان والدول معاً» على حقوق الإنسان، انتصاراً لافتاً في أروقة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، إذ أثبت خبراء في الشأن اليمني خلال ندوة نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان، أنه يصعب الحديث عن ضرورة التركيز على هذه الحقوق في مجتمعات تمزقها الصراعات بين تيارات يعمل بعضها وفقاً لأجندات طائفية خارجية. وأكدت كريستين هوزيل، رئيسة جمعية المنظمات غير الحكومية، التي أدارت الندوة أن ما يحدث في اليمن يلقي الضوء على جانب ربما لا يعرفه كثيرون في العالم بسبب الإهمال السياسي والإعلامي للكارثة اليمنية. وعرضت الفيدرالية فيلماً تسجيلياً بعنوان «عامان من اغتيال الأمل» يصور آثار الحرب الطائفية التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن، وتضمن مشاهد مروعة لآثار الحرب، ومعاناة الإنسان اليمني من افتقاد الأمن الذي يؤدي إلى فقدانه أهم حقوقه وهو الحق في الحياة. وروى يمنيون وعمال إغاثة عرب، عملوا في اليمن واستقبلوا يمنيين للعلاج في الخارج، قصصا مؤلمة عن القتل والدمار في مدنهم، وأكدوا أن الحوثيين يزرعون الألغام حتى في المناطق المدنية انتقاماً من معارضيهم. وأثارت صور القتلى والمصابين الذين قطعت أطرافهم وفقدوا البصر استياء المشاركين والحاضرين في الندوة، التي شارك فيها كارلا خيجويان، مديرة برامج بناء السلام في مجلس الكنائس العالمي، وعبد الرحمن المسيبلي رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وصدام أبو عاصم الصحفي والناشط الحقوقي اليمني. من ناحيته، أكد المسيبلي أن المشكلة الأساسية هي الإرهاب والجماعات المسلحة، خاصة الدينية في ظل غياب الدولة، وقال إن هناك خصوصية للوضع العربي، مشيراً إلى أن هناك جماعات تتبع استراتيجيات وتنفذ ومخططات تهدد النسيج الوطني وتخلق صراعات داخل الدول بين الأديان والطوائف، مثل «داعش» و«القاعدة» وغيرهما، وانتقد بشدة التدخل الإيراني الداعم بالسلاح والمال والسياسة للحوثيين في اليمن. وقال «عندما يتهدد أمن البلد وتغيب سلطة الدولة تنشط جماعات مسلحة لها ارتباطات خارجية غير وطنية، ما يؤدي إلى القتل لمجرد الانتماء الطائفي، وهو ما يهدر الحق في الحياة». وأضاف: لأن الإرهاب يهدد كيانات دول وأمن مواطنيها، فإن الأمم المتحدة شكلت لجنة لمكافحته، وهذا يعكس مدى خطورة الظاهرة، ومثلما توجد في الغرب منظمات دينية وعنصرية وأخرى تمارس الجريمة وتهدد حياة الناس، ففي العالم العربي تنظيمات دينية بالغة الخطورة عندما تستهدف الدولة تحقيقا لأطماع خارجية. وفي نهاية الندوة، اتفق المشاركون على ضرورة توعية المجتمعات بخطورة الطائفية والإرهاب وأهمية العمل على ضمان حقوق الإنسان بما يؤدي في النهاية إلى حماية أمن الدول، كما اتفقوا على أهمية أن يلقى المجتمع المدني الدعم اللازم لإثارة الوعي وثقافة قبول الآخر ورفض العنف والإرهاب. وطالب أحد المشاركين بأن توقف إيران تدخلاتها في اليمن والعراق وسوريا والبحرين وغيرها لو أريد القضاء على الأخطار التي تهدد كيانات هذه الدول ومن ثم تهدد حقوق الإنسان الأساسية.
مشاركة :