الاتحاد الأفريقي يبدأ حقبة جديدة

  • 3/19/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الاتحاد الأفريقي يبدأ حقبة جديدة أسدل الستار عن حقبة رئاسة الكاميروني عيسى حياتو للاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" التي امتدت على مدى 29 عاما بعد أن أطاح به أحمد أحمد من مدغشقر في مفاجأة من العيار الثقيل.العرب  [نُشر في 2017/03/19، العدد: 10576، ص(22)]انتصار حلو المذاق.. ونتيجة تم تحقيقها بعد سنوات من العمل القاهرة - فجر أحمد أحمد رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم مفاجأة من العيار الثقيل بعدما أطاح بالكاميروني عيسى حياتو من مقعد رئاسة الاتحاد الأفريقي "كاف" والذي ظل محتفظا بالمنصب على مدى 29 عاما لم يستطع خلالهم أحد الإطاحة به لنفوذه وعلاقاته بالاتحاد الدولي “فيفا” والعديد من الاتحادات المحلية في الدول الصغيرة. وحسم أحمد أحمد صاحب الـ58 عاما رئاسة الكاف خلال اجتماع عمومية الاتحاد التي أقيمت بأديس أبابا في إثيوبيا بواقع 34 صوتا مقابل 20 لحياتو. وتذكر الجميع عقب فوز أحمد تصريحاته عندما قال “أنا الوحيد الذي يجرؤ على تحدي السيد حياتو وهزيمته” وبالفعل صدق وعده. وأحمد أحمد رئيس اتحاد دولة مدغشقر للدورة الثالثة على التوالي كما تولى منصب وزير الرياضة سابقا في بلاده وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا لدورتين. ولد أحمد أحمد في قرية صغيرة بشمال غرب مدغشقر وبدأ مسيرته مع كرة القدم كلاعب متواضع قبل أن يتحول إلى مجال التدريب الذي لم يشهد أي إضافة منه ليصل في عام 2003 إلى منصب رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم. وحظى أحمد أحمد بدعم رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جاني إنفانتينو وأمينه العام السنغالية فاطمة سامورا بجانب تأييد مجلس دول الجنوب الأفريقي “كوسافا” والذي يتكون من 14 اتحادا وهي أنغولا وبوتسوانا وجزر القمر وليسوتو ومدغشقر ومالاوي وموريتانيا وموزمبيق ونامبيا وجزر سيشيل وجنوب أفريقيا وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي. كما حصل رئيس الكاف الجديد على دعم فيليب تشيانغوا “صانع الملوك” في انتخابات الكاف وهو أحد أهم الشخصيات في زيمبابوي وهو نائب سابق عن الحزب الحاكم وممثل ونجم مجتمع مرموق، بالإضافة إلى ذلك هو رئيس الاتحاد الزيمبابوي لكرة القدم ورئيس اتحاد كوسافا منذ ديسمبر الماضي. وشغل أحمد أحمد سابقا منصب وزير الصيد وتولى منصب نائب رئيس مجلس الشيوخ في بلاده. ورفع رئيس الكاف الجديد خلال حملته شعارات إصلاحية أهمها "التغيير" و"الشفافية" في الإدارة ووضع حد للممارسات غير المشرفة على حد وصفه. وقال أعضاء الفيفا عن أحمد أحمد خلال أحد اجتماعات المكتب التنفيذي "أحمد أحمد رجل قليل الكلام وتأثيره يظهر في عمله وأفكاره الجديدة للنهوض باللعبة". وعقب فوزه برئاسة الكاف عاد أحمد أحمد ليؤكد للجميع أنه ملتزم بإعادة النظر في طرق منح بلد ما شرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا بعد أن أحاط الفساد بطريقة اختيار البلد المنظم للـ"كان". وأضاف أنه سيجلب خيرة نجوم الكرة الأفريقية الذين اعتزلوا اللعبة للمشاركة في تسيير أعمال الاتحاد القاري بما يخدم مصالح القارة السمراء للتقدم نحو الأفضل.من المنتظر أن يعيد الكاف النظر في طرق منح دولة ما شرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا بعد أن أحاط الفساد بطريقة اختيار البلد المنظم في الفترة الأخيرة سلسة الفضائح تعرض حياتو لسلسة من الفضائح على مدار 29 عاما شهدت رئاسته للكاف كما أنه أحد الأعضاء البارزين في عهد السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والذي رحل عن منصبه في 2015 بسبب فضائح الفساد. وكان حياتو (70 عاما) بدا الإرهاق عليه واضحا عقب الهزيمة إذ كان يسعى للفوز بولاية ثامنة في رئاسة الكاف. ولكن يبدو أن هزيمة حياتو جاءت نتيجة عدة عوامل أبرزها التحقيقات الجارية في القاهرة حاليا