بثينة العيسى: مصرون على استقلال العمل الثقافي

  • 3/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شددت مؤسسة منصة تكوين للكتابة الإبداعية الروائية بثينة العيسى، خلال ندوة "سنة أولى مكتبة"، على ضرورة استقلال العمل الثقافي. أقامت مكتبة تكوين حفلا بمناسبة مرور سنة على افتتاحها، جاء بعنوان "سنة أولى مكتبة"، وحضره الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة، والأديبة ليلى العثمان، وجمع من المثقفين والأدباء. بداية، قال عريف الحفل محمد يوسف: "خلال سنة كانت المكتبة بيتا لنا لأصدقائنا، لمن يشاطرنا الأحلام والجمال والكلمات، ملاذا عن كل ذلك البؤس في العالم، حصنا نواجه به رتابة الأيام وتشابهها". وأضاف يوسف: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة منذ استيقاظ اللحظة الأولى، ونحن نخلق المعنى في قلب كل شيء، في شخص الخشب، وفي حواف الرفوف، وفي المكان، المكان الذي بات بلادا تسكننا وتقاتل الاغتراب. على هذه الأرض آثار خطواتها ذهابا وإيابا، ترتب الكتب هناك، وتنظم الفعاليات هنا، تصنع القلق لأنه نبض السؤال، السؤال تلك الأداة التي انبثقت منها الحياة". مشروع مقاومة من جانبها، قالت مؤسسة منصة تكوين للكتابة الإبداعية الروائية بثنية العيسى: "اليوم، بعد مرور سنة، صارت المكتبة واقعا، وصرنا نراها بشكل أوضح، مثل مشروع مقاومة يتصدى لفاشية التشابه، وتسطيح الحقائق. اشياء كثيرة تغيرت خلال سنة واحدة... قبل سنة، كنا نعتقد أن وظيفة المكتبة هي توفير الكتب للقارئ. البطولة، هي في صناعة القارئ ذاته، أن نقنع إنسانا لا يقرأ بضرورة أن يقرأ". وتابعت العيسى: "قبل سنة، كان هناك خط رفيع يفصل بين العمل الثقافي والعمل المجتمعي. الآن أصبح من الصعب أن نفصل بين الاثنين. بدا لنا طوال السنة الماضية أن الخطاب الثقافي سيبقى دائما خطابا نخبويا، وترفيا، ما لم نمتلك الجرأة على طرح قضايا حرية التعبير، وأدلجة التعليم، وغسيل الأدمغة، وزيف الإعلام، ومحاربة العقل، وحقوق المرأة والأقليات، ومفهوم الأخلاق، وغيرها من القضايا التي لسبب نجهله، يندر تناولها في المجتمعات الثقافية وأندية القراءة". العمل الثقافي وأضافت العيسى أنه "خلال السنة الماضية قررنا أن نصمم برنامجا ثقافيا دائما على مقاس الخوف الذي نحمله، وأن تكون المكتبة هي المكان الذي نشير فيه إلى الجرح لأننا لا نفهم معنى العمل الثقافي إن لم يستهدف البيت، والشارع، والمدرسة، والجامع". وأوضحت أن "رؤى كثيرة تغيرت، أو نضجت خلال سنة واحدة. لكن أمرا واحدا لم يتغير حتى الآن، اصرارنا على استقلالية العمل الثقافي، ماديا، واعلاميا. لأن أسوأ ما يمكن أن يلحق بالعمل الثقافي هو أن يفقد صوته، أن يفقد حقه في النقد والمساءلة". منصة للأفكار واستطردت العيسى: "أتمت مكتبة تكوين عامها الأول، وخلال هذا العام بدونا دائما وكأننا نطارد هذه الفكرة التي تكبر بشكل أسرع من قدرتنا على المواكبة. كانت المكتبة كائنا حيا، يتمتع بوعيه الخاص، المستلق عن وعي القائمين على إدارته. كائن قرر أن يكبر في طريق لم نخطط له ولم نحسب حسابه. رسم ملامحة ذاتيا، وقرر أن يتحول إلى منصة للأفكار، ومختبر دائم للكتابة، ومشروع للتعليم البديل، ومصنع للأسئلة". وزادت: "لم نحسب حساب شيء من ذلك... ففي بداية الأمر ما أراده كل واحد منا، حقيقة، هو أن يحقق حلم طفولته، ليصير بائع كتب. من تخيل أن المغامرة ستكون مجنونة هكذا؟ المكتبة... وحدها المكتبة كانت تعرف". تحريك المشهد الثقافي بدوره، قدم الروائي سعود السنعوسي شهادة روائية بعنوان "ابن الزرور" بلسان الجدة عن علاقته بالكتابة ومتى بدأ يكتب وهو صغير، متى بدأ يقرأ؟ ولماذا تعلق بالكتاب؟ والعوامل الصغيرة والكثيرة التي رافقت طفولته. وأضاف السنعوسي: "سعيد بالمشاركة في هذه الفعالية المهمة جدا، فمكتبة تكوين في سنتها الأولى قدمت نشاطا على مدار السنة من اللقاءات الأسبوعية (كاتب في مكتبة)، والنشاط الأسبوعي للأطفال، من أمسيات، والندوات والورش، أرى أن هذه السنة حافلة جدا في الفعاليات التي تحرك المشهد الثقافي في الكويت". وزاد: "أنا سعيد بوجود تكوين، وسعيد أيضا ومبهور من كمية الحضور، مما يؤكد أن هذا المشروع ليس كما يتصور البعض بأنه من المشاريع الظاهرة ومن ثم تنسحب بعد ذلك، واضح أنه مشروع كرس نفسه وأصبح اسم تكوين مكرسا في فترة قصيرة جدا". صنّاع القلق وعن مشاريعه القادمة قال السنعوسي: "هناك أعمال لكني أعمل على مهل، هناك عمل في فصوله الأخيرة، وهو عمل صغير، وإن شاء الله خلال 3 أو 4 أشهر أتمنى أن يظهر"، مضيفا: "كل عام وتكوين بخير، وكل عام وهم صنّاع القلق". وعلى هامش الاحتفال بالسنة الأولى لمكتبة تكوين، نظمت المكتبة حفل توزيع لرواية سعود السنعوسي "فئران أمي حصة"، بحضور جمع كبير من المهتمين.

مشاركة :