أكتب إليه وعنه وله، وثقُلت وفنِيت حروفي إن لم تكن كذلك! ماذا عني في بُعده وفي شوقي وفي جفاف دمعي من افتقاري إلى بَلَل الندى في يده؟! أأُصبْتُ بالجنون أم أن بعضاً من عبث الأفكار المؤذية حلَّ بعقلى الضامر قليلاً أو كثيراً؟! هراءٌ وهرتلة تسيطران على عباراتي الساذجة ربما، والتي قد تكون إهانةً لكل نصوص الأدب والنثر والحرف والقلم ولي ذاتي حتى! كعادتي الطفولية أحدثني: إسراء، أنت يا فتاة الرماد في غيابه، انظري إنك تغيبين معه، تعتريك أفكار سرمدية، لا بَدْءَ لها ولا نِهاية، لا يَحُدّها زَمان، عنوانها الأذى.. تلقي بجسدك عرض الحائط الذي يَسَعُ الكون تماماً.. ارتطم به ليس مرةً ولا اثنين ولا ...! ها والله للحد الذي يعجز العداد عن العد والـ.. وعني! الذي أكون في نهاية مطافه حفنة رماد بلون أحمر دموي. تعلم -عزيزي- أن ذا بضع مما يمسني، فكونك هناك وكوني هناك عندك أيضاً. ولكن ما المعضلة في ذلك وأنا هناك قربك كما أريد؟! أيكفي من الوجع أن أكف عن الحديث؟ تعالَ واسمع، أنا لست هناك، أنا هنا ولكني لا أراني إلا عندك، أيمكن لهذا القلب البروليتاري في حنينه إليك، أن تباغته بنظره تردّ له قلبه؟ كما لا يعلمون أنك تملك نظرة عين أفصح من 28 حرفاً. تغمرني سادية الفقد والافتقاد والوحشة في غيابك المجازى جداً.. لأنك -كما تعلم- مؤنسي لا تغيب. فأكون.. لا أكون! حين تعتريني الأشواق وهذا أبداً ما يحدث، فتلك البروق تعلمها، التي نبتت منك فيَّ، تغدو جميعها بلون دماء شفافة لا تُرى بالقلوب المجردة وكل قلوبهم مجردة.. ولكن على أي حال، الله يراها. جسدي منهَك تماماً، في بُعدك تتضاءل حركاته، أزحزح قدميَّ كالجنازة المعدَّة للتشييع، وتخرج أنفاسي في صور متفرقة للتنهيدة، ولكني أصلي.. أصلي حتى تنشق قدماي وتأتيني.. السكون يضمني في أعطافه حتى يكاد رأسي ينفجر من الصراخ، ولا أملك سوى حرف واحد ﻷستزيد في كتابة هذا. حرف أنت! أما عن الشوق والشوك، أيهما مؤذٍ أكثر؟! فهذه ساحتي أنا، دعوني أحدثكم من ثنايا الشوق هنالك بعيداً عن الحياة وعن الموت حتى.. وأؤكد تماماً أن الشوق أغلب، وأن الست صدقت حين قالت: "غلبني الشوق وغلبني".. آه! أنتظرك! فهلا أتيت بكلماتك لأصبح حينها كأعرابية قالت: "الكلام الذي يشبع منه الجائع"، وأزيد أنه أنت الذي يقال عنك ذا.. والحمد لله الذي أطعمنا وسقانا من ريقك الطيب. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :