أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن السعادة قيمة إنسانية تعمل قيادة دولة الإمارات على تعميمها وترسيخها نمطاً وأسلوب حياة لكل أفراد مجتمع الإمارات، جاء ذلك خلال حضور سموه فعالية «رحلة السعادة» التي نظمها البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية ليوم واحد على ضفاف قناة دبي المائية، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي للسعادة على المستوى الدولي. وأعرب سموه عن سعادته بالتجمع المتنوع الذي شارك بالفعالية - التي تنظم لأول مرة في دولة الإمارات - على مستوى المنطقة. تفاعل وقال سموه: «سعدت بمشاهدة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم والجمهور من كل الأعمار والثقافات يتفاعلون مع الحدث والفرح باد على وجوههم إنها لحظات إنسانية شيقة يشعر بها الإنسان وسط هؤلاء الناس الباحثين عن السعادة والفرح والاستقرار المعيشي والاجتماعي والتعليمي». وأثنى سموه في هذا السياق على جهود وزارة دولة للسعادة وفريق عمل معالي عهود الرومي التي تنشط من خلال اللقاءات والفعاليات للتعريف بمعاني السعادة والإيجابية ونشر ثقافتها بين الناس.. بارك الله بهم وبجهودهم. وقد جال سموه يرافقه معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وخليفة سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي في موقع الفعالية التي تضمنت أنشطة تعليمية وتثقيفية وفنية شارك فيها أطفال من مختلف الجنسيات والثقافات مع عائلاتهم. كما حضر سموه جانباً من المحاضرة التي ألقاها الدكتور روبرت والدينغر مدير برنامج السعادة في جامعة هارفارد الأمريكية حول الدراسة التي تعد الأطول في العالم وموضوعها السعادة، إذ شرح للجمهور المتواجد في موقع المحاضرة أهمية الدراسة والعناصر الأساسية التي اعتمدها في إعدادها وإمكانية الاستفادة منها في تحقيق أقصى درجات السعادة والإيجابية واعتمادها كأسلوب حياة عند كل فرد. واستمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال جولته بموقع الفعالية التي تشرف عليها وزارة دولة للسعادة إلى شرح قدمته معالي عهود بنت خلفان الرومي حول أهداف الفعالية التي تتمحور حول قيم السعادة ومفهومها وتتمثل بالإيجابية والامتنان والعطاء وتحقيق الغاية الأسمى في العلاقات الاجتماعية الوثيقة. وتهدف «رحلة السعادة» إلى تعزيز قيم الخير والعطاء وتحقيق السعادة والإيجابية في المجتمع دعماً لتوجهات دولة الإمارات في عام الخير، ضمن رسالة موحدة متعددة الثقافات تتميز بالتناغم والانسجام، وحظيت الفعاليات بمشاركة مجتمعية واسعة من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات عبروا معاً عن سعادتهم من خلال أنشطة وفعاليات ترفيهية وتوعوية وتثقيفية هادفة لترسيخ أسلوب حياة سعيد وإيجابي ومستدام. «100 يوم من العطاء» وكشفت معالي عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة عن أن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية سوف يبدأ مطلع أبريل المقبل مبادرته الثانية في عام الخير، «100 يوم من العطاء» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، بهدف غرس وتعزيز العطاء كقيمة إيجابية لدى الأجيال، لافتة إلى أنه سيتم اختيار مجموعة من المدارس لتنفيذ مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تتضمنها المبادرة. وقالت معاليها في تصريحات على هامش فعاليات «رحلة السعادة»، أمس: إن المبادرة ستنطلق في عدد من المدارس على مستوى الدولة، بحيث تشمل فعالية واحدة يومياً، لغرس القيم الإيجابية والأخلاق والسعادة في نفوس الطلبة جيل المستقبل، إلى جانب تنظيم زيارات للمدارس، وأنشطة يومية كجزء من المبادرة التي تستمر 100 يوم. وذكرت أن «مبادرة 100 يوم من العطاء» تتضمن العطاء بجميع أنواعه ولا تقتصر على العطاء المادي، وستشمل الأعمال الخيرية والإنسانية التي يمكن للطالب أداؤها في المجتمع المدرسي وخارجه»، منوهة بأن مساعدة الطالب لزملائه، عطاء، ومساعدة معلميه، وأصدقائه، والأهم أن مشاركته في مساعدة أسرته ستكون من قيم العطاء الأساسية التي تركز عليها المبادرة. مسيرة وكانت رحلة السعادة انطلقت بمسيرة احتفالية كبيرة بمشاركة معالي عهود الرومي، واللواء عبدالله خليفة المري قائد عام شرطة دبي، وأكثر من 500 مشارك من أفراد المجتمع، حيث بدأت المسيرة من قناة دبي المائية وصولاً إلى «بوكس بارك» في شارع الوصل، ومن ثم العودة إلى قناة دبي المائية، وتخللت المسيرة استعراضات متنوعة شارك فيها «دراجون» والفرقة الموسيقية لشرطة دبي، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات، وشخصيات من عالم الترفيه والكرتون، وأفراد المجتمع في استعراض للثقافات والعادات والتقاليد. ورحبت معالي عهود الرومي في كلمتها التي ألقتها في افتتاح فعاليات رحلة السعادة بالحضور والمشاركين، مؤكدة أن الاحتفال بيوم السعادة والفعاليات التي تتضمنها هو تجسيد لرحلة السعادة والإيجابية كأسلوب حياة في دولة الإمارات. وأوضحت أنه إذا كانت نظرتنا إيجابية، رأينا العالم مليئاً بالإنجاز والسعادة، وتتحول معها التحديات إلى فرص، واستشهدت معاليها بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «إن الإيجابية هي النظارات التي يضعها الإنسان فوق عينيه عندما يشاهد العالم». وقالت معاليها: «إن السعادة رحلة وليست وجهة نهائية، ومن هنا جاء اسم فعالية اليوم التي سنحتفل بها سنوياً بمناسبة حلول اليوم العالمي للسعادة الذي يصادف 20 مارس من كل عام، وإن السعادة هي رحلة فيها الصحة وفيها التنوع وفيها التواصل والتسامح والإيجابية». وأضافت: «إن رحلة اليوم تحمل 5 قيم أساسية، وتم تصميمها بحيث تكون مسلية ومفيدة في الوقت ذاته فهي تركز إضافة إلى العطاء، على قيم الإيجابية، والامتنان، والعلاقات، والغاية الأسمى للحياة». تجارب وقالت: «السعادة هي أن نستيقظ كل صباح ونحظى بفرصة لعيش تجارب الحياة ليوم آخر فهي نعمة من الله نشعر بالامتنان عليها، وأن نحظى بعلاقات صادقة وحقيقية مع الأشخاص الذين يحبوننا ويهتمون بنا، هو المسار الصحيح على طريق رحلة السعادة». وأكدت معالي الرومي أن الرحلة اليوم هي بداية لسلسلة من المبادرات المجتمعية للبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في دعم سعي دولة الإمارات بجعل السعادة والإيجابية أسلوب حياة في مجتمعنا. وأعربت عن شكرها لجميع المشاركين في مسيرة السعادة والتي تؤكد أن السعادة هي خيار يتطلب التزاماً شخصياً، وقالت: «نتمنى أن تسهم فعاليات رحلة السعادة في اتخاذ خيار السعادة كل يوم، واخترنا أن يكون العطاء محور رحلتنا لهذا العام، لأن عام 2017 هو عام الخير في دولة الإمارات». وطن السعادة من جانبه، قال اللواء عبدالله خليفة المري قائد عام شرطة دبي: إننا نعيش في وطن السعادة ومحظوظون بوجود قيادة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تحرص دائماً على إسعاد أفراد المجتمع الإماراتي وتوفير كل ما من شأنه تحقيق هذه الهدف، من خلال تكريس ثقافة السعادة كأسلوب حياة ونهج لجميع المؤسسات. جمعيات خيرية بدوره، قال عثمان المدني مدير إدارة السعادة في البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية تم تخصيص أماكن في فعالية رحلة السعادة لجهات عدة دعاها البرنامج لبيع منتجات مختلفة تخص السعادة وسوف يذهب ريعها إلى جمعيات خيرية، لافتاً إلى أن البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية سوف يعلن عن تلك الجمعيات التي ستنال ما تم جمعه ببيع المنتجات خلال يوم غد الاثنين الذي يصادف اليوم العالمي للسعادة. فعاليات متنوعة وتضمنت الرحلة فعاليات متنوعة في قناة دبي المائية وكلمات ملهمة وجلسات معرفية تحدث فيها نخبة من المتخصصين والخبراء والعلماء من دولة الإمارات والعالم، والتي تركز على قيم العطاء والسعادة والإيجابية، وورش عمل تثقيفية، وعروضاً تعريفية بالبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية. وشكلت «رحلة السعادة» في دورتها الأولى احتفالية تثقيفية مجتمعية ذات طابع عالمي، تؤسس لنماذج متميزة من الشراكة الفاعلة بين مختلف القطاعات في إسعاد أفراد المجتمع. متحدثون عالميون وتخللت الفعالية جلسات تثقيفية ومعرفية تناولت علم ومفاهيم السعادة والإيجابية قدمها مجموعة من المتحدثين الإماراتيين والعالميين البارزين، ومن ضمنهم الكاتب دوغ أبرامز مؤلف كتاب «الود». وتضمنت الفعاليات جلسة للدكتور روبرت والدنغر مدير مركز دراسات نمو البالغين بجامعة هارفرد الأميركية، وأحد المشاركين في إجراء أطول الدراسات البحثية في تاريخ الإنسانية حول السعادة، التي استمرت قرابة 75 عاماً، تحدث فيها عن أبرز نتائج الدراسة، التي حددت أبرز العوامل التي تجعل الإنسان سعيداً. كما تضمنت الرحلة جلسة بعنوان «بناء علاقات تدوم» للدكتور نايف المطوع، وهو متحدث صاحب مبادرات عدة في مجال السعادة والإيجابية وحائز جوائز عالمية عدة، وأخصائي نفسي حاصل على الدكتوراه في علم النفس السريري من جامعة لونغ ايلاند. برنامج وطني اعتمدت حكومة الإمارات عام 2016 البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية الذي استلهم محاوره من رؤية القيادة لدور الحكومات المتمثل في تهيئة البيئة التي يستطيع الناس أن يحققوا فيها سعادتهم. ويشكل البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية نموذج عمل لحكومة الإمارات، يرتكز على ثلاثة محاور هي السعادة والإيجابية في العمل، وقياس السعادة والإيجابية، والسعادة والإيجابية أسلوب حياة. وتسهم «رحلة السعادة» في دورتها الأولى، بتأسيس شراكات عالمية في مجال السعادة تجعل من دولة الإمارات مركزاً لتصدير علوم السعادة والإيجابية للعالم، عبر تهيئة منصة عالمية تجمع الخبراء والمختصين والعلماء.
مشاركة :