دارت معارك عنيفة أمس على أطراف المدينة القديمة للموصل في الجانب الغربي لها، وتحاول القوات العراقية كسر خطوط الدفاع لقوات تنظيم "داعش" في هذه الأحياء، لاستكمال السيطرة على المدينة. وتضم المدينة القديمة مباني متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور أغلبية الآليات العسكرية التي تستخدمها قوات الأمن، ما يجعل المعارك فيها أكثر خطورة وصعوبة. ويقع داخل المدينة القديمة مسجد النوري الذي أعلن منه زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي عام 2014 "الخلافة" في مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسورية. وتتقدم قوات من الشرطة الاتحادية والرد السريع، مجهزة بأسلحة هجومية، من جهة نهر دجلة، تزامناً مع اطلاق قذائف هاون واخرى صاروخية. وتساهم طائرات مروحية بدعم القوات الأمنية من خلال استهداف مواقع الجهاديين داخل المدينة القديمة التي يسمع منها دوي انفجارات واطلاق نار. وقال العميد عباس الجبوري قائد قوة الرد السريع، إن "هدف المعركة عبور الجسر الحديدي باتجاه الشمال" في عمق الجانب الغربي. واضاف أن "الصعوبات تتمثل بوجود العائلات، وكيفية تفادي اطلاق النار في اتجاهها، وعدم تحويل افرادها الى دروع بشرية. انها مدينة قديمة ومنازلها قديمة، ونادرا ما نستخدم (فيها) أسلحة ثقيلة". وأعلنت القوات العراقية خلال الأيام الماضية استعادة السيطرة على عدد كبير من احياء الجانب الغربي للموصل، بينها سوق وجامع في المدينة القديمة. وسيشكل سقوط الموصل ضربة عسكرية كبيرة للتنظيم الجهادي، اضافة الى الضربة المعنوية، بعد أن اعلن منها "الخليفة" ابوبكر البغدادي قيام "الخلافة الاسلامية"، داعيا إلى مبايعته. وفي حين ادت المعارك، بحسب السلطات العراقية، إلى نزوح اكثر من 150 الف شخص من سكان الأحياء الغربية للموصل، فإن بعض العائلات سارعت الى العودة الى منازلها في الاحياء التي استعيدت من التنظيم الجهادي. وأطلقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي صواريخها ونيرانها على مواقع "داعش" في المدينة القديمة بالموصل أمس مع اقتراب القوات على الأرض من جامع الموصل الكبير (جامع النوري)، الذي يمثل مكسبا استراتيجيا له دلالة رمزية. وتجاوزت قوات الشرطة الاتحادية في تقدمها محطة القطارات في غرب الموصل، لتقترب أكثر من الجامع الكبير. وقال قيادي بالشرطة إنهم اقتربوا جداً من بسط السيطرة عليه. وفر السكان من المنطقة وهم يحملون أمتعتهم ويشقون طريقهم عبر المباني المدمرة بينما تدوي أصوات القذائف وإطلاق النار من خلفهم. ومعظمهم من النساء والأطفال. وتوجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس في زيارة رسمية هي الأولى للولايات المتحدة الأميركية، تلبية لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بهدف "تعزيز التعاون الأمني والعسكري"، بحسب ما نقل بيان رسمي. ومن المقرر أن يحضر العبادي اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي للتصدي لـ"داعش"، وفق البيان. وتستضيف واشنطن في 22 مارس اجتماعا للدول الـ68 الأعضاء في التحالف.
مشاركة :