لليوم الثاني على التوالي، جذب مهرجان كتارا الوتر الخامس جمهورا غفيرا من أحباء آلة العود والمهتمين بالموسيقى حيث شهدت دار الأوبرا أمسية موسيقية أحياها كل من عبدالعزيز الهيدوس من قطر ومن تونس ندى محمود وبشير الغربي ومن تركيا نجاتي جيليك والفرقة الصربية Bojana pekovic وعارف جمّن من اليمن. وعلى المسرح المكشوف تألقت الفرقة التنزانية في عرضها الثاني حيث أبهرت الحضور بأدائها الراقي المستوحى من أصالة الموسيقى الشرقية. أما الفرقة الفرنسية speed caravan trio فقدّمت عرضا لافتا جمع بين الشرق والغرب لتكون الموسيقى اللغة المشتركة بين جميع الثقافات. وسجّل المهرجان حضور كوكبة من أهل الفن والثقافة من مختلف الدول العربية والأجنبية نذكر منهم الملحن السعودي عبدالرحمن الحمد الذي وصف إطلاق (كتارا) لمهرجان العود (الوتر الخامس) بأنه إضافة جميلة تعمل على تذكير أجيالنا المعاصرة بهذا التراث الموسيقي العريق، مشيدا بما تبذله دولة قطر من جهود لإثراء المشهد الثقافي والفني المتنوع والمميز في المنطقة، مما سيترك أثرا كبيرا على المهتمين بالموسيقى والعازفين والملحنين، يعمّق الإحساس بالجمال ويضفي الروح الخلاقة. بدوره، أشاد راضي الطويل المحاضر بجامعة فيصل، بإطلاق (كتارا) لمهرجان العود، موضحا بأنها مبادرة إبداعية من الدرجة الأولى، لأنها اتجهت إلى عالم الموسيقى وتحديدا فن العزف على العود، بخلاف المهرجانات الثقافية الأخرى التي تهتم في الغالب بالأغنية، مؤكدا أن المهرجان يمثل مظلة لرعاية الفنانين والملحنين والعازفين على آلة العود، كما يوفر لهم منصة انطلاق تعزز هذا الفن الجميل وتمنح المهتمين به دعما معنويا كبيرا يسهم في تنمية القدرات والمواهب والامكانيات. أما صالح بو حنيه مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام سابقا فقال: بداية أشكر كتارا على إطلاقها لهذا المهرجان الذي يتعطش له جميع المهتمين بآلة العود في الدول العربية، فالعود من الآلات الموسيقية الجميلة والرائعة التي لها الاثر الكبير في ثقافتنا العربية بمختلف فروعها سواء في الموسيقى أو الأدب . ويقول كارل فرو، صانع ومصمم آلة عود من ألمانيا: لي الشرف في المشاركة في هذا المهرجان وهذه المرة الاولى التي أسافر فيها إلى الشرق الاوسط، وأنا سعيد بهذه المناسبة الثقافية التي تحتفي بآلة العود، فهذه الالة العجيبة والقوية التي شكلت نقطة الالتقاء بين الموسيقى الشرقية والموسيقى الغربية حيث ساهم العود كآلة موسيقية قديمة في تطوير الموسيقى سواء العربية أو الموسيقى في أوروبا على غرار موسيقى الجاز، كما عرف العود تطورا كبيرا ترافق مع ما شهده المجتمع من تحولات عديدة. وأضاف: اقتربتُ من آلة العود منذ عشرين سنة عندما تعرّفت على صديق كان مهتما بالموسيقى العربية التي كانت تشكل ميدانا جديدا بالنسبة لي، وقد استهوتني كثيرا وخصوصا آلة العود التي فتحت المجال أمام الموسيقي لدخول مجالات تعبير جديدة لما فيها من قوة وعاطفة و تأثير.;
مشاركة :