ضده بشأن ادعاءات حول وجود فساد في عمليات بيع حقوق البث التلفزيوني للبطولات الأفريقية إلى جانب الأمراض التي يعاني منها بالإضافة إلى الشعور السائد في القارة الأفريقية بأن كرة القدم باتت في حاجة ماسة إلى تغيير ملموس. وقال أحمد في بيان قبل التصويت في كونغرس الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا “لست مرشحا لخدمة مصالحي الشخصية. كرة القدم الأفريقية لا يمكن إدارتها من خلال قطاع الطرق”. وأضاف “سوف أعيد تنظيم القطاع المالي في الكاف لكي يكون متاحا لكل القطاعات والمناطق. وسوف يذهب خمسة ملايين دولار أو 50 بالمئة من العائدات من الفيفا إلى الاتحادات الأفريقية”. وفي عام 2011 تلقى حياتو توبيخا من اللجنة الأولمبية الدولية بشأن رشاوى تتعلق بشركة تسويق رياضي لم تعد تعمل في الوقت الراهن. وخلال ولاياته السبع السابقة ترشح شخصان فقط في مواجهة حياتو ولكن المسؤول الكاميروني كان يفوز دون أدنى منافسة. تجدر الإشارة إلى أن أحمد أحمد فاز بعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” خلال دورتين كما ترأس اتحاد مدغشقر لكرة القدم في ثلاث ولايات متتالية وتولى أيضا منصب وزير الرياضة في بلاده. وحمل أحمد الذي يتولى رئاسة اتحاد بلاده منذ العام 2003 على الأعناق وسط التصفيق احتفالا، بينما خرج حياتو من القاعة بشكل سريع برفقة عدد من معاونيه رافضا الإدلاء بأيّ تصريح للصحافيين. وقال أحمد “عندما تحاول القيام بشيء هذا يعني أنك قادر على القيام به”، مؤكدا أنه لو لم يكن قادرا على هزيمة حياتو الشخصية واسعة النفوذ قاريا ودوليا “لما كنت قد أعلنت ترشحي”. وكان أحمد قال إنه “الوحيد الذي يجرؤ على تحدي السيد حياتو” الذي كان يسعى لفترة ثامنة متتالية على رأس الاتحاد القاري الذي يتخذ من القاهرة مقرا له. وأضاف “شعرت بالحاجة إلى التغيير وإذا كنا نريد التغيير فليس هناك خيار سوى ترشيحي”، مؤكدا رغبته في “شفافية في الإدارة وتغيير الممارسات التي عفا عليها الزمن. يجب إصلاح الكاف (الاتحاد الأفريقي) لتجنب تدخل السياسة في تنظيم الاتحاد القاري”. يعدّ حياتو آخر كبار النافذين في عالم كرة القدم بعد خروج الرئيس السابق للاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جوزيف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني من دائرة السلطة بسبب الفضائح التي ضربت عالم كرة القدم منذ نحو عامين. وكانت مصادر معنية بشؤون كرة القدم الأفريقية أفادت أن أحمد يحظى بدعم غير معلن من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو الذي كان حاضرا في أديس أبابا.عيسى حياتو يفشل في خلافة نفسه على عرش الاتحاد الأفريقي وقال نائب رئيس اتحاد غانا جورج أفريي بعد إعلان النتيجة "عيسى حياتو قدم الكثير لكرة القدم الأفريقية لكن حان الوقت لكي يتنحّى". أما نظيره الليبيري موسى بيليتي فاعتبر أن "أفريقيا اتخذت قرارا أكيدا بأننا مستعدون للتغيير". وكان حياتو قال في كلمة أمام ممثلي الاتحادات “قوة الاتحاد الأفريقي تكمن في وحدته وتماسكه ويجب أن تبقى كذلك"، مضيفا "كرئيس للكاف يتمتع بخبرة وحكمة لا مثيل لهما أحثكم أيّا كان قراركم على اتخاذ خيار الوحدة وخيار المنطق وهو الخيار الذي يتيح لأفريقيا أن تبقى صلبة وتحظى بثقلها على مستوى كرة القدم عالميا". وتعد شخصية حياتو واسعة النفوذ مثيرة للجدل لا سيما في ظل شبهات الفساد والرشوة التي أحاطت به في مراحل عدة، إذ يتهم بتلقي رشى على خلفية دعم ملف قطر لكأس العالم 2022 وهو ما نفاه. ولم يفرض الاتحاد الدولي أيّ عقوبة على حياتو علما أنه تولى رئاسة الفيفا بالإنابة في المرحلة الفاصلة بين خروج بلاتر وانتخاب السويسري جاني إنفانتينو خلفا له بين أواخر 2015 ومطلع 2016. إلا أنه ينسب لحياتو قيامه بتعزيز العائدات المالية لكرة القدم الأفريقية على الرغم من أن مصر تقدمت بشكوى بحقه في يناير على خلفية اتهامه بمخالفة قوانين المنافسة في مسألة حقوق بث مسابقات الاتحاد والتي منحت إلى شركة فرنسية. وكان مصدر في الاتحاد المصري للعبة أفاد أن بلاده ودولا أفريقية أخرى ستصوت في الانتخابات لصالح أحمد. ولم يسلم الأخير من شبهات الفساد إذ أوردت وسائل إعلام إنكليزية معلومات حول قضية مرتبطة بتلقي رشوة في ملف قطر 2022 وهو ما ينفيه. من ناحية أخرى كشف مجدي عبدالغني عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري عن أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” قرر تأجيل حسم انتخابات المقعد الحر في المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة (الفيفا). وكان هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري مرشحا لتولي المنصب لكن تم تأجيل الانتخابات إلى الاجتماع المقبل للفيفا الذي يعقد في شهر مايو المقبل بالبحرين. وأضاف عبدالغني في تصريحاته على هامش عمومية الكاف المنعقدة بإثيوبيا أن الكاف استقر على تأجيل انتخابات المقعد الثالث إلى مايو القادم. وكان أبوريدة ينتظر حسم المقعد المفتوح بالتزكية لعدم وجود مرشحين آخرين. وعود الرئيس الجديد في أحد المؤتمرات الخاصة بحملته الانتخابية أعلن أحمد أنه في حالة فوزه بمقعد الرئاسة سيقوم بإلغاء كافة العقود القائمة على الاحتكار وإرساء مبدأ الشفافية بين جميع الشركات التي ترغب في الفوز بحقوق البث، وقد مرّ عام واحد فقط على العقد الجديد الذي وقعه حياتو مع لاغاردير وهو ممتد حتى عام 2028 ما يشير إلى العمل على مراجعة كافة العقود في الاتحاد الأفريقي. وحتما سيجرى التغيير على خطوات متتالية كي يتم البناء على أسس قوية لعدم تكرار شخصية الفرعون، وأوضحت مصادر أن المصري هاني أبوريدة والتونسي طارق البوشماوي ومن قبلهم السويسري إنفانتينو رئيس الفيفا كان لهم دور بارز في الإطاحة بحياتو من منصبه الذي استحوذ عليه مدة تخطت عشرة آلاف يوم. فوز أحمد أحمد يصبّ في صالح مصر أكثر من أيّ دولة أفريقية أخرى باعتبارها تستضيف المقر الرئيسي للكاف وكان إنفانتينو سندا قويا لأحمد في المعركة الانتخابية وهو ما تأكد عند حضور إنفانتينو حفل عيد ميلاد رئيس اتحاد كوسافا فيليب تشيانجوا. والحقيقة أن الأمر لم يكن مجرد حضور احتفالية لكن هو اجتماع غرضه الترويج لترشيح أحمد ورسم خطة نجاحه خصوصا وأن اتحاد كوسوفا الذي يضم 14 دولة أعلن دعمه الكامل لرئيس اتحاد مدغشقر وقد التقطت عدسات الكاميرات فيليب وهو يحمل الرئيس الجديد للكاف احتفالا به. وأمام الدعم الذي حظي به أحمد وما ترتب عليه من خطط وتربيطات للإطاحة بأسطورة حياتو التي وصلت لأعلى درجات التضخم فشلت محاولات حياتو نفسه في بقائه على مقعد الرئاسة لفترة ثامنة، وعندما استشعر الكاميروني بتأزم موقفه في الانتخابات لجأ إلى خطط بديلة لم تؤت ثمارها. من المنتظر أن يعيد الكاف النظر في طرق منح دولة ما شرف تنظيم نهائيات كأس أمم أفريقيا بعد أن أحاط الفساد بطريقة اختيار البلد المنظم في الفترة الأخيرة، وقد حرم حياتو دول شمال أفريقيا من تنظيم البطولة منذ عام 2010 وظلم الجزائر وحرمها من تنظيم البطولة الأخيرة 2017 التي شهدت الغابون نهائياتها وشاهد العالم أجمع الحالة المزرية لأرضيات الملاعب التي استضافت البطولة الأخيرة وهو ما تسبب في إصابة عدد كبير من اللاعبين المشاركين. ويصب فوز أحمد أحمد في صالح مصر أكثر من أيّ دولة أفريقية أخرى باعتبارها تستضيف المقر الرئيسي للكاف، وقد كشفت الأيام الماضية وضع حياتو لخطة نقل المقر إلى دولة المغرب بسبب إحالته إلى المحكمة المصرية بناء على دعوى مقدمة من جهاز حماية المنافسة والاحتكار في مصر بزعم أن حياتو خالف قواعد عدم الاحتكار وهو ما ترتب عليه صدور بيان من داخل الكاف قبل أيام قليلة للرد على الاتهامات المنسوبة لرئيسه (السابق)، وأوضح ما جاء بين سطور البيان مخاوف حياتو من ممارسة العمل في مصر. المشكلة أن سقوط حياتو لن يمر مرور الكرام لكن المتوقع أن تتلوه أحداث أشد سخونة إذا جرى إحكام القبضة على عملية محاكمته بتهم تلوّث سمعته الأمر الذي قد يؤدي إلى جر شخصيات أخرى إلى مربع المحاسبة التاريخية.

مشاركة :