يحتاج المستخدم في بعض الأحيان إلى ضبط شاشة الحواسب بما يتناسب مع احتياجاته، وهنا يتعين عليه التعرف على بعض المصطلحات الفنية ومدلولها مثل السطوع والحدة والتباين ودرجة الألوان. ومن خلال تعديل قيم الضبط بهذه القوائم، يحصل المستخدم على صورة أفضل مع إمكانية الخلود للنوم بشكل أكثر راحة. ولكي يتمكن المستخدم من تغيير الإعدادات المختلفة، فإن كل شاشة تشتمل على قائمة خاصة بها يمكن استدعاؤها عن طريق الأزرار أو الطارات الوظيفية الموجودة بجسم الشاشة. وتختلف طريقة عمل القوائم والبنود، التي يمكن تعديلها من موديل إلى آخر، ولكن غالبا ما تشتمل كل الشاشات على الكثير من أوضاع الضبط، التي تناسب مختلف الاستخدامات، سواء كان لأغراض العمل أو تصفح الويب أو الألعاب أو تحرير الصور والفيديو. وأوضح ليوبولد هولتز أبفيل، من مجلة "شيب" الألمانية، أن هذه الإعدادات تعتبر أفضل خيار للمستخدمين العاديين؛ نظرا لأن معظم أوضاع الضبط، التي تم إعدادها مسبقا توفر للمستخدم ما تعد به. وفي حال عدم اقتناع المستخدم بمجموعات الخصائص الافتراضية، التي تقدمها الشركات المختلفة، فيمكنه تغيير بعض قيم الضبط بنفسه. ومن أجل أن يتعرف المستخدم على القيمة الصحيحة يتضمن نظام تشغيل مايكروسوفت ويندوز أداة المعايرة DCCW، والتي تشرح المستخدم الإعدادات الصحيحة خطوة بخطوة. وبدلا من ذلك تزخر شبكة الويب بالكثير من صور الاختبار. وبالإضافة إلى ذلك، ينصح الخبراء الألمان بضرورة التحقق من إعدادات درجة حرارة الألوان وقيم جاما. وأشارت مجلة "بي سي مجازين" إلى أن قيمة البداية الجديدة لدرجة حرارة الألوان تبلغ 6500K، وبالتالي يتناسب اللون الأبيض على الشاشة مع ضوء النهار تقريبا. وتعمل القيم الأعلى لدرجة حرارة الألوان على ظهور الألوان بشكل أكثر برودة، بينما تظهر درجة حرارة الألوان المنخفضة بشكل أكثر دفئا، وتعرف قيمة جاما على بعض الشاشات باسم تصحيح جاما، حتى يتمكن المستخدم من اتخاذ التدابير المناسبة عندما تبدو الظلال أو الألوان على الشاشة بشكل معتم أو ساطع للغاية. ويحتاج المستخدم إلى معايرة احترافية، لكي يتمكن من عرض اللون الأحمر والأزرق والأصفر على الشاشة بشكل صحيح. وأكد الخبير الألماني ليوبولد هولتز أبفيل أن المعايرة الاحترافية تضمن للمستخدم أن تكون الألوان الظاهرة على الشاشة هي نفس الألوان، التي ستظهر على الصور بعض طباعتها مثلا، وعادة ما يتم استعمال مقياس الألوان من أجل إجراء المعايرة الاحترافية، وهو عبارة عن جهاز قياس يتم تعليقه أمام الشاشة ويقوم بالتحقق من الألوان المعروضة على الشاشة. وأشار كريستيان كايوخن، من جامعة بازل السويسرية، إلى أن هناك دراسات تؤكد أن الألوان المعروضة على الشاشة يمكن أن تؤثر على جودة النوم. وهناك قاعدة أساسية تنص على أنه كلما زاد إشعاع الضوء الأزرق من الشاشة، فإن المستخدم يظل مستيقظاً لفترة أطول، كما تزداد لديه صعوبة النوم ليلاً، إذا استمر في العمل لساعات متأخرة من الليل. وللتغلب على مثل هذه الصعوبات يمكن الاستعانة ببعض البرامج الخاصة، مثل برنامج f.lux، والذي يقوم بضبط صورة الشاشة حسب وقت اليوم؛ ففي الصباح يتم ضبط الألوان الباردة، التي تشتمل على نسبة عالية من الضوء الأزرق، وفي المساء يتم ضبط الألوان الدافئة، التي تتضمن نسبة قليلة من الضوء الأزرق. ويمكن لشاشة الحاسوب المضبوطة بشكل صحيح أن تؤثر بشكل إيجابي على صحة المستخدم، وخاصة على العيون. ومن الأمور المهمة أن يتم ضبط الشاشة على قيمة تباين عالية. وأشار جورج إيكرت، من الرابطة الألمانية لأطباء العيون، إلى أنه لم يعد هناك قلق من حركات الوميض المزعجة للعين بالشاشات؛ نظرا لأن الموديلات الحديثة تمتاز بمعدلات عالية لتنشيط الصورة. ومع ذلك، قد تتعرض العين للإجهاد بعد ساعات طويلة من العمل أمام شاشة الحاسوب، ويرجع ذلك في أغلب الأحيان إلى ضبط الشاشة بصورة خاطئة. وأضاف الطبيب الألماني جورج إيكرت قائلا: "غالبا ما يكون السبب أننا نعمل بتركيز على الحواسب لفترات طويلة، ونسيان القيام بحركات إغماض العين من وقت إلى آخر"، وللتغلب على مثل هذه المتاعب يلزم القيام بحركات إغماض العين أو استعمال قطرات مرطبة والمواظبة على الابتعاد عن الشاشة من حين إلى آخر.;
مشاركة :