الحركة التشكيلية في المملكة تودعُ أحد روادها الفنــان راشــد العريـفــي في ذمـــة اللهبعد مسيرة عطاءٍ فنية، وسيرةٍ حافلةٍ بالإنجازات، يتركُ مملكة البحرين، رائدٌ من رواد حركتها الفنية التشكيلية، وأحد أبرز فنانيها الذين ساهموا بإغناء الساحة التشكيلية، ومن ابتدعوا المدارس التأصيلية، الفنان الكبير راشد العريفي، الذي رحل عنا بعد معاناةٍ مع مرض عضال، مساء أمس السبت (18 مارس)، بمستشفى العسكري. ويعدُ الراحل العريفي واحدًا من أبرز الفنانين التشكيليين البحرينيين، وأحد كبار رواد الحركة التشكيلية في المملكة، إذ درس الفن منذُ صباه، وأسهم مع عددٍ من الفنانين في التأسيس للحركة التشكيلية في المملكة، وذلك بتأسيس العديد من الجمعيات، وصولاً لـ «جمعية البحرين للفن المعاصر»، كما أسس «متحف التراث الشعبي» وجمع مادتهُ التراثية. كما أن الفنان الراحل يعد رائداً على كل الصعد، فهو أول فنان بحريني يحصل على ترخيص بتأسيس صالة للفنون، كما أنهُ أول فنان يقيم معرضاً خاصاً به، عام (1967)، في نادي العروبة. شارك العريفي في العديد من المعارض المحلية والخارجية، منذ «أسرة هواة الفن»، حتى أواخر حياته الفنية. قاد شغفُ الفنان بالتراث، إلى تأسيس العديد من الاتصالات بين الفن وهذا التراث، إذ استلهم التراث الدلموني في لوحاته، وفي التأسيس لمدرسةٍ فنية ترتكزُ على الطابع الدلموني، كما أنهُ ألف العديد من الكتب التي تتعلقُ بالتراث، ومنها كتاب «فنون بحرينية» الذي صدر عام (1970)، وكتاب (العمارة البحرينية) عام (1978)، إلى جانب كتاب (الألعاب الشعبية)، و(آفاق ديلمونية)، و(أشياء تراثية). كما كان مسكوناً في لوحاتهِ بعكس هذا الجانب الذي تمتازُ به المملكة، لهذا ارتكزت فنونهُ على إظهار تاريخ البحرين الحضاري، وتراثها العريق، وخلف نتيجة ذلك، مئات اللوحات التي توثقُ لهذا التاريخ، وتبديه بجماليته. سيبقى العريفي خالداً في ذاكرة الحركة التشكيلية، وأحدُ أبرز المؤسسين الذين تأسست الحركة التشكيلية على سواعدهم، وتحت لطخات فرشاتهم، وبقي وفياً وعاشقاً للفن، وللحركة الفنية، حتى أواخر حياته، فرحمهُ الله وأسكنهُ فسيح جنته.
مشاركة :