كيف تربي أبناءك؟ ... هكذا ببساطة - ثقافة

  • 3/20/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يقول ماجد الزهراني في كتاب «اسرار فعالة للتعامل مع الأطفال»: «بينما كنت انظم خروج الطلاب للعبة الكترونية على اللوحة الذكية في الصف، كنوع من المكافأة لهم على ما ابدوه من تفاعل مع الدرس، سمعت احدهم يردد كلمة (هب) كلما اصاب زميله في اللعب، فسألته لما تقول هذه الكلمة؟ فقال: لكي اصيبه بعين فيهزم ليأتي دوري سريعا، وجاء بعد فترة موعد مجلس اجتماع الاباء بالمعلمين، فجاء والد هذا الطالب وسألني عن معلم اخر، فذهب معه لفصل يجلس به المعلم فوجدنا لديه عددا كبيرا من الاباء فقال لي مازحا: لديه عدد كبير لابد أن اصيبه بعين حتى يذهبوا وأكلمه»، موقف طريف قد حدث مع الكاتب الزهراني، وأضحكني للوهلة الأولى عند قراءتي موقف كهذا، لكنه في الوقت ذاته يوصلنا إلى نقطة مهمة جدا وهي تعلم الأطفال من الوالدين.ولكي تكن قدوة جيدة من المهم جدا أن لا تعلمهم شيئا أنت لا تفعله، كقولك مثلا «اقرأ» وبيتك لا يحتوي على اي نوع من انواع الكتب، ولا تنهيه عن شيء أنت تفعله، كقولك «لا تكذب» وتجعله يقول لصديقك أنك نائم بينما أنت تشاهد التلفاز.كن شجاعا يكن ابنك كذلك، وكن محترما تكن ابنتك كذلك، وأكثِر من استخدام بعض الكلمات مثل: «شكرا، لوسمحت» ولن تضطر لتعلم ابنك ذلك بطريقة مباشرة، فهو سيقول ماتقوله، كل ما في الأمر أن تفعل وتقول ما تريد أن يفعله ويقوله طفلك وسيتعلمه منك مباشرة دون عناء منك، وقس ذلك على بقية الأمور فهو من الممكن ومن السهل أيضا أن يتعلم منك الأمور السيئة كذلك كالكلمات البذيئة، وبعض الصفات السلبية مثل العصبية، الكذب وغيرها.تحتاج البساتين لزهرة تزين تفاصيلها، وتمتع زائريها، ويحتاج القلب لحب نقي ينعشه، ويسر روح صاحبه، لكل جزء في حياتنا يحتاج لبؤرة تجمع كل ما حولها من جمال، ويجذب كل ما يعبر بها من بهجة، إنها الحياة الواقعية وهذا سر جمالها.البيت كذلك يحتاج إلى شعاع نور يمليه فرحاً وسعادة، طفلك هو ذلك النور الذي يضيء بيتك رونقاً، ويشع حياتك أملاً، إن الطفل هو زينة الحياة الدنيا كما يُقال، يسعدك في لحظات الحزن، ويضحكك في لحظات البكاء، وترى في عينيه براءة غابت في نفوس الكبار، وطهارة تشع من وجهه البريء في زمن اتسخت دقائقه، لذلك لا تحتاج هذه النعمة إلا شكرا خالصا إلى الخالق، ورعاية مخلصة من العقل والقلب.قبل كل شيء كن لنورك مصباحاً، ولا تكن له ظلاماً، كن القدوة الجيدة له فهو لم ير أحداً قبل أن يراك، ولا يثق بشخص بقدر ثقته فيك، ويجدك المصدر الأول للتعلم قبل دروس الحياة الكثيرة.انك اول مدرسة يتعلم منها طفلك، وأنت أكبر كتاب قد يقرأه في حياته، والقصة العظمى من قصص حياته، لحظة في احضانك ودقيقة في مجالستك كفيلة لأن تكون له الحياة أجمعها، فاتركه في زمن مريح ووردي ليكمل مسير حياته دون عناء.sahar.gh.b.a@hotmail.comInstagram: saharbnali

مشاركة :