متحف الحرب الإمبراطوري، متحف وطني بريطاني، بني عام 1917، وهو يمثل تاريخ البلد كله في زمن الحرب منذ عام 1914، جنبا إلى جنب مع الإمبراطورية البريطانية والسيادات السابقة لها. كان المقصود من هذا المتحف تأريخ الحرب بهدف التعلم منها، على أمل عدم اندلاع أي حروب أخرى في العالم. أيضاً، سجل هذا المتحف المجهود الحربي المدني والعسكري والتضحية التي قامت بها بريطانيا والإمبراطورية في الحرب العالمية الأولى. خلال افتتاح المتحف في 9 يونيو (حزيران) 1920، تحدث الملك جورج الخامس عن الآمال التي كانت تغذيها المؤسسة التي اهتمت بتأسيس هذا المتحف، قائلا: «نحن لا نستطيع تحديد كيف ستنظر الأجيال القادمة للمتحف، ولا الأفكار التي سوف تثير أذهانهم. لكن، نأمل ونصلي أن نتيجة ما قمنا به وعانينا منه تعطي الأجيال القادمة درسا. فهدفنا إنهاء الحروب وجعل هذه الفكرة تنتمي إلى ماضٍ ميت». يبلغ عدد زوار المتحف سنويا 2271013 زائرا. ويضم متحف الحرب الإمبراطوري حاليا سلسلة من المعارض التي صممت خصيصا لاسترجاع مشاهد وأصوات الصراع. وتشمل المعروضات صور وسائط متعددة لمعركة السوم التي راح ضحيتها 20 ألف جندي بريطاني في اليوم الأول فقط، وخندقا مجددا، مع صور لجنود معروضة على الجانب، فضلا عن طائرة حربية تحلق في الأفق. والمعروضات البالغ عددها 1300 تندرج من مواد مؤثرة إلى أخرى غريبة. وهناك خطاب كتبته إيملي تشيتيكس لخطيبها على الجبهة ويليام مارتين. ولم تكن إيملي تعرف أن مارتين قتل قبل يوم من كتابتها الرسالة في مارس (آذار) 1917، وعاشت إيملي بعد ذلك ستين عاما أخرى لكنها لم تتزوج مطلقا. وهناك خطاب آخر من صبي في التاسعة من عمره يدعى ألفي نايت إلى قائد قسم التجنيد في الجيش البريطاني، اللورد كيتشنر. ويطالب ألفي في رسالته بقبوله في الجيش، قائلا: «يمكنني قيادة دراجتي بسرعة كبيرة». كما كان هناك رأس خنزير تم إنقاذه بعد غرق سفينة ألمانية قبالة سواحل تشيلي عام 1917. ويسعى المتحف، الذي تأسس عام 1917 فيما كانت الحرب العالمية مستعرة، إلى نقل الملمح البشري للحرب. قال المدير العام لمتحف الحرب الإمبراطوري، الجنرال دياني ليز: «أعتقد أن لب المتحف كائن في الواقع في أنه يخبر بالتضحية التي ضحاها الناس العاديون في أوقات استثنائية». أعيد فتح المتحف منذ ثلاث سنوات، ويشكل المخطط الرئيسي لمتحف الحرب الملكي خطوة جديدة في سعي الحكومة البريطانية لإعادة إحياء مباني لندن التاريخية الهامة. ويتضمن المشروع عملية ترميم حساسة للمتحف الحالي، وتطوير المداخل ومسارات الحركة، وفتح المساحات الداخلية على إضاءة الشمس والمناظر الطبيعية، وتكوين روابط بصرية مباشرة مع الحديقة المحيطة. لقد كان التصور الموضوع لعملية الترميم هو تحويل تجربة الزوار بالكامل، وتمت جدولة عملية الترميم على مراحل كي يتزامن افتتاح المرحلة الأولى مع الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى. ولتحسين الشكل العام للمتحف في الحديقة، تم حفر المدخل في الأرض ليكون مؤدياً إلى جميع الأماكن الموجودة أسفل السلم ذي الرواق المعمَّد. وأصبح الفناء البيضاوي الجديد للمدخل الأمامي ساحة عامة، تخلق توازناً بصرياً لأهمية المبنى التاريخي، وتؤكد على هوية متحف الحرب الملكي كمؤسسة معاصرة، مع الاحتفاظ بسلامة الهوية الأصلية للمبنى الحالي. وتم نقل المقهى والمتجر إلى مستوى المدخل السفلي الجديد، لإفساح المجال لمساحة العرض. على المستوى الخارجي، تمت إعادة تشكيل نوافذ الطابق الأرضي المغلقة عند الواجهة الغربية كأروقة معمَّدة، في إطار الحفاظ على نمط مبنى المستشفى السابق. ويتم فتح هذه النوافذ على الحديقة مباشرة، بما يسمح بتمديد مساحة مقاعد المقهى، فضلاً عن إمكانية استخدام هذه المرافق خارج ساعات عمل المتحف.
مشاركة